خبر : نساء يمنيات يخشين من أن الحوثيين يقيدون الحريات

الجمعة 19 ديسمبر 2014 09:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نساء يمنيات يخشين من أن الحوثيين يقيدون الحريات



صنعاء - رويترز: عندما رقصت اليمنية أروى عثمان في مقر حزب سياسي في صنعاء سلطت الضوء على العداء الشديد الذي يخشى منه أنصار حقوق المرأة بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية.

وكان مشهد أروى وهي ترقص غير مألوف في البلد المحافظ الذي ترتدي معظم نسائه العباءات السوداء لكن كل ما فعلته كان الاحتفال بعيد وطني في أيلول الماضي.
لكن الناشطة البارزة تعرضت على الفور لموجة انتقادات من المتشددين الاسلاميين وأنصار المتمردين الحوثيين الذين كانوا قد سيطروا على العاصمة قبلها بأيام. وعندما اختيرت أروى لشغل منصب وزيرة الثقافة سخر منها نشطاء حوثيون وصحف مؤيدة لهم. وحملت الصفحة الاولى لإحدى الصحف عنوان "حكومة الرقص".
وتتعرض يمنيات أخريات لما هو أسوأ بما في ذلك التهديد بالعنف الجنسي ويقلن ان هذه النوعية من التهديدات تأتي من أنصار الحوثيين الذين يتبعون المذهب الشيعي الزيدي.
وترفض الحركة السياسية للمتمردين هذه المزاعم ولا تزال الادلة على تدهور الأوضاع بالنسبة للنساء مجرد روايات. لكن انتقادات الحوثيين أثارت مخاوف بين نشطاء حقوقيين بأنهم سيشهدون انتكاسة في الحريات المحدودة بالفعل التي تتمتع بها النساء في اليمن.
ولا تقتصر مشاعر كراهية واضطهاد النساء على اليمن فعلى سبيل المثال تلقت ناشطة في بريطانيا تهديدات بالقتل والاغتصاب حين دعت الى وضع صورة الروائية جين أوستن على الأوراق النقدية.
ويحتل اليمن مراكز متأخرة دوما عندما يتعلق الأمر بحقوق النساء. وفي شوارع صنعاء تنتشر روايات عن التحرش.
وقالت سامية الاغبري وهي ناشطة حقوقية لا ترتدي العباءة انها تلقت تهديدات بالاغتصاب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أغرب التعليقات أن النشطاء يؤيدون تنظيم الدولة الاسلامية الذي توجه له اتهامات اغتصاب وأسر النساء الى جانب القتل الجماعي.
وقالت الاغبري لرويترز ان احدى الرسائل اتهمتها بأنها من تنظيم الدولة الاسلامية وان هذه دعوة لقتلها. وتابعت أن من يقف ضد الحوثيين يتهم بالانتماء لتنظيم الدولة الاسلامية.
وتحاول الاغبري أن تقلل من أهمية التهديدات. وذكرت أن الرسائل بوجه عام تصلها من نشطاء حوثيين.
ودافع صلاح عبد الصمد وهو مسؤول حوثي كبير عن سجل جماعة أنصار الله الجناح السياسي للمتمردين وقال ان الجماعة تحترم دور المرأة من وجهة نظر دينية.
وعندما سئل عن التقارير عن اساءة معاملة النساء في الشوارع قال عبد الصمد انها شائعات.
وقالت بلقيس واللي الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن بمنظمة هيومن رايتس ووتش انه اذا صحت الروايات فإنها ستكون مثار قلق شديد.
وقالت :في مجتمع تعتبر فيه أوضاع النساء هشة بالفعل لان القوانين التمييزية منتشرة في النظام القانوني فاننا لا نستطيع أن نسمح بمزيد من التقويض لحقوق المرأة.
ولم يتضح حتى الان ان كان الحوثيون يعتزمون تشديد القيود على المرأة. لكن الروايات تشير الى أنه على مستوى المواطنين العاديين فإن الحوثيين يفرضون رؤيتهم الخاصة بشأن الطريقة التي يجب أن يعيش بها النساء حياتهن.
وفي كلية الإعلام بجامعة صنعاء تحدثت شابات يرتدين الحجاب الملون عن اضطرارهن للجوء لمزيد من الاحتشام حتى لا يتعرضن للتحرش من الحراس الحوثيين الذين يقفون على مدخل الجامعة.
وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع انه بعد أن سيطر الحوثيون على الوزارة منعوا موظفة من الحضور للعمل لانها لم يكن معها "محرم".
وذكر ضابطان في الشرطة أن الحوثيين اعتقلوا نساء لاختلاطهن برجال ليسوا من محارمهن في الأماكن العامة.
وقال أحد الضابطين لرويترز: في أوائل الشهر الجاري اعتقل حوثيون مسلحون امرأة في الثلاثينات من عمرها واحتجزوها لانها كانت في سيارة مع رجل لا يصح أن تكون معه.