جزء من فاتورة الانتخابات المبكرة للكنيست الإسرائيلية سيدفعها الشعب الفلسطيني بمزيد من الاعتداءات العنصرية سياسياً واقتصادياً وحياتياً.
برامج الانتخابات الإسرائيلية ستتناول كثيراً من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وستتسابق الأحزاب الإسرائيلية في الهرولة نحو اليمين العنصري وستضمّن مواقفها الانتخابية مزيداً من الضغط على السلطة الفلسطينية، ومزيداً من الاعتداءات الاستيطانية، عبر تكثيف إقامة المستوطنات والأحياء الاستيطانية الجديدة، أو مصادرة الممتلكات والعقارات الفلسطينية.. والإسراع في تهويد القدس، وفي المقدمة منها المسجد الأقصى.
في الأشهر الثلاثة المقبلة سنكون أمام تحديات صعبة وخطيرة.. ففي المخاض السياسي المتمثل بالمعركة في مجلس الأمن فإن مزيداً من الضغوط ستمارس على الشعب والقيادة، من أجل التراجع عن هذه الخطوات.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تشير إلى أن الحكومة المقبلة ستكون أكثر تطرفاً وعنصريةً من الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، فإن الأشهر التي ستسبق الانتخابات الإسرائيلية ستمثل بازاراً من أجل التنكيل بالفلسطينيين، على قاعدة أن التطرف تجاه الفلسطينيين يعني مزيداً من الأصوات، خاصة في صفوف الشباب والفئات المتدينة.
أيضاً، ستكون هذه الفترة بمثابة حاضنة ودفيئة خصبة للمستوطنين لزيادة وتكثيف اعتداءاتهم، وشرعنة ما يسمى البؤر الاستيطانية، وتثبيت وقائع جديدة على الأرض.
في المقابل فإن الوضع الداخلي الفلسطيني يزداد تفككاً وضعفاً في مواجهة استحقاقات الأشهر القادمة. فالمصالحة تمر بأزمة حقيقية من خلال الاتهامات المتواصلة بين قيادات حماس والقيادة الفلسطينية، وإبقاء الأوضاع على حالها... وعدم التقدم بالمطلق نحو إطار موحد حقيقي قادر على التصدي.. وفي الضفة نلاحظ كثيراً من القضايا المعكّرة للشارع الفلسطيني، وربما التخبط الذي نعاني منه ومحاولة البعض خلط الأوراق لمصالح ذاتية، ولمزيد من التكسب والاسترزاق غير المشروع، ما يخلخل أسس وحدتنا الوطنية التي تنبع منها قوة مواجهتنا لمخططات الاحتلال.
يجب ألا ننسى أن هذه الفترة، أيضاً، سيكون فيها مزيد من الضغوط على قطاع غزة، وستظل قضايا مثل رفع الحصار وحرية الحركة على المعابر وغيرها من المطالب الفلسطينية معلّقة، بل لن تقبل حكومة الاحتلال حتى بمجرد عقد لقاءات من خلال طرف ثالث من أجل الحديث في هذه القضايا وللتأكيد على أن نهاية العدوان جاءت على قاعدة الهدوء مقابل الهدوء.. أي أن كل فعل المقاومة والثمن الفظيع الذي دفعه الشعب الفلسطيني ذهب سدى... وربما هي وسيلة لجرّ القطاع إلى عدوان جديد.
ولكن ربما ما زالت لدينا فرصة من أجل مواجهة استحقاقات الأشهر الثلاثة المقبلة من خلال إعادة قراءة صريحة لوضعنا الداخلي وأن نمارس مفهوم النقد الذاتي. ولنحاول جميعاً قيادةً وشعباً أولاً، الكشف عن أولئك العابثين بالساحة الوطنية ومثيري النعرات والخلافات الداخلية، والتصيد في المياه العكرة، ومحاولة حرف الشعب الفلسطيني عن قضيته الأساسية نحو قضايا ثانوية تافهة لا تخدم سوى أجندة الاحتلال، وتحييدهم بل ونبذهم.
من أجل وحدة داخلية حقيقية ومواجهة متوقعة مع الاحتلال خاصة على الصعيد السياسي، نحن أمام 3 أشهر عجاف، فهل سنصل جميعاً بمركبنا الفلسطيني نحو شاطئ الأمان، أم أننا سنقع في شرك خلافاتنا الداخلية التي يفتعلها البعض لتغطية سوء أعماله.
abnajjarquds@gmail.com


