خبر : حيرة كل أم .. لماذا يبكى طفلى؟

الجمعة 02 يناير 2015 11:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حيرة كل أم .. لماذا يبكى طفلى؟



اته الخاصة ورغباته الشخصية وطريقته فى التعبير.. وحتى تفهمين جيدا سبب بكاء طفلك لابد من مراقبته جيدا.. والاطلاع على إيقاع بكائه.. ومعرفة الطريقة المناسبة التى يمكنك إسكاته بها.. وكيف تعيدى له هدوءه؟
تشعر الأم كثيرا بالإحباط حين تعجز عن إسكات بكاء طفلها.. ولكن الأمر يحتاج منك مزيدا من الصبر.. فكل الأطفال يبكون.. وتختلف الأسباب التى يبكون من أجلها.. بل إن البكاء لا غنى عنه كدليل للنمو العقلى والنفسى للأطفال. فكل مرحلة من مراحل النمو يصاحبها صراعات داخلية يعانى منها أطفالنا، وقد أثبتت الأبحاث أن الطفل الأكثر بكاء هو الأكثر ذكاء فيما بعد.
كيف تفهمين بكاء طفلك؟: بعد ستة إلى سبعة أسابيع من ميلاد الطفل يستطيع ضبط إيقاعه.. ويتفهم تدريجيا البيئة المحيطة به.. كما يعتاد وجوه أبويه وإيقاع الحياة من حوله.. وبالتالى يقل بكاؤه تدريجيا وتختلف نوعيته.. وعندها يمكنك فهم أسباب نوبات البكاء التى تجتاحه.. وتظهر أيضا أنواع جديدة من البكاء لم تكن موجودة عند الميلاد مما يتطلب منك فك طلاسمها.
أسباب بكاء الطفل وكيفية معالجتها:
الإحساس بالملل: فى سنوات التعلم الأولى يحتاج الطفل عند نمو حواسه لاكتشاف العالم من حوله.. يزداد بكاؤه إذا تركتيه وحيدا فى سريره لزيادة شعوره بالملل.
اصطحبيه معك وانت تعدين الطعام فى المطبخ.. ضعيه فى الكرسى الهزاز واتركيه يتابعك أثناء تنظيف المنزل وانقليه معك من حجرة إلى أخرى فحاجته للاستئناس بك لا تقل عن حاجته للطعام والشراب. أو ضعى له بعض الألعاب فى سريره حتى يتسلى بألوانها وأصواتها إلى أن تتمكنى من اتمام ما لديكِ من أعمال.
الغضب: يشعر الطفل بالغضب وتزداد عصبيته عندما تحرميه من تحقيق رغباته.. قدرات طفلك الجسمانية والعقلية تنمو مع الأيام وتزداد رغبته فى اكتشاف العالم المحيط به فإن منعتيه تزداد حدة عصبيته.. وتتنازع الأطفال قوتان.
ــ القوة الأولى تتمثل فى عدم القدرة فهو لا يستطيع فعل كل ما يريد لصغر سنة، بينما تزداد رغباته مع النمو، وبالتالى يصبح أكثر حدة فى التعامل مع الأشياء بغضب ويثور عندما يفشل فى تحقيق ما يريد.
ــ القوة الثانية تتمثل فى منعك له من تحقيق رغباته.. يرتفع صوتك زاجرا إذا اقترب من مصدر الكهرباء أو النار.. وتبدأين فى نقل بعض الأدوات من مكانها حتى لا تسبب له أى مخاطر.. يتعجب ويثور ويستنكر فهو لا يدرك مدى المخاطر التى يمكن أن تسببها تلك الأشياء كل ما يدركه هو منعه منها فقط، وبالتالى يزيد إحباطه.
هنا لابد من أن يعتاد الطفل تدريجيا مقاومة رغباته وعليك مساعدته فى إيجاد بدائل عن الممنوعات التى تحرميه منها.. كما يجب أن تتوقفى عن الصراخ فى وجهه كلما أراد اكتشاف ما حوله، فهدوء صوتك يجعله أكثر هدوءا فيما بعد، ويقلل من نوبات غضبه.
الخوف: عندما تصطحبين طفلك إلى الطبيب يبكى ما أن يرى وجهه فهو يشعر بالخوف.. لقد تذكر المرة الأخيرة حين تألم بعد التطعيم أو الكشف.. طفلك إذن يتمتع بذكاء كبير وذاكرة جيدة لا يمكنك لومه أو توبيخه عليها.. كما يبكى طفلك فى أحيان كثيرة عند رؤية الغرباء عنه فعدم معرفته لتلك الوجوه يثير فى نفسه المخاوف.
عليك بتهدئة الطفل لأنه يمر بمرحلة من الخوف والقلق الحقيقى... ضميه بين ذراعيك وابتسمى فى وجهه ولا تجبريه على تقبل الغرباء ولكن تحدثى معه بهدوء.. دعيه يشعر بألفتك معهم حتى يطمئن ودعيه يشعر بالأمان وأنت معه حتى يستعيد ثقته بنفسه.
الجوع: تبدأ نوبات الصراخ بهدوء ثم تزداد حدة، وهو السبب الرئيسى لبكاء المواليد خاصة حديثى الولادة.. فعند الشعور بالجوع يشعر بألم حقيقى فى معدته لا يدرك له سببا.
وفرى له الطعام فى مواعيد مناسبة وفقا لما تلاحظين عليه فلكل طفل إيقاعه الخاص.. لا تلتزمى بالمواعيد لتناول الوجبات إلا بقدر حاجته الحقيقية.
العطش: لا يخطر ببال الكثير من الأمهات أن يكون العطش سببا لبكاء الطفل، ويعتقدون أن تناول الطفل للبن يغنيه عن تناول الماء.. عندما يشعر الطفل بالحر يبدأ إحساسه بعدم الراحة وتزداد رغبته فى تناول الماء، فالحرارة وجفاف الهواء يزيدان إحساسه بجفاف الفم والحلق.
قدمى الماء لطفلك خاصة فى فصل الصيف ولا تعتمدى على الألبان والعصائر كبديل للماء.
التعب: قد تقل عدد ساعات نوم الطفل فلا يحصل على قدر كافٍ من الراحة لأسباب عديدة.. وعندما يزداد إحساسه بالتعب تزيد نوبات بكائه فهو يرغب فى النوم ولا يستطيعه.. بعض الأطفال يحاولون قليلا ثم ينامون من كثرة التعب فيهدأون، بينما يعانى البعض الآخر من عدم القدرة على النوم بسهولة مع الإحساس بالتعب فتزداد حدة بكائه.
احمليه بين ذراعيكى وهدهديه قليلا.. فالملامسة مع جسد الأم تمنحه الشعور بالأمان والهدوء.. يمكنك أن تغنى له بصوت منخفض أو تضعيه فى مهده مع التربيت على ظهره وتوفير جو هادئ فى الحجرة بتخفيض الإضاءة وتجنب الأصوات المزعجة بجانبه حتى ينام.
الألم: صرخاته الحادة لا يمكن تحملها.. مما يزيدك توترا.. انه يشعر بالألم ولا يستطيع التعبير عما يؤلمه.. تشعر الأم بالعجز أمام حدة الصراخ فلا تملك شيئا للطفل.
عليكى بتهدئته ومحاولة الوقوف على ما يؤلمه فإن عجزتى عن الأمر عليكى باستدعاء الطبيب.
الحمى: عندما ترتفع حرارة جسم طفلك يبدأ فى الأنين.. فهو يفتقد القدرة على ضبط حرارة جسمه الداخلية.. وضع كف يدك على جبهته لا يحدد درجة حرارته، فكثيرا ما تكون يداكى باردتين.
يفضل قياس الحرارة عن طريق الشرج مع استخدام فازلين لتسهيل انزلاق الترمومتر فإذا زادت الحرارة على 38 درجة تأكدى أن هناك أعراضا أخرى ستظهر سواء على صورة كحة أو إسهال أو التهاب اللوزتين أو مشكلة فى الأذن.
يجب مراجعة الطبيب فهو وحده القادر على التشخيص فالحرارة ليست مرضا وإنما عارض لمرض وحتى يصل الطبيب عليكِ بتخفيف ملابسه والاكتفاء بالملابس الداخلية القطنية مع غطاء من الملاءة الخفيفه.. أو ضعى قدميه فى الماء البارد أو ابدأى بعمل كمادات من الخل والماء على ساقيه وذراعيه وقيسى حرارته كل ساعتين حتى يمكنك إبلاغ الطبيب بالتطورات.
البكاء بلا سبب: طفلك تناول طعامه بالفعل ولا يشعر بالرغبة فى تناول الماء.. كما أن حفاضته نظيفه ولا يعانى من أى التهابات على الجلد.. يصرخ بلا سبب وعندما تحمليه بين ذراعيكى يتوقف عن البكاء.. ولكن عدم وجود سبب ظاهر لكى لا يعنى عدم وجود سبب لبكائه فقد يعانى طفلك من عدم حصوله على الكمية الكافية من الرضاعة أو يحتاج لوجودك بجانبه فقط.
طفلك لا يحتاج إلا للشعور بالأمان.. اعملى على تهدئته ولا تتعجلى الأمر ثم دعيه فى سريره واتركيه قليلا.. ثم عودى إليه من جديد.. تحققى من توفير الجو الهادئ فى حجرته.. وإياكى والصراخ فى وجهه.. إذا شعرتى بعدم القدرة على المواصلة دعى غيرك يقوم بمهمتك فربما يكون أكثر هدوءا منك.