الإثنين 29 ديسمبر 2014 01:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة/الأناضول /
لا تبدو “لغة الأرقام” مثيرة، وذات أهمية بالنسبة لسكان قطاع غزة (أكثر من 1.8 مليون فلسطيني)، وهم يستقبلون عاما جديدا، فعدّاد الأرقام يتوقف عن العمل، في ما أصبح يوصف بأنه “أكبر سجن مفتوح في العالم”. ولا يكترث سكان القطاع المحاصر إسرائيليا برا وبحرا وجوا، بأرقام تتصاعد، إذ تبدو ساعة الوقت “معطلّة”، كما يصف مراقبون فلسطينيون، أمام مشهدٍ لم تتغير تفاصيله منذ نحو عقد من الزمن. وبدأت الأيام الأولى لحصار غزة، عندّما فرضته إسرائيل على القطاع إثر نجاح حركة “حماس″ التي تعتبرها “منظمة إرهابية” في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006. ثم عززت إسرائيل الحصار، وشدّدته في منتصف حزيران/ يونيو 2007 إثر سيطرة الحركة على القطاع، واستمرت في هذا الحصار رغم إعلان “حماس″ التخلي عن حكم غزة مع تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي. وفي الأعوام الثمانية الماضية نال الحصار، من كافة تفاصيل وشؤون الحياة في القطاع وجعلت من غزة وفق وصف المؤسسات الأممية “مدينة لا تصلح للحياة” تدخل عامها التاسع مع الحصار. وعلى عتبات العام الجديد (2015) يرى ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن مكونات الحصار ستلازم، سكان القطاع، في عامهم الجديد، وأن “الإحباط” سيرافق أهالي غزة. ويُضيف شراب لوكالة الأناضول: “قطاع غزة، يقترب من عقد كامل (10 سنوات)، من الحصار والتضييق الخانق، ومعدلا الفقر والبطالة، وكل المؤشرات للأسف تدلل على أننا أمام عام آخر من الحصار، والأزمات، وكأن ساعة الزمن لا تتحرك”. وكان القطاع في السابق، يتمتع بسبعة معابر تخضع ستة منها لسيطرة “إسرائيل”، فيما يخضع المعبر السابع، (رفح البري)، للسيطرة المصرية. لكن إسرائيل، أقدمت بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في صيف عام 2007، على إغلاق 4 معابر والإبقاء على اثنين فقط، هما معبر كرم أبو سالم، كمنفذ تجاري، ومعبر بيت حانون (إيرز) كمنفذ للأفراد. ولا يلبي معبر كرم أبو سالم المنفذ، المتطلبات الاقتصادية والإنسانية للقطاع، الذي يحتاج وفق لجنه إدخال البضائع في وزاره الاقتصاد الفلسطينية ، من 700 إلى 900 شاحنه يوميًا، ولا يتم إدخال سوي 300-400 شاحنه بما لا يتجاوز 30% من الاحتياجات اليومية. وعقب إطاحة قادة الجيش، بمشاركه قوي شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، في يوليو/تموز 2013، تغلق السلطات المصرية، معبر رفح بشكل متكرر، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية. وقد تزداد قسوة حصار قطاع غزة، وفق ما يرى أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة الأزهر بغزة، معين رجب. وأضاف رجب لوكالة الأناضول: “منذ أكثر من سبعة أعوام، والأيام في قطاع غزة تتشابه في تفاصيل المعاناة، ولا شيء يتغير، وإن حدث أي تغيير فهو للأسوأ، فمعدلات الفقر والبطالة تزداد، والحصار يحيط بالقطاع برا وبحرا وجوا”. ويقول رجب، إنّ قطاع غزة، بات خلال الأعوام السابقة، أشبه بسجن، وما تبقى من معابر محيطة به تخضع للظروف الأمنية والسياسية. وتعرض قطاع غزه لحصار إسرائيلي خانق، وانتهاكات مستمرة، خلال عقد من الزمن أدت إلى تراكم الأزمات الاقتصادية والإنسانية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت وفق اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة (60 % بطالة، 90% فقر). ويحاصر قطاع غزه بحرا، ولا يسمح سوي لمراكب الصيادين بدخول الشواطئ، وضمن مسافة معينة، وفي حال تم تجاوزها فمصير الصيادين نيران البحرية الإسرائيلية أو الاعتقال. وهذه المساحة، قدرتها إسرائيل بـ” 6″ أميال بحريه بدلا من ثلاثة، وذلك تنفيذا لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية مصرية في أغسطس/آب الماضي، الذي انهي حربا إسرائيليه علي قطاع غزه استمرت 51 يوما. وفي كل الدول، يكاد المشهد السياسي والاقتصادي يتغير، مع بداية كل عام، إلا أنه في قطاع غزة، يبقى على ما هو عليه من ذات التفاصيل كما يقول هاني حبيب الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله. ويُضيف حبيب:” هذه المعادلة، تصيب سكان القطاع بالإحباط، فهم يستيقظون على ذات الأخبار، ونفس التفاصيل، إغلاق المعابر، ازدياد الفقر، غياب أي أفق سياسي، كلها عوامل تجعل من غزة أكبر سجن مفتوح في العالم”. ويؤكد حبيب أن الفلسطينيين في قطاع غزة، يحلمون في كل عام أن تتبدل تفاصيل حياتهم نحو الأحسن، وأن يزول الحصار بشكل نهائي، وينعموا بحياة هادئة.