خبر : وكالة بلومبرغ: تنظيم داعش يُحكم قبضته على ليبيا ..وامريكا لا ترى ضرورة للتدخل!

الثلاثاء 10 فبراير 2015 08:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وكالة بلومبرغ: تنظيم داعش يُحكم قبضته على ليبيا ..وامريكا لا ترى ضرورة للتدخل!



واشنطن /وكالات/ حذر موقع وكالة "بلومبرغ" في تقرير له من توسّع الأنشطة الإرهابية لتنظيم داعش في ليبيا، مسلطاً الضوء على مطالبات الحكومة الليبية بأن تضع واشنطن ليبيا ضمن أجندتها الدولية للكفاح ضد هؤلاء المتطرفين.
وأشار التقرير إلى قلق مسؤولين في المخابرات الأمريكية إزاء توسع تنظيم داعش في شمال أفريقيا بعد مجموعة من الأعمال التي تثير الفوضى، أبرزها الهجوم الجريء على فندق كورنثيا في طرابلس، والذي أدى إلى وفاة 12 شخصاً بينهم مقاول أمريكي.
وصرح مدير وكالة استخبارات الدفاع التابعة للجنة الخدمات المسلحة اللواء فنسنت ستيوارت، في مجلس النواب هذا الأسبوع أن "تنظيم داعش، في ظل وجود فروع تابعة لها في الجزائر ومصر وليبيا، بدأت في تجميع بصمة دولية متنامية تشمل مناطق لا تسيطر عليها حكومات أو تسيطر عليها حكومات ضعيفة". 
وأوضح التقرير أن إرهاب المجاهدين الإسلاميين ليس مفاجئاً للحكومة الليبية المعترف بها دوليّاً في طبرق، والتي تخوض اشتباكات في عدة مدن ليبية، بما في ذلك بنغازي. (وهي تخوض أيضا حرباً أهليةً ضد حكومة منافسة في طرابلس، العاصمة، تحت قيادة رئيس الوزراء عمر الحاسي) وصرح مسؤول كبير في حكومة طبرق لمسؤولين أمريكيين خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع أن "هناك توسع متنامي لتنظيم داعش في ليبيا أسوء بكثير مما يبدو للعيان".
ونوّه التقرير إلى أن تنظيم داعش امتلك قاعدة لعملياته في ميناء مدينة درنة لسنوات، ولكنه ثبتت مقراً الآن في مركز المؤتمرات الرئيسي في سِرت، حيث بات يسيطر على المطار. وتوسع أيضاً في جنوب ليبيا من حيث تجنيد عناصر جديدة وإقامة قواعد، ونظّم مسيرات مفتوحة في طرابلس.
وحول علاقة تنظيم داعش في ليبيا بتنظيم داعش في العراق والشام، أفاد التقرير أن هذه العلاقة تأسست منذ فترة طويلة حيث عمل تنظيم داعش في ليبيا كطريق للمال وكقاعدة لتدريب المقاتلين المتوجهين إلى سوريا والعراق. لكن وسائل الإعلام الاجتماعي للجماعة وتصريحاتها الرسمية تؤكد الآن أنها تخطط لتوسيع "الخلافة" في ليبيا فضلاً عن استخدامها كقاعدة للعمليات لشن مزيد من الهجمات على الغرب، وهو ما يمكن أن يكون نذير شؤم لأوروبا المجاورة، التي لا تزال تعاني من الهجوم على مجلة شارلي ابدو في باريس.
أعداد المقاتلين  في تزايد
ولفت التقرير إلى التقديرات غير المؤكدة التي تشير إلى وجود 2000-3000 مقاتل إسلامي في ليبيا موالين لتنظيم داعش، حسبما ذكر عارف علي نايض، سفير ليبيا لدى الإمارات العربية المتحدة. وكان البرلمان الليبي في طبرق أصدر الأسبوع الماضي بياناً يدعو فيه قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم تنظيم داعش في سوريا والعراق لتوسيع غاراته الجوية إلى الأراضي الليبية.
وأشار التقرير إلى نبذة من تقرير مؤسسة "كلام" للأبحاث والإعلام في أبو ظبي وطبرق الذي تضمن قائمة شاملة بأنشطة تنظيم داعش في ليبيا مؤخراً، حيث يشير إلى ثلاثة تفجيرات بسيارات ملغومة وقطع أربع رؤوس في نوفمبر (تشرين الثاني) بالمنطقة الشرقية من برقة، وانفجار سيارة مفخخة خارج السفارة الجزائرية في طرابلس في شهر ديسمبر (كانون الأول)، و خطف مسيحيين مصريين في سرت، وهجوم على القوات الليبية في المنطقة الجنوبية من فزان في شهر يناير (كانون الثاني).

ولفت التقرير إلى أن ليبيا تعد "أكبر قاعدة أجنبية لدعم تنظيم داعش حسبما ورد في الطبعة الخامسة من المجلة الإلكترونية لتنظيم داعش المعروفة باسم ’دابق‘، مضيفاً "أن الزيادة الكبيرة في التفجيرات والخطف وقطع الرؤوس في جميع أنحاء ليبيا من قبل المنظمات المتحالفة مع داعش يثبت على ما يبدو صحة هذا الادعاء. لقد تمكنت داعش في ليبيا من الاستفادة من الاضطراب السياسي بعد الثورة لتأسيس قاعدة من الدعم، وإن كان بدرجة أقل، باستخدام نفس التكتيكات التي اتبعتها في العراق وسوريا".
ونقل تقرير بلومبرغ وجهات النظر المختلفة التي تفيد بأن الولايات المتحدة لا تفكر في توسيع الضربات الجوية ضد التنظيمات الجهادية في ليبيا في هذا الوقت. وكان أوباما قد صرح في عطلة نهاية الأسبوع لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أن أمريكا لا يمكنها إرسال الجيوش لمحاربة كل جماعة إرهابية.
يقول دان بايمان الباحث بمعهد بروكينغز "إن الناس الذي يعترفون بداعش وينضمون لها ويتوسعون في ليبيا. وهي مشكلة كبيرة بالنسبة لليبيا، ولكن وجهة النظر الأمريكية تفيد بأن ليبيا ليست أولوية بالنسبة للولايات المتحدة". 
واختتمت الوكالة تقريرها بالقول بأن الحكومة الليبية الحالية لا تستطيع التعامل مع تنظيم داعش الذي يمكن أن يحدث عدم استقرار في ظل الدول الفاشلة ويمثل تهديدات مباشرة جدا للمصالح الأمريكية، كما حدث في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، ودعا التقرير إدارة أوباما إلى التوصل إلى حل وسط قبل فوات الأوان إذا كانت الضربات الجوية ليست في متناولها حالياً.