خبر : انتخابات الكنيست: نتنياهو بين السقوط والتتويج !! ...هاني حبيب

الأحد 07 ديسمبر 2014 09:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انتخابات الكنيست: نتنياهو بين السقوط والتتويج !! ...هاني حبيب



مع أن إقدام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تبكير الانتخابات العامة، إشارة من بين إشارات عديدة على أن إدارته لحكومته الحالية كانت إدارة فاشلة، وأنه تعجل في تشكيلها لضمان بقائه لدورة ثالثة من ناحية، وأن ائتلافه المبعثر بين الأيديولوجيات والمصالح، ما كان له أن يستقر لأكثر من عشرين شهراً، بما يشكل فترة هي الأقل من بين تلك التي أدت إلى تبكير الانتخابات في حكومات سابقة، علماً أن إسرائيل خاضت خمسة انتخابات برلمانية في عشر سنوات، ما يشير أيضاً إلى عدم الاستقرار الحزبي والسياسي، مع أن البعض يعتبر ذلك أحد أشكال الحيوية السياسية والحزبية في إسرائيل.

ومع هذا الفشل، فإن نتنياهو يقدم على تبكير الانتخابات لضمان حيازته على لقب ملك إسرائيل، وبحيث يُزال هذا اللقب عن شارون، رئيس الحكومة الأسبق، نتنياهو يريد ولاية جديدة، تتوجه ملكاً حقيقياً لإسرائيل، بالمعنى الفعلي تقريبا، بعد أن أشارت التسريبات إلى تعاملات زوجته سارة، مع الحاشية والخدم والموظفين في منزل الحكومة، باعتبارها ملكة متوجة!!
إن أكثر ما يخشاه نتنياهو وهو في طريقه نحو التتويج، أن ما يقال من أن المعركة الانتخابية ستجري في أوساط اليمين الذي ينتمي إليه حزبياً وأيديولوجياً، أي أن معركته في الأساس هي داخل البيت اليميني المتطرف، وليس بين قوى اليمين والأطراف الأخرى الأكثر اعتدالاً على المستوى الإسرائيلي، كأحزاب الوسط والليبرالية واليسار الإسرائيلي، إضافة إلى الكتل العربية، ان ذلك يشكل الخطر الأكبر الذي من الأجدر على نتنياهو معالجته قبل الولوج في هذه الانتخابات، لذلك حث نتنياهو جمهور اليمين في إسرائيل على منح الليكود وزعيمه التصويت بكثافة حتى لا تتكرر نتائج الانتخابات السابقة التي أدت إلى حكومة ائتلافية متناقضة أيديولوجياً ومصلحياً، التحالفات المحتملة بين الليكود والأطراف اليمينية الأخرى، ستشكل الأمل الوحيد أمام التجديد لنتنياهو، مع ذلك فإن المشكلة لا تتعلق فقط بنجاحه في نسيج تحالفات مع أحزاب اليمين، بل هي في بيته الصغير، حزب الليكود ذاته.
فقد ذكرت تقارير إعلامية، أن وزير الداخلية الأسبق غدعون ساعر، يدرس إمكانية المنافسة على رئاسة حزب الليكود مقابل نتنياهو، في الانتخابات الداخلية المقرر إجراؤها في السادس من الشهر القادم، إضافة إلى أن هناك بعض الشائعات حول إقدام بعض أقطاب الليكود الذين كانوا قد انسحبوا من الحزب في السابق، على تشكيل أحزاب جديدة، الأمر الذي من شأنه تفتيت أصوات مؤيدي الليكود، إذا ما حدث ذلك فعلاً.
إلاّ أن مخاوف نتنياهو من معركة داخل "البيت اليميني" قد تتبدد إذا ما نجحت الأحزاب الأخرى، في الوسط واليسار الإسرائيلي، في نسج تحالفات قوية. في هذه الحالة، فإن المعركة الانتخابية، لن تجري في وسط اليمين، كما يخشى نتنياهو، بل بين اليمين الإسرائيلي والآخرين، الأمر الذي سيدفع بقوى اليمين على اختلاف تشكيلاتها الحزبية والدينية إلى الائتلاف والتوحد في مواجهة الخطر المحدق من خارجها، وهو ما سيحاول نتنياهو التأكيد عليه خلال مسعاه لعقد تحالفات بين الليكود وأحزاب وقوى اليمين الأخرى.
ومع أن الوقت ما زال مبكراً للوصول إلى الاستنتاجات حول طبيعة التحالفات، فإن استطلاعات الرأي التي تم نشر نتائجها إثر الإعلان عن الانتخابات المبكرة تشير إلى أن تحالف حزب العمل "هيرتسوغ" وهتنوعاه "ليفني" من شأنه أن يشكل التحالف الأكبر بنتيجة الانتخابات، 24 مقعداً مقابل 23 ليكود، ومن الطبيعي أن يلجأ كل من الجانبين لنسج تحالفات ائتلافية حتى بعد الانتخابات، لتشكيل التكتل الأكبر القادر على تشكيل الحكومة. استطلاع معهد رافي سميث، واستطلاع صحيفة جيروزاليم بوست، منحا تكتل اليسار والوسط، إمكانية أقوى لتشكيل مثل هذه التحالفات التي من شأنها أن تمنحها القدرة على تشكيل الحكومة. 60 في المئة من المستطلعين أعربوا عن رغبتهم في أن لا يروا نتنياهو ملكاً، في رئاسة الحكومة القادمة، لكن مرة أخرى، لا يجب الركون واعتماد نتائج هذه الاستطلاعات لتقدير الموقف، إن أسابيع تفصلنا عن الانتخابات كافية لإحداث انقلابات في التحالفات والاحتمالات، خاصة وأن هذه الفترة، وكما جرت العادة، ستشهد الكثير من الانفجارات الحزبية، والتشكيلات الجديدة، والتحالفات التي لا يمكن تفسيرها في معظم الأحيان.
تيار إسرائيلي آخذ بالتزايد، يعتبر التصويت لنتنياهو، معناه التصويت لاستمرار الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية، عدم التصويت لنتنياهو، معناه إنقاذ إسرائيل، غير أن هذا التيار، يتعارض في نهاية الأمر مع تزايد سيطرة الأفكار اليمينية والعنصرية في الأوساط الإسرائيلية، لكن إذا ما عرفنا أن بعض تيارات هذا الوسط، هي التي باتت غير راضية عن نتنياهو وإدارته للحكم، من شأنها أن تحسم مملكة نتنياهو.
لا نتجاهل دور الوسط العربي في هذا الصراع، إذ إننا سنتناول هذا الدور في مقال قادم!!
Hanihabib272@hotmail.com

هاني حبيب