خبر : القاهرة : الشاعر أدونيس يدعو إلى "قطيعة" مع الموروث المتراكم وإحياء البحث والتفكير

الجمعة 06 فبراير 2015 08:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة : الشاعر أدونيس يدعو إلى "قطيعة" مع الموروث المتراكم وإحياء البحث والتفكير



القاهرة - رويترز: انتقد الشاعر السوري أدونيس غياب الحداثة العربية رغم كل الانجازات التي حققها الكتاب والمبدعون العرب في جميع الميادين، مؤكداً أن هذه الحداثة لن تتحقق الا اذا تغير مسار الفكر والعقل.
ودعا أدونيس الى «القطيعة» مع الموروث الثقافي المتراكم من مئات السنين واليقينيات التي يقوم عليها التراث العربي من خلال احياء البحث والتساؤل والتفكير للوصول الى ما يمكن أن نسميه حداثة.
وفي ندوة بعنوان «نحو خطاب ديني جديد» مساء الأربعاء في معرض القاهرة الدولي للكتاب قال : الاطروحات والافكار والقطائع التي حدثت بدءا من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) وبشكل خاص في بغداد أكثر جرأة وأكثر عمقا وأكثر جذرية من أطروحاتنا المعاصرة اليوم.
وطرح أدونيس تساؤلات بشأن ما يجري في المنطقة العربية حاليا من عنف وصراعات قائلا: ما هو المشروع العربي اليوم للوقوف في وجه التطرف الديني.. أين هو.. ماذا تقدم الانظمة.. .. والجواب ليس لدينا أي مشروع. 
وأضاف أن على البشر الذين يعيشون في هذه المنطقة الفريدة من العالم في دول مثل مصر وسورية والعراق التي أسهمت في صنع الحضارة البشرية مسؤولية أمام التاريخ وأمام الآخر.
ولد علي أحمد سعيد اسبر في 1930 في قرية قصابين التابعة لمدينة حلب في سورية واتخذ اسم أدونيس تيمنا بأسطورة أدونيس القديمة.
وعن الحداثة والدين قال :لا يوجد ما يسمى تجديد للدين. فكل تجديد للدين هو دين جديد لكن يمكن أن نغير تأويلنا للدين. كل تأويل هو تقويل للنص. نؤول النص أي نفرض عليه أن يقول شيئا مختلفا.. فالتأويل تقويل.
وأضاف : أي نص مهما كان عظيماً اذا مر في عقل صغير فان هذا النص يصغر واذا مر في عقل كبير فهذا النص على العكس يكبر.
وتابع قائلا : ليس هناك اسلام حقيقي واسلام غير حقيقي، انما قد يكون هناك مسلمون معتدلون ومسلمون متطرفون تبعا لقراءاتهم وتأويلاتهم .. لكن الاسلام واحد. 
لكن أدونيس لم يكتف بالنقد وتشريح الواقع الثقافي والمعرفي للمنطقة العربية بل عرض نواة مشروعه الخاص للحداثة العربية. ولخص رؤيته في أربع نقاط.
قال : أول قطيعة يجب أن تقوم في الثقافة العربية الراهنة هي القطيعة مع القراءة السائدة للدين وقراءة جديدة للدين تفصل كاملا بين الدين والدولة «لان الاسلام رسالة وليس دولة».
وأضاف: ليس هناك أي نص ينص على أن الاسلام دولة أو على أن الدين دولة، والرسول تحدث في جميع الاشياء حتى في الاشياء الخصوصية للانسان الفرد لكنه لم يتحدث مرة واحدة عن الدولة الاسلامية التي يجب أن تقام. 
وعن النقطة الثانية قال : يجب أن تنشأ جبهة مدنية علمانية على المستوى العربي تكون شكلا جديدا من انتقاد الموروث واعادة النظر فيه والتأسيس لقيم جديدة وعلاقات انسانية جديدة والمجتمع الجديد. 
وتابع: النقطة الثالثة.. هي تحرير الثقافة العربية من الوظيفية. كل شيء من أجل الثقافة لكن الثقافة هي من أجل الحرية .. مزيد من الحرية مزيد من المعرفة مزيد من انفتاح الآفاق.
وختم بقوله :النقطة الرابعة.. لا مفر لنا من الديمقراطية لانه بدون الديمقراطية لا حرية ولا حقوق ولا مساواة. 
ولاقت الندوة اقبالا جماهيريا كبيرا من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذين تراصوا على أرض القاعة الرئيسية للندوات للاستماع الى أدونيس بعد أن امتلأت المقاعد عن آخرها بعشرات الباحثين والنقاد والمبدعين ومتابعي الشأن الثقافي.
وبدأت الدورة السادسة والاربعون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في 28  كانون الثاني وتستمر حتى 12  شباط بمشاركة 840 ناشرا من 26 دولة عربية وأجنبية.
وتتخذ دورة هذا العام شعار «الثقافة والتجديد» كما تتخذ من الامام محمد عبده شخصية المعرض باعتباره أحد رواد التجديد والتنوير في العصر الحديث.