خبر : لماذا اعتبر نفسى صديقا لفلسطين وليس لاسرائيل؟؟.."بوب كار" وزير خارجية استراليا سابقا

الجمعة 05 ديسمبر 2014 05:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا اعتبر نفسى صديقا لفلسطين وليس لاسرائيل؟؟.."بوب كار" وزير خارجية استراليا سابقا



ترجمة محمد إبراهيم أبو دقة خاص بسما يعتبر نادى بانينت هيليز للجولف فى سدنى مكان مميز ليشهد على التغيرات تجاة اسرائيل , فهناك قابلت متطوعين مسيحيين ممن ذهبوا للاراضى الفلسطينية المحتله لمساعدة الاطفال الفلسطينين للوصول الى مدارسهم ولحمايتهم من العنف الجسدى واللفظى الذى يقوم به المستوطينين الاسرائليين .عنف ضد الاطفال العرب؟ متطعون مسيحيون لحمايتهم ؟ من المستوطينين اليهود ؟

لم تكن اى من هذة التساؤلات اواخر السبعينات وبالتحديد فى العام 1977 عندما استأجرت غرفة فى احدى فنادق سدنى واتصلت بالسيد بوب هوك رئيس اتحاد النقابات الاسترالية , لمساعدتى لانشاء لجنه اصدقاء اسرائيل فى حزب العمال .فى العام 1977 كان عمر الاحتلال الاسرائيلى فقط 10 سنوات ,وكان هناك فقط 25 الف مستوطن.وكان من السهل التصديق بان الاسرائليين يتمسكون بالضفة الغربيه للمساومه , وكان حينها ينظر للعرب كارهابين .


الان اصبح عمر الاحتلال 47 عاما, وهناك نصف مليون مستوطن .وحوالى 60%من اعضاء الحكومة الاسرائيليه يعارضون حل الدولتين, بينما الفلسطينينون كانوا جزء من عمليه السلام خلال ال25 سنه الماضيه .


فاسرائيل تحولت من العلمانيه الى الدينية,حيث يشغل المتدينون والصهاينه 30 مقعد من اصل 120 فى الكنيسيت .وتحولت من الكوزموبوليتانية الى الشوفينيه مع وجود لبعض الوزراء يتبنون القوميه الرديكاليه تماما مثل فرانس ليبيون او يورغ هايدر فى النمسا .
كان الكيبوتس رمزا لاسرائيل كما قال احد الاصدقاء من حزب العمال البريطانى , ولكن الان اصبحت المستوطنات رمزا لها ,فقد تضاعف عدد المستوطين خلال ال 54 شهرا الاخيرة . حيث اشار صحيفه الاتلانتيك بان ادارة الرئيس اوباما شعرت بالاستياء نتيجة توظيف اسرائيل للمستوطنات لتحطيم اى اتفاق سلام ممكن , حيث ان الحكومه الاسرائيليه لن تجبر المستوطيين على اخلاء المستوطنات وهم لن يخلوا طواعيه .اى احتلال الى اجل غير مسمى يخدم المتطرفين الداعين الى اقامه اسرائيل الكبرى, وفى نفس الوقت يعنى بان هذة الدوله "اسرائيل الكبرى " سيكون بداخلها نوعين من المواطنه . وهو كما قال لى يهود بارك عندما شغلت منصب وزير الخارجية واناقش معه هذة المعضله بانه " مصطلح استخدم لدوله اخرى وفى قارة اخرى ".وبكل تاكيد فان كلمه "ابارتهيد " استخدمت من قبل رئيس وزارء اخر وهو يهود اولمرت , وهى الكلمه والمصطلح الوحيد الممكن استخدامه لتوصيف الواقع فى اطار شعب واحد حيث ان هناك قوانين لعرق واحد وقوانين اقل منها للعرق الاخر والذى يشكل الاغلبيه .
وسبق وان اشار اوباما بانه فى احال استمرار نمو توسع المستوطنات فانه لن يكون قادر على ادارة التداعيات على اسرائيل ,حيث بدات هذة التداعيات مع اعتراف السويد بفلسطين وانضمامها ل 138 دوله التى سبق وان اعترفوا بفلسطين ,كما ايد مجلس النواب البريطانى الاعتراف . وخلال النقاش فى مجلس النواب البريطانى اعلن ريتشارد اوتاوى النائب المحافظ والداعم منذ فترة طويلة لاسرائيل بانه "اذا كانوا يخسرون اناس مثلى فانهم سيخسرون الكثير من الناس ".


فهو واخرين من الوسط قد ضجروا ومرضوا من مواقف المتعصبين الدينين الذين يطالبون بمصادرة الاراضى الفلسطينية ويعلنوا بان الله اعطاهم يهودا والسامرة وبان العرب هم درجه ادنى على كل حال .كما ضجروا من عنف المستوطنين الذى اصبح لايمكن تبريرة فى الصفحات الاولى لرسم السياسية الخارجية الامريكية ,فالمستوطنين يكسرون نوافذ الشقق الفلسطينية لاجبار العائلات على الرحيل, ويقلعون اشجار الزيتون ويكتبون على جدران المساجد والكنائس .
فى العام 1977 كانت منظمه التحرير الفلسطينية تفجر الطائرات , والان ولاكثر من 25 سنه ظل الفلسطينين ملتزمين بالتوصل لحل عبر المفاوضات , وحديثا بدوله منزوعه السلاح فى ظل تواجد قوات من الناتو بقيادة امريكية فى الضفة الغربيه والقدس .
فى العام 1977 عندما اطلقنا مجموعه مناصرة لاسرائيل "اصدقاء اسرائيل " فى اطار حزب العمال الاسترالى لم نكن نعرف روايتهم ؟؟ , الان كتاب التاريخ الاسرائليين عادوا الى ارشيفهم الخاص بالجيش ليعيدوا روايه القصه بكاملها , وكيف تم توظيف المذابح خلال تاسيس دوله اسرائيل فى العام 1948 لطرد 700 الف فلسطينى . ان مصداقية المؤرخ بينى موريس مؤكدة وموثقه عندما يعلن موافقنه على هذة السياسية ويعتقد بانه كان يتوجب على بن غريون ان يذهب الى ابعد مدى بحيث لا يبقى اى فلسطينى .
اين يقف الفلسطينين الان؟ هذا ماتناوله جدعون ليفى فى صحيفة هارتس, حيث اشار ان اسرائيل تقوم بحمله اعتقالات كبيرة حيث تم اعتقال حوالى 670 شخصا فى الحملفه الاخيرة منهم 230 طفلا , كما تستمر فى هدم المنازل وكذلك اشار رئيس الشين بيت السابق فى العام 2012 بان الحملات العسكرية على المدن الفلسطينية لن تجلب النصر.


وهذا الاسبوع نشر اكثر من مائه جنرال متقاعد وسياسين وقادة اجهزة منهم رئيس الموساد السابق رساله موجهه الى رئيس الوزراء بنيامين نتينايهو تطالبه بالتفاوض مع الدول العربيه المعتدله ومع الفلسطينين فى الضفة والقطاع . وهم جميعهم مدركون بان حل الدولتين لن يكون الامثل ولكن المفضل لديهم .


ان استمرار الاحتلال الاسرائيلى وجعله بشكل دائم يعنى بان اسرائيل ستتماثل مع الحاله الافريقية وان العالم سيعترف بفلسطين وسيعزل اسرائيل .وبعد كل هذا , فان الخيار المتبقى لايمكن تصوره , وهو القبول بحكم كولونيالى حيث هناك جماعة عرقيه ودينيه واحده تتمتع بحق التصويت بينما يتم انكار هذا الحق للاغلبيه وهذا مايتم يتدواله بين الكتاب فى الغرب عند نقاش الاوضاع فى غزة والضفة الغربيةحيث قال احدى مستشارى البيت الابيض لاخر " بانه دوما الثوار سوف ينتصرون وسيزول الاحتلال " فلا يوجد فى التاريخ اى حكم كولونيالى استمر.


طرحنا موضوع اقامه الدوله الفلسطيينية تماما كما طرحنا توفير الامن لاسرائيل, ولكن وفى ضوء استمرار المستوطنات وعنف المستوطنين , فاننا اليوم ندفع بالقضيه الفلسطينية من منظور حقوق الشعب الفلسطينى المعترف بها فى القانون الدولى كما اكدت على هذة الحقوق كل بيانات السلام التى صدرت خلال ال 25 سنه الماضيه و المدعومه من كل العالم.
يجب على الفلسطينين ان يلتزموا باللاعنف وبالمقاومه السلميه , ولايجب ان يتبنوا اطلاق انتفاضة ثالثه , ويجب عليهم حشد الدعم الدولى ,وان يتواصلوا مع الجماعات اليهودية التى تشجب سيطرة الصهيونين المتعصبين .


قبل اربعون عاما , شغلت منصب رئيس لجنه اصدقاء اسرائيل فى حزب العمال الاسترالى , ومازلت اعتبر نفسى صديقا لليبرالين فى هذا الدوله ولكن لخدمه قضيه السلام العادل فمن الافضل لى الان ان اصبح راعى للجنه اصدقاء فلسطين فى حزب العمال الاسترالى .


http://www.theaustralian.com.au/opinion/why-im-now-a-friend-of-palestine-rather-than-israel/story-e6frg6zo-1227116367617