خبر : العدوان الإسرائيلي على غزة ! ...بقلم: سميح شبيب

الإثنين 22 ديسمبر 2014 11:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العدوان الإسرائيلي على غزة ! ...بقلم: سميح شبيب



تلوح في الأفق نُذر عدوان إسرائيلي جديد، يستهدف غزة مجدداً، تتكاثر تلك النذر وتتزايد مؤشراتها، وسط جو سياسي محموم في إسرائيل، ونحن على أعتاب انعقاد مجلس الأمن، وطرح المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في غضون عامين، مترافقاً مع مشروع فرنسي وجهود التوصل إلى صيغة مشروع عربي ـ فرنسي.. ويترافق ذلك أيضاً مع جهود أميركية، للضغط على الأوروبيين بعدم تأييد مشروع القرار الفلسطيني، ومحاولة تأجيل مناقشته إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
عبر تلك الأجواء، جاء العرض العسكري في غزة، الذي أقامته حماس، ومن ثم جرى إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وتلا ذلك غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في غزة.
كل هذه المؤشرات، باتت تشير إلى احتمالات عدوان إسرائيلي قادم، يأتي تحت شعار، عدم السماح لحماس بإطلاق صواريخها باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
الحكومة الإسرائيلية الراهنة، بزعامة نتنياهو، وفي الوضع الدولي والإقليمي والإسرائيلي الذي تعايشه، بات العدوان على غزة، يشكل مخرجاً لها، مخرجاً يساعدها في الانتخابات القادمة من جهة، ويساعدها في مواجهة الوضع الدولي الجديد، خاصة على الصعيد الأوروبي.
في معركتنا السياسية الفلسطينية، وما نلقاه من دعم وتأييد دولي واسع، لنيل استقلالنا، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا، نحن بأمس الحاجة، لتوجيه طاقاتنا كافة، في اتجاه المعركة السياسية الرئيسة، وهي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا، وعدم التورط في معارك جانبية، لا تخدم سوى مصالح اليمين في إسرائيل، والمتشددين وقادة الاستيطان.
المعركة ضد التوجه الفلسطيني، نحو مجلس الأمن، ومحاولة انتزاع قرار من مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال، تتخذ وجوهاً عدة.
محاولة تأجيل التصويت والمناقشة في مجلس الأمن، إلى مرحلة ما بعد الاتنخابات الإسرائيلية، بحجة عدم دعم المتطرفين في إسرائيل في الانتخابات، وفي هذا زيف ما بعده زيف، ذلك أن المطلع على الخارطة السياسية في إسرائيل، بإمكانه معرفة مدى قوة اليمين والمتطرفين والمستوطنين في إسرائيل، ومدى قدرتهم على الفوز، في حالة مناقشة القرار من عدمه.
محاولة فرض أجندة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، مجدداً، ومحاولة التملص من أي أجندات زمنية، تحدد نهاية جدية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية من جهة، وإفراغ قضايا إنهاء الاحتلال من مضامينها الحقيقية.
محاولات إعطاء انطباع، وكأن الفلسطينيين يمتلكون من الأسلحة والعتاد الحربي، ما يهدد تل أبيب، وأمن إسرائيل.
محاولات إعطاء انطباع كهذا، تسهم في إسرائيل، إسهاماً قوياً وجدياً، كما تشارك به أطراف فلسطينية، عبر استعراضات، تقوم بتغطية تلك المحاولات.
المعركة السياسية والأمنية لا تزال تدور رحاها، وعلى الصعد كافة، وليس مستبعداً ظهور مفاجآت دراماتيكية.
الولايات المتحدة لا تزال تضغط لإرجاء مناقشات مجلس الأمن، وإسرائيل لا تزال تطلق تهديداتها ضد غزة وأهلها، ملوّحة بعدوان واسع لمنع الصواريخ.
والفلسطينيون لا يزالون يسعون بجهودهم، لمناقشة مشروع القرار الفلسطيني بإنهاء الاحتلال. المعركة مفتوحة، وعلى الاتجاهات كافة!