خبر : الحاجه الى رؤيه تقدميه لمواجهه داعش التكفيريه ...بقلم: عز الدين المصرى

الثلاثاء 10 فبراير 2015 03:24 م / بتوقيت القدس +2GMT




تمر علينا اليوم الذكرى 96 لتأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني والذي بات يعرف اليوم بحزب الشعب، بالمقارنة مع الماضي القريب بات الحزب وغيره من المنظمات اليسارية والتقدمية يشهد واقعا لا يحسد عليه وذلك يرجع الى التحجر الفكري وعدم القدرة على التأقلم مع الواقع الجديد وتوفير رؤية قادره على تحفيز الشباب على العمل من خلال الأحزاب التقدمية للوصول الى واقع أفضل من الحاضر السيء.

في مواجهة ايديولوجية التطرف التكفيري الدعشي، هناك حاجه الي ايديولوجية تقدميه حره قادره علي رسم رؤية أفضل من الواقع. وهذا ما نفتقده في الوطن العربي الكبير. وبالتحديد بعد انهيار الايديولوجيا الاشتراكية أبان انهيار الاتحاد السوفيتي والأنظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية في بدايات التسعينات من القرن الماضي وانحصار المد القومي المتمثل الأيدولوجية الناصرية والبعثية في بدايات الثمانيات من القرن المنصرم.

اما على الصعيد الفلسطيني فقد فشل اليسار الفلسطيني بمكوناته القومية والشيوعية من تقديم ايدولوجيا معززة برؤيه قادره على انهاء الاحتلال وحل الصراع الفلسطيني اﻹسرائيلى بما يضمن تصحيح الظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني خلال عام 1948وفي اعقاب حرب حزيران من عام 1967

كذلك هو الحال مع حركه التحرير الوطني فتح التي لم تتبنى حتى يومنا هذا اي ايدولوجيا عدى عن عقيده القرار الفلسطيني الحر وتعميق الهوية الفلسطينية. فقد تفاخرت الحركة وما زالت تفتخر عبر معظم أدبيتها بأنها لا تملك اي إيديولوجيا

..

تلعب الايديولوجيا ذلك المصطلح الذي ارتبط بكل حركات التغير الاجتماعي السياسي علي عناصر مهمه من اهمها: الرؤية التي تتضمن الوضع السياسي الاقتصادي بإفرازاته الاجتماعية بما يضمن التحول من واقع سيء الى مستقبل افضل.

ولهذا نجح الاسلام السياسي بشقيه المحافظ- الاخوان

و المتطرف التكفيري- داعش و القاعدة على ملئ فراغ الرؤية بأيدولوجية الدين الإسلامي المتجذر في قلوب العرب مما ضمن لها التوسع و النجاح في استقطاب القسم الأكبر من عامه الشعب العربي و قد برز هذا جليا خلال الانتفاضات و الثورات العربية التي اطلق عليها جزافا مصطلح " الربيع العربي" اسوتا "بربيع براغ" نسبتا لتمرد الاحرار الوطنين في تشكوسلوفاكيا على الحكم الشيوعي المدعوم من موسكو خلال منتصف الستينيات من القرن الماضي.

يزعم البعض في عالمنا العربي اننا ضحية مؤامرة كبيره احاكتها الولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى "الفوضى الخلاقة" مستهدفتا الدول العربية من اجل تفكيك انظمه الحكم واعاده بناء الوطن العربي بما يشمل دويلات صغيره على أساس قبلي وبما يشمل حق الأقليات في حق تحرير المصير ضمن مفهوم الدولة القومية كما حدث في السودان وفي طريقه الى التجسد في كلا من سوريا وليبيا واليمن. من حق كل دوله ان تسعى الى الحفاظ على مصالحها الوطنية على حساب الدول الأخرى وهذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم بالإضافة الى ذلك عملت الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب على تحفيز ما يسمى بهجره الأدمغة من العالم العربي الى الغرب من خلال توفير رؤية واعده مبنيه على أساس احترام الفرد ودوله الرفاهية المنبثقة من النظرية الليبرالية التي تقدس الحريات الفردية وتقلص جبروت الدولة المركزية.

ان الخيارات المتاحة للشباب العربي عامتا والفلسطيني خاصتا في ضوء ما اسلفت غدة محصورة في بعض خيارات من أهمها التمرد عبر الإسلام السياسي على الدولة المركزية التي عجزت عن توفير اقل معاير جوده الحياة او الهجرة الى الغرب او الخمول السياسي والاستسلام امام المد الأيديولوجي الإسلامي بشقيه المحافظ او التكفيري الراديكالي. ومن هنا تأتى الحاجة الى النهوض واعاده تشكيل الأحزاب السياسية العربية التي تتبنى أيدولوجيات اشتراكيه لبرالية او قوميه معتدلة لكي توفر فرصه لشباب العربي لكي يناضل ضمن أحزاب ومنظمات تتمتع برؤيه واعده قادره على مواجهه التطرف وفي نفس الوقت قادره على تحويل الوقع السيء الى واقع أفضل يضمن الحياة بحريه والكرامة لملاين العرب.