خبر
: السلطة الفلسطينية: على نفسها جنت براقش...صابر عارف
الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 01:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عافت الناس عمرها وقرفت حالها وحياتها، وبتلعن الساعه اللي أجت فيها هاالقيادة لهون، من كثرة ما سمعته عن وعود بتقديم المشروع الفلسطيني لانهاء الاحتلال قبل نهاية عام 2017 م الى مجلس الامن، ففي كل يوم تجهز الميكروفونات والفضائيات لمقرب او لمقربين من رئيس السلطة، للتصريح باننا غدا او خلال يومين او اسبوعين سنقدم المشروع لمجلس الامن، للضحك على الناس والكذب المفضوح عليهم، امتدادا لسياسة تقوم على الكذب والتضليل من الاساس، فخلال اليومين الماضيين طلع علينا اكثر من بطل يبشرنا باليقين بان غدا لناظره لقريب، وقبل ساعات ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ان الرئيس محمود عباس اكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري الموقف الفلسطيني والعربي الذي قرر التوجه بالطلب غدا الى مجلس الامن الدولي، اي اليوم الاثنين 29 /12، وكغيري من السذج،، الهبايل،،، اعتقدت لبرهة من الوقت بان على انتظار نتائج التصويت في المجلس قبل التسرع في كتابة هذا المقال واصدار الفتاوى واطلاق الاحكام الظالمة على القرار والقيادة معا ، فالظلم حرام يا صابر وعليك ان تاخذ ولو لمرة واحدة نصيبك من اسمك وتصبر!!
ليتبين كما في كل مرة باننا امام مشوار طويل، وليس كما يدعون خلال يومين، من الاجراآت الفنية والروتينية المعروفه جيدا لمطلقي التصريحات التي ﻻ هدف لها سوى تخدير البشر وايهامهم بالبطولات المزعومة والمعارك السياسية والدبلوماسية الوهمية التي ﻻ تخاض الا عبر وسائل الاعلام، فما بالكم اننا امام عطل اعياد الميلاد واجازات واحتفالات راس السنة، ومع بداية العام سيتم تغيير في عضوية مجلس الامن كما هي العادة، وسيطالب الاعضاء الجدد من الدول بفرصة لدراسة المشروع قبل تحديدالموقف منه … وهكذا دواليك.
منذ سنوات والقيادة الفلسطينية ترغي وتزبد مهددة الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني!! بالويل والثبور وعظائم الامور اذا لم يستجيبا لها في استجداء المفاوضات بما يحفظ ماء وجهها تارة، ولانجاحها تارة اخرى، والا فانها سترمي بسلاحها الفتاك وقنبلتها النووية في مجلس الامن بدون شفقة او رحمة منها، ولسان حالها يقول، علي وعلى اعدائي،، !! وحددت نهاية الشهر الماضي موعدا نهائيا لتهديداتها، ولكن هيهات هيهات، فمن شب على شيء شاب عليه، فقد مضت المهلة التي حددتها وانقضت دون ان تتقدم باي شيء ﻻ لمجلس الامن وﻻ لغيره من الموؤسسات الدولية،ولاذت بالصمت والخزي، وانسحبت انسحابا مذلا ومهينا الى ابعد الحدود، دون اي اعتبار او مراعاة لاي شيء اسمه كرامة او مصداقية.. الى ان جاءت جريمة وفاجعة القتل بدم بارد للشهيد الكبير زياد ابو عين بالخنق اليدوي من قبل جنود الاحتلال، بينما كان يزرع شجرة الزيتون، ليس الا. الامر الذي اثار الجمهور الفلسطيني بعد ان طفح الكيل، واحرج القيادة، ومما زاد في احراجها ان الشهيد ابن فتح وأحد كوادرها المشهود له بكل ما هو رائع وجميل في زمن نفتقدهما فيه.
ولامتصاص الحالة الشعبية والالتفاف عليها، صعدت تلك الزعامة من وتيرة خطابها السياسي،ولوحت بالعديد من الاجراآت، بما فيها تجاوز المحرمات كوقف التنسيق الامني المقدس كما يصفه الرئيس ابو مازن، ولكنها كالعادة، ومرة اخرى عادت وانسحبت، لانها ﻻ تعرف الا لغة وثقافة الانسحاب منذ ان وضعت كل بيضها، ان كان عندها بيض، في سلة المفاوضات حتى الممات… انسحبت بشكل مذل ومهين مرة اخرى،ولكنها وجدت نفسها مرغمة على تقديم المشروع الموعود لمجلس الامن، بعد ان ضمنت عدم زعل الامريكي واستيعابه لخطوتها، الذي اعد سلفا خطة تفريغ مشروع قرار مجلس الامن من اي مضمون ﻻ تقبله اسرائيل، وخطة اسقاطه بالتصويت او بالفيتو الامريكي اذا اقتضى الامر .
قدم المشروع بالتنسيق التام مع الامريكان من خلال الفرنسيين وغيرهم، خاليا سلفا من اي مضمون او محتوى يضمن انهاء الاحتلال ولو بعد مائة عام، وانا لست هنا لاناقش بنود المشروع التي ﻻ تستحق مجرد الذكر، لانها ﻻ تنطلي حتى على اجهل الجاهلين، ولان وسائل الاعلام ناقشتها باستفاضة وعمق . واكاد اجزم واقسم بان الكيان الصهيوني لولا خشيته من آثار الجدل والنقاش حول الموضوع على وحدتهم الوطنية فترة الانتخابات الداخلية للكنيست ، لدفعوا بقوة من الخلف لاقرار المشروع في مجلس الامن لما فيه من فوائد تاريخية كبرى لمصلحة الاحتلال والكيان الصهيوني، لان قرارات مجلس الامن التي تتخذ بهذا الشكل وبدون ان تكون تحت البند السابع، لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة تلك القرارات المتعلقة بازمة الشرق الاوسط، بل وفوق هذا تصبح التنازلات المقدمة في مشروع القرار ثوابت سياسية دولية وسوابق يعتمد ويستند اليها وعليها لاحقا، وكمجرد مثال، أذكر وأشير لما ورد في مشروع القرار حول القدس !!!!!!!!!! الذي يعتبر بكل المقاييس كارثة وطنية وقومية واسلامية بل وانسانية . ولا استغرب ولا استبعد ما ذكر من ان نصوص المشروع تشير الى أصابع خفية للمحامي الاسرائيلي اسحاق مولخو، الذي قاد الفريق الإسرائيلي في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، حيث يبدو أن له دورا في صياغة المشروع، الذي اعتبر في أحد نصوصه الأمن أولوية في المفاوضات القادمة، وهو مطلب اسرائيلي بحت، في حين ان حقوق الشعب الفلسطيني يجب ان يكون لها الأولوية في اي مشروع يقدم لمجلس الامن . وللعلم والتذكير فان مسودة المشروع الفرنسي الاصلي هي التي كانت الاساس فيما قدم لمجلس الامن . وأوهمت القيادة نفسها والشعب الفلسطيني انها تخوض أم المعارك، وأن المجتمع الدولي ومن بينهم الولايات المتحدة الامريكية سيدعمون ذلك التوجه، ومارست دول أوروبا عن طريق فرنسا ضغطاً على الفلسطينيين الذي أوهمتهم انها تمارس الضغط على الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وهو لم يكن إلا خديعة لإفراغ المشروع من اي مضمون جدي .
قليلة هي المرات التي عارضت بعض الفصائل السياسة القائمة منذ سنوات وسنوات، ولكن هذه المرة كانت هناك معارضة واضحة، حتى ان الجبهة الديمقراطية خرجت من تاريخها وطالبت بسحب المشروع وقالت،، بان ابو مازن تفرد بصياغة المشروع ولم تطّلع عليه القوى الفلسطينية وعليه ينبغي سحبه،، .
أصبح لدى الفلسطينيين شبه إجماع حول رفض مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن، ويعتبرونه بهذه الصيغة خطيرا وكارثيا على مستقبل القضية الوطنية و يمس في الثوابت الفلسطينية ويعتبر تراجعا وانتكاسة وتخطيا لقرارات سابقة إتخذتها الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية . وبات من المؤكد ان كل ما يجري الان وكل ما تزايد وتدعيه القيادة الفلسطينية من بطولات ما هو الا لغو في لغو ، . وكذب في كذب ما تدعيه عن وجود استراتيجية فلسطينية بديلة، فهي في قمة ازمتها وتتخبط في خطواتها واجراآتها، ولا تعرف ما ستفعل غدا، خاصة بعد ان دعا يوفال شتابتس وزير الاستخبارات الاسرائيلي الى التفكر الجدي بحل السلطة الفلسطينية . وبعد ان تاكدت القيادة الفلسطينية بانها ﻻ تسطيع تسويق القرار في حال اصداره في السوق الفلسطينية، فبات كل شيء مكشوفا ومعروفا لعامة الناس . ولا تستطيع بيع اوهام جديده بعد كل ما حل بها .
ان كل المعطيات تشير الى ان القيادة قد وصلت في مسارها السياسي الى طريق مسدود ونفق مظلم، وتكون بذلك قد خرجت من المولد بلا حمص، ويصدق فيها المثل العربي القائل، على نفسها جنت براقش.