واشنطن / وكالات / اعتبرت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أن تصريحات الرئيس محمود عباس عن انفتاح الفلسطينيين للتشاور بشأن القرار الفلسطيني في مجلس الامن بمثابة الإشارة لرغبة الفلسطينيين بعدم الدفع نحو طرح القرار للتصويت في المجلس.
وقالت بساكي في معرض ردها على سؤال يخص طرح المشروع الفلسطيني أثناء إيجازها الصحفي الخميس أن "إن الفلسطينيين يفهمون موقفنا (غير المؤيد للمشروع) ولكن إن سمعتم خطاب الرئيس عباس في وقت مبكر من اليوم، فقد تحدث عن استمرار المشاورات وعدم الدفع باتجاه التصويت عليه في الوقت الراهن".
وتحاول الولايات المتحدة تفادي الاضطرار لفرض الفيتو الأميركي حيث أكد مصدر مطلع في الأمم المتحدة ان "الولايات المتحدة تسعى لتوجيه المشاورات التي تجري بعيد تقديم مشروع القرار الفلسطيني كي تطول وبذلك تكون مرشحة للتوصل إلى مشروع قرار يحظى بالإجماع (الذي يضم الولايات المتحدة".
يشار إلى أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو ضد القضية الفلسطينية أربعين (40) مرة كان أولها يوم 26 تموز 1973 وآخرها يوم 18 شباط 2011 وهو الأمر الذي تريد تفاديه.
وشددت المتحدثة بساكي أن "هناك دولا أخرى لديها الشعور نفسه وتطالب بمزيد من التشاور" .
ويشهد مشروع القرار الفلسطيني الذي قدمته الأردن نيابة عن المجموعة العربية (كونها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن) مشاورات عربية أوروبية سعياً وراء "مشروع مساومة" يتفق عليه الجميع.
ويحتاج إقرار مشروع القرار الفلسطيني إلى موافقة تسعة من أعضاء المجلس، وهو ما سيرغم الولايات المتحدة استخدام حق النقض الفيتو في صيغته الحالية، ولكن الفلسطينيين لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة إلا ضمان ستة أصوات. إلا أن عدداً من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين سيتغيرون يوم 1 كانون الثاني 2015 ليضم ماليزيا وفنزويلا وأنغولا وإسبانيا وهي دول صديقة لفلسطين، بينما يغادره كل من رواندا وأستراليا ولكسمبرغ وكوريا الجنوبية وهي الدول المرتبطة بالولايات المتحدة.
وفي قضية مرتبطة، أفادت مصادر في القيادة الفلسطينية أن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات سيتوجه الأسبوع المقبل إلى موسكو كجزء من مساعي الفلسطينيين لحشد التأييد لمشروعهم.
وتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان روسيا التي اعترفت بدولة فلسطين في نهاية الثمانينات من القرن الماضي ستدعم مشروع القرار، مشيرا إلى أنه يجب على الجميع تحمل مسؤولية إنهاء النزاع في الشرق الأوسط.
واعترضت بساكي في معرض ردها على سؤالعلى "وضع قيود زمنية" على أي مشروع معتبرة أن "التفاوض المباشر بين الطرفين" وحده فقط يؤدي إلى اتفاق سلام وحل الدولتين.


