رام الله / سما / نالت قضية الشاب الفلسطيني “براء عياش ” تعاطفا شعبيا عارما من كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وافرزت سلسلة لا متناهية من الاسئلة والتكهنات المختلفة بخصوص الاسباب الحقيقية وراء اعتقاله كيف لا وهو ابن شخصية قدمت الغالي والنفيس من اجل كرامة الانسان الفلسطيني المقاوم ضد الاحتلال وغطرسته ,ليس ابن “المهندس ” من يسكت الاحرار عن اعتقال “دون تهم ملموسة ”
..”راي اليوم ” وبعد الافراج عن ابن الشهيد “يحيى عياش ” واجهته بالاسئلة التي رددها الكثيرون بخصوص “الصدفة الغريبة ” لاعتقاله من لدن “الامن الوقائي بنابلس″ في الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد والده وعن ما واجهوه به المحققون رغم اعتذاره عن الاجابة عن سؤال اعتبره صعبا بخصوص وصية والده له ..كل هذا في هذه الدردشة الصريحة مع “براء يحيى عياش ” .
ـ بداية لماذا تم اعتقالك من لدن جهاز الامن الوقائي بنابلس؟ وماهي التهم الموجهة اليك؟
بتاريخ 1/1 تم تبليغي بضرورة القدوم إلى مقر الوقائي بتاريخ 4/1 بدون إبداء الأسباب، وفعلاً قمت بالذهاب الساعة العاشرة صباحاً، بدأ التحقيق معي حول النشاطات السياسية في الجامعة، وسؤالي عن أشخاص في الجامعة وعن العلاقة التي تربطني بهم، وأيضاً حول انتمائي السياسي وأي فصيل قمت بانتخابه في الجامعة , بعد الانتهاء من التحقيق حول الجامعة تم سؤالي حول ماذا حقّق معي جهاز المخابرات!!، وبعد اخبارهم بماذا حدث معي هناك، وعن ماذا كانت الأسئلة، تم سؤالي حول مقالاتي السياسية وما أقوم بنشره على الفيسبوك، وأن هذا الأمر يزعج الأجهزة الأمنية، ولا يصب في صالحي، وسوف “يسبب لي المشاكل” حسب تعبير المحقق ,اليوم الثاني من الإعتقال لم يتم الحديث معي نهائياً، اليوم الثالث تم اطلاق سراحي، وعندما سألتهم عن سبب الإعتقال أو التهم لم يجبني أحد .
ـ اليس غريبا ان يصادف اعتقالك الذكرى التاسعة عشر لرحيل والدك الشهيد “يحيى عياش”؟
كان الأمر مؤسفاً بكل معنى الكلمة، فبدلاً من اجتماع العائلة والاحتفال بهذه الذكرى، قضيتها هذه المرة داخل زنزانة الأمن الوقائي بدون سبب حقيقي , وردة الفعل التي أبداها الكثير من الشباب كانت متعاطفة وغاضبة من أجل هذه المصادفة وقد أوقعت الأجهزة الأمنية نفسها في موقف سيّء لم تستفد منه أي شيء سوى الشتائم من الشعب والمزيد من التعاطف مع قضيتي .
ـ الكثيرون اعتبروا قضيتك تدخل في خانة “تصفية الحسابات”، هل لمست هذا الامر اثناء التحقيق معك؟
لا لم أشعر بهذا أثناء التحقيق ولا أعتقد ذلك.
ـ كيف تنظر الى واقع القضية الفلسطينية الحالي؟ ومن يعيق الوصول الى وحدة فلسطينية تامة برايك ؟
للأسف يبدو الواقع سيّئاً وينحدر نحو الأسوأ، فبرنامج حركة فتح يختلف اختلافاً تاماً عن برنامج حركة حماس، ولا أرى أن هنالك حلاً لتجاوز المشكلة سوى باقتراح برنامج موحّد لكافة الشعب يكون على أساس ثوابته الوطنية الحقيقية .
ـ برايك هل صار الشباب الفلسطيني اليوم يشعر بان “المقاومة” عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تغنيه عن مواجهة الواقع بشكل مباشر؟ وما دور هذه الوسائل في مواجهة الاحتلال وجبروته؟
هذه الحالة التي وصلنا إليها في الضفة الغربية نتجت بسبب نهج جديد تم استخدامه بعد أحداث عام 2007 من صنع عقيدة أمنية جديدة في الضفة الغربية إلى بناء شخصية الفلسطيني الجديد ,حيث احتكرت السلطة الفلسطينية في الضفة كل مظاهر العنف، وعملت على قمع حركة حماس وتفكيكها عسكرياً وسياسياً، فلم يعد هنالك في الضفة وخصوصاً داخل المدن أي مجال لفعل مقاوم حقيقي على الأرض , وهذا ما دفع بظاهرة المقاومة على الفيسبوك لتزداد أكثر .


