خبر : لمحة نادرة عن كتيبة القتال الإلكتروني في اسرائيل..بقلم: شمعون ايفرغن

الخميس 18 ديسمبر 2014 09:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لمحة نادرة عن كتيبة القتال الإلكتروني في اسرائيل..بقلم: شمعون ايفرغن



غزة أطلس للدراسات


                                                            توطئة أطلس
يتحدث كاتب هذا المقال الى قائد كتيبة "القتال الالكتروني"، وهي كتيبة متخصصة في الحرب الإعلامية، تتركز مسئوليتها في تعقب اتصالات الأعداء (حماس والجهاد وحزب الله) كما وصفهم المقال، بالإضافة إلى التنظيمات المستجدة على الساحة السورية، وتعقب محطات الراديو والتلفزة التابعة لهذه التنظيمات والسيطرة عليها وبث الرسائل الخاصة بالجيش الاسرائيلي من خلالها، وواضح للعيان ان المقال هو مجرد دعاية للكتيبة المجهولة التي لا يعرف الجمهور الاسرائيلي شيئاً عنها، ثم انه يصب في لب دور هذه الكتيبة، وهو الحرب الإعلامية، إذ حرص قائد هذه الكتيبة على بث رسائل موجهة للتنظيمات المقاومة المذكورة، تؤكد تفوق العدو الصهيوني في هذا المجال وقدرته على التطور ومواكبة التحديثات في هذا المجال في جميع أنحاء العالم، بينما يعير أعداءه بأنهم يضربون رؤوسهم في الجدران، تعبيراً عن شدة غيظهم وعجزهم أمام إمكانيات كتيبته المواكبة لكل تحديث، والحقيقة ان الواقع يكذب ادعاء الرجل، فمن ناحية لم تنجح كتيبته في اختراق المحطات الاذاعية والتلفزة أثناء الحروب الأخيرة الا قليلاً، ومن الناحية الأخرى فقد نجحت تنظيمات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وأكثر من مرة، في اختراق وسائل الاتصال والمحطات الاعلامية الصهيونية، وتنصتت وأرسلت رسائلها، والحرب كما يقال سجال، وإلى المقال.

منتصف شهر يوليو هذا العام انطلقت عملية "الجرف الصامد"، المنظمات الإرهابية في غزة أخذت تخرج ترسانتها من خلال الأنفاق والآبار، والتي شملت مئات صواريخ الـ "غراد" وصواريخ "فجر 5" الجاهزة للإطلاق باتجاه البلدات الإسرائيلية، جنود كتيبة القتال الالكتروني التابعة لسلاح التكنولوجيا والمعلومات يتمركزون قريباً من قطاع غزة، يقومون بعمل جيد وناجح؛ "عمل" هكذا يمكن وصف الأمر بالتحديد، عمل أنقذ حياة الكثير الجنود والمواطنين الإسرائيليين.
"الجمهور لا يعرف شيئاً عن عمل الوحدة" يقول قائدها اللفتنانت كولونيل أريك، في مقابلة نادرة مع موقع "بزم"، "لدينا القدرة على المساس بالعدو في أي مكان، والقدرة على إحباط العمليات، وان نشوش له العمليات التنفيذية، لدينا القدرة على التحرك في البحر والجو والبر، ووراء خطوط العدو، بما في ذلك معالجة التنظيمات الجديدة العاملة في سوريا".

                                                    نحبط معنويات العدو
يدور الحديث عن واحدة من الوحدات الفاخرة والمهمة والأساسية، والأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، والتي يحاول مئات الجنود كل عام الانضمام اليها لتختار من بينهم 20 فقط في نهاية المطاف ليخدموا بين صفوفها، "هدف الوحدة هو تشويش منظومة الاتصالات الالكترونية للعدو"، يقول اللفتنانت كولونيل آريك، ويقصد بالتحديد تنظيمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، "نشوش القيادة والسيطرة التابعة للعدو في الميدان، ونسيطر على أدواتهم الإعلامية (الراديو والتلفزيون)، ونزرع عبرها رسائلنا لكي نمس بمعنوياتهم، ونري العدو أننا قادرون على الوصول لأي مكان، ليس هذا أمراً رادعاً فحسب، وإنما مساس بالقدرة التنفيذية للعدو أيضاً وبدوافعه للعمل".
ولذلك فإن كتيبة القتال الالكتروني، والموجودة على خط المواجهة الأول مع العدو، تسبب الصداع الفظيع للتنظيمات الإرهابية، الكتيبة تخضع لقيادة الأركان المشتركة مباشرة، وتتلقى الأوامر التنفيذية من كبار مسئولي المقر، وعلى سبيل المثال في عملية "الجرف الصامد" تلقت الكتيبة بنك أهداف من قيادة الأركان المشتركة، وقامت بالتشويش على القدرة التنفيذية للعدو وساعدت الجنود على تحقيق أهدافهم، وقبل عامين في عملية "عامود السحاب" سيطرت الكتيبة على شبكات الراديو والتلفزيون التابع لحماس، وعلى محطات عربية، وزرع إحدى رسائله التي تسربت جيداً الى سكان القطاع "حماس تلعب بالنار وتقامر بمصيركم، جيش الدفاع الإسرائيلي يتجه نحو المرحلة الثانية من العملية، ومن أجل سلامتكم ابتعدوا عن بنى حماس ورجالها".
"نجحنا في تشويش منظومة اتصالاتهم، وسببنا لهم الاضطراب الشديد جداً" يقول اللفتنانت كولونيل أريك، "العدو يعرف قوتنا جيداً، ويعرف أننا نستطيع عزله، نحن نتحرك في كل الساحات ووفق الأوامر القادمة من قيادة الأركان المشتركة، ونرفع طول الوقت من مستوى قدراتنا التقنية".
تأتي قدرات الوحدة ضمن التعبير عن كل المستويات؛ تشويش المكالمات الهاتفية الخلوية بين المخربين العملين في الميدان وقادتهم، ونفكك العبوات والعمليات التي تستهدف الجنود الميدانيين، ونخلق الفوضى وقت الاشتباك، اسكات وقطع كل امكانية للاتصال والمنظومات الالكترونية، وفي هذا المجال أؤكد اننا في الكثير من الحالات بأن مقاتلي الذراع السكرية لحماس "عز الدين القسام" نصبوا عبوات بهدف المساس بدورية تخص الجيش الاسرائيلي على طول الجدار الفاصل وداخل القطاع، وانها جميعا لم تنفجر بفضل تحركات جنود الوحدة القتالية الالكترونية.
التحركات الهادئة والسرية للوحدة تجعل التنظيمات الارهابية تضرب رأسها في الجدار من شدة الحيرة في ايجاد السبل الخلاقة لكي تتغلب على التشويشات والاحباطات التي تحدث لهم، سيطرة جنود الوحدة على محطات الراديو والهواتف النقالة وقنوات التلفزة تجعل التنظيمات الارهابية تخلع سراويلها من العجز والاستسلام، "نستطيع ان نسيطر على جميع محطات الراديو والتلفزيون، وان نزرع أي رسالة نريد، وفي الواقع فإننا نسبب في اضطراب ومفاجأة التنظيمات الارهابية بشدة" يشرح اللفتنانت كولونيل اريك "ننتشر ميدانياً بسرعة فائقة، ولا نحتاج الى الكثير من اللوجستية، لدينا كل ما نحتاجه لكي نقوم بتنفيذ بنك الأهداف الذي بحوزتنا، وبالسرعة القصوى، لكي نحبط تحركات العدو بطريقة فعالة، ولكي ننقذ حياة الجنود".

                                                          لا نتنازل عن رصيدنا الانساني
يهتم ضباط من الوحدة في السنوات الأخيرة بكشف جزء من تحركاتها من خلال الحديث مع متخصصين تقنيين بهدف تجنيد الأفضل من بينهم للكتيبة عبر فريقها التخصصي "الرصيد البشري مهم جداً لنا" يقول اللفتنانت كولونيل اريك "تمويل المرشحين للانضمام للوحدة ثقيل جداً، فهي وحدة ميدانية بكل معنى الكلمة، مما يعني تدريبات جسدية وقدرات تقنية ومعنويات عالية جداً، والقيادة في ظروف صعبة وبساعات خارج إطار الدوام، يتدربون ويتمرنون على استخدام الأجهزة الالكترونية المتطورة، ولمدة نصف عام، ويتعلمون اللغة العربية كمتطلب إضافي أساسي للتصنت على العدو، وفي نهاية الأمر نقبل ما بين 15-20 جندياً في الكتيبة، جزء منهم يتحدثون اللغة العربية، وهي ضرورية للتصنت على العدو، إننا لا نتهاون في هذا الموضوع، ننتقي الأفضل".
اللفتنانت كولونيل اريك يقول انهم في الوحدة يتدربون شتى أنواع التدريبات بهدف الاستعداد لأي سيناريو محتمل، "أنا لا استهتر بالعدو، فهو يتلقى العلم من إيران، ويشبه الأمر لعبة الشطرنج، هم يحاولون ان يتعموا عنا ويستخلصون العبر من عملياتنا، ولكننا ننجح دوماً في سبقهم ومفاجأتهم على جميع الساحات (البر والبحر والجو)، لسنا ملتزمين بالمنصات، بل نتسلل الى العدو الذي يتحدانا، وكالعادة تقاس الأمور بنتائجها".
كتيبة القتال الالكتروني تتهيأ أيضاً للأعداء الجدد الذين انضموا الى المعركة، والذين يجلسون على الجدران على امتداد الحدود مع إسرائيل، وإليك مثالاً: يتعقب مقاتلو الوحدة تنظيمات الارهاب المتطرفة العاملة في سوريا مثل جبهة النصرة وداعش وآخرين، "لن أخوض في تفاصيل ما نقوم به كل يوم، إننا نتعقب ما يدور في سوريا، لدينا القدرة على الوصول الى خارج حدود دولة إسرائيل والتعامل مع العدو، ولكني لن أخوض في التفاصيل، لدينا أماكن ثابتة ومتنقلة نعمل من خلالها بشكل مستقل، ننتشر في الميدان بأسرع وقت ممكن، نحن دائماً مع القوات المتقدمة، الجنود متيقظون مركزون وأصابعهم على الزناد ويعرفون ان كل ثانية هي ثانية مصيرية، ويفهمون عظم المسئولية التي تقع على عاتقهم".


موقع بزم (التابع للجيش الاسرائيلي)