غزة /سما / اتهم عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية اليوم الجمعة أمم المتحدة بالتواطؤ والتباطؤ في تأخير عملية إعمار غزة مطالبا الأطراف العربية والدولية لدفع الأموال مباشرة للمتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في يوليو وأغسطس الماضيين.
وقال الحية خلال خطبة صلاة الجمعة أمام مقر مفوضية المندوب السامي لحقوق اﻻنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة غزة " نواجه حالة من التواطؤ لإبقاء الحصار وتأخير الإعمار ونؤكد أنه يجب إنهاء ذلك قبل أن يثور الشعب على كل شيء".
وأضاف "مرت خمسة شهور دون أن تكفي لإدخال مواد البناء وحتى الآن لم ينجز الانتهاء من حصر الأضرار فمتى سيكون الإعمار والبناء، نؤكد أنه يكفى تلاعبا بمصير هذا الشعب وتسويفا بالإعمار ".
واضاف أن "قهر الشعب الفلسطيني ببقاء الحصار وتأخير الإعمار محال ومستحيل لأن هذا الشعب سيبقي يناضل الاحتلال والحصار وسيحاسب التاريخ وشعبنا كل من تواطؤ في الحصار وتعطيل الإعمار".
وأكد أن بقاء الحصار وتأخير الإعمار بعد عدوان ظالم يمثل "جريمة إنسانية"، مشددًا على أن "الحقوق لا تسقط بالتقادم وسنناضل عنها بكل ما أوتينا من قوة ولن نسمح باستمرار هذا الوضع ".
وفي الوضع الداخلي، دعا الحية إلى التمسك بمعاني الرحمة والإيمان والصبر والحفاظ على الحقوق والمقدسات التي هي ميراث الأمة في أرض فلسطين، مؤكدًا أنه لا سبيل لشعبنا إلا بوحدته والالتفاف حول حقوقه.
وطالب الحية حكومة الوفاق بـ"وقف التسويف والاستخدام البائس لمجرد زيارة قطاع غزة من اجل السياحة والصور من دون اتخاذ قرارات فعلية لصالح القطاع وخدمة أهله ".
واستهجن أن وفد الحكومة الذي غادر غزة اليوم بعد زيارة استمرت أربعة "جلس معنا مرة نيابة عن رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومرة ثانية نيابة عن الرئيس محمود عباس فأي تلاعب هذا ؟".
وشدد على أن قرار الحكومة بدعوة الموظفين المستنكفين للعمل في وزارات قطاع غزة فيما الموظفين ممن هم على رأس عملهم سيكونون لمليء الشواغر هو "قرار بائس وظالم ومن شأنه تفجير الوضع الداخلي كونه لعل بالنار ولا يمكن أن يمر ".
وتابع "لن نتخلى عن شعبنا وعن حقوقه وعن الموظفين وحقوقهم وندعو لتطبيق ما تم الاتفاق عليه على قاعدة الشراكة والوحدة الوطنية بعيدا عن الأقصاء والتفرد ".
من جهة أخرى وجه الحية رسالة "لمن اتخذ الإرهاب والتطرف وسيلة لشن الحروب واحتلال الأراضي إن المسئول عن التطرف وإشاعة الفساد بين الشعوب هو من عمل على إثارة الظلم ومارس الإرهاب ".
وتابع قائلا: "نحذر الأمم المتحدة والعالم بأن ما تمارسوه من ممارسات بحق شعبنا وشعوب العالم المظلومة هو السبيل الذي ينشئ التطرف والمبرر الذي يتخذه هؤلاء نما يتطلب رحمة بالشعوب والأمم ".
وأضاف " ما يتعرض له شعبنا بإرادة أو بقرار بفعل أو بصمت أو أكبر من الهولوكوست اليهودي المزعوم وهذا الظلم الواقع فينا اليوم ينشئ فينا تخلي الإنسانية عنا وهو ما نحذر من تداعياته ".
وشدد الحية أن على أنظمة ودول العالم التي تدعى حماية حقوق الإنسان والديمقراطية أن تتيح للشعب الفلسطيني حقه في الحرية وتقرير المصير واختيار قيادته.
وأضاف أن من حق الشعب الفلسطيني ومقاومته الدفاع عن نفسه وعن أرضه ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 60 عامًا حتى إنهائه والخلاص منه.


