اكثر من ستين عام مضت منذ انشاء دولة اسرائيل لم يعرف الشرق الاوسط السلام، فقد شهدت المنطقة عدة حروب خاضتها ضد الدول العربية حصدت بها الالاف من الارواح، ودمرت الاف المنازل والبنى الاساسية، وشلت الحياة الاقتصادية والاجتماعية لكثير من دول المنطقة، واشاعت مشاعر العداء والكراهية بين شعوبها.
وقد حدث كل ذلك في ظل النظام الدولي الذي تحكمه مبادئ واهداف ميثاق الامم المتحدة الذي وضعه ممثلو الشعوب لتنقذ الاجيال المقبلة من ويلات الحروب، وفي ظل احادية القطب الواحد الذى يتحكم في النظام العالمي عن طريق التوسع الزائد الذي وجدت الولايات المتحدة ممتدة مصالحها وقوتها في اغلب ارجاء العالم، ومن ناحية اخرى توازن القوى وهو التلاعب بتوازنات القوى الاقليمية وخاصة ملف الصراع العربي الاسرائيلي.
وعليه فان الصراع العربي الاسرائيلي وخاصة الملف الفلسطيني يمر في اصعب مراحل التحرر الوطني بسبب انشغال الدول العربية بشؤونها الداخلية وصعوبة اوضاعها الاقتصادية، كما ان الفلسطينيين منقسمون على انفسهم، لذا فان اسرائيل تعمل على استغلال هذا الوضع بخلق واقع جديد "الاستيطان" وبدعم امريكي لهذا السلوك الاسرائيلي، لان الامريكيين قاموا تاريخا بنفس الشئ اي ان المجتمع الامريكي هو ايضا مجتمع استيطاني، وعلى هذا فان الرهان ان الولايات المتحدة قد تتخلى وتتحلل من تأييدها لإسرائيل ليعرض الامن الاسرائيلي للخطر، رغم التايد البرلماني لمعظم دول اوروبا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو امر لابد ان تأخذه ادارة اوباما بعين الاعتبار وتمارس لعبة توازن القوى في الشرق الاوسط، بان تقترب اكثر من المشروع المقدم من قبل القيادة الفلسطينية باجماع عربي الى اروقة مجلس الامن وتقلص قربها من اسرائيل.
كاتب وباحث سياسي فلسطيني
