خبر : زكي: "يهودية الدولة" اخطر مشروع اقصائي وحماس ليست عنوان غزة

الخميس 04 ديسمبر 2014 11:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
زكي: "يهودية الدولة" اخطر مشروع اقصائي وحماس ليست عنوان غزة



عمان وكالات قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحكة فتح، "إن مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي تقدمت به القيادة الفلسطينية أصبح الأن دولي وداخلي".

وأضاف في محاضرة ألقاها الأحد الماضي في منتدى "الدستور" للفكر والحوار بعمان ونشرت تفاصيلها "الدستور" الاردنية اليوم الخميس "دولياً ذاهبون بلا تردد إلى مجلس الأمن، رغم كل التهديدات والتنبيهات".

وتابع "حتى أن كيري قال إنه إذا ذهبنا فسنواجه عقوبات، لكننا سنذهب، الآن متوافر لدينا 9 دول، وليس بالأمر السهل بأن تقف السويد، هذا البلد الصغير، لتعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا ناجم عن أن هؤلاء استنفدوا فرص تحمل الجرائم التي مارستها إسرائيل في ظل الاصطفاف الدولي مع الولايات المتحدة".

وأشاد زكي بمواقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة عبر التاريخ مذكرا بتضحيات ودماء الاردنيين الزكية التي امتزجت بالتراب والدم الفلسطيني على ارض فلسطين، والمعارك المشرفة التي خاضها الجيش العربي الاردني ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين.

وقال زكي -في المحاضرة :- إن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اظهر فروسية وشجاعة فريدة بقبوله الوصاية على القدس والمقدسات والجميع يدرك حجم وخطورة هذه المسؤولية النابعة من المخاطر الكبيرة جدا التي تتهدد القدس والمقدسات فيها.

ودعا جميع الدول العربية والاسلامية الى ان تحذو حذو الاردن في الوقوف الى جانب فلسطين والدفاع عن القدس والمقدسات، مبينا ان الاردن وفلسطين يتصدران الدفاع عن المدينة المقدسة. واعرب زكي عن تقديره لمجلس الامة بشقيه الاعيان والنواب والشارع الاردني الذين وقفوا جميعا صفا واحدا متراصا خلف القيادة الهاشمية من اجل نصرة فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني.

وحذر زكي من خطورة يهودية الدولة التي تعني في الاساس تطهيرا عرقيا ضد مليون ونصف المليون عربي في مناطق الـ 48 .

وشدد على ضرورة رص الصفوف على الساحة الفلسطينية وتجسيد الوحدة الوطنية وانهاء الخلافات الداخلية، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية بالتعاون مع الاشقاء العرب وفي مقدمتهم الاردن ستذهب الى مجلس الامن الدولي بمشروع قرار انهاء الاحتلال وفق جدول زمني محدد.

نص الحوار

عباس زكي: أولاً، أقدم تحية شكر وتقدير إلى جريدة الدستور، وأسرتها وكل العاملين فيها لما عودتنا على المهنية العالية والحيادية والدور المطلوب من أجل قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. كما أشكر من اختار هذا الوقت الحساس والصعب والخطير لإلقاء مثل هذه المحاضرة، وهذا يذكرني قبل 23 عاماً حينما التقينا هنا في «الدستور» لحوار ضم نخبا وقامات أردنية- فلسطينية لدراسة أوضاعنا حينما كانت الانتفاضة الفلسطينية بسمات التكامل والوحدة والشمولية والتكافل الأسري والنداء الواحد والانضباط والقيادة الوطنية الموحدة، وكان يوزع على العالم الشيء الهام، كما كان السيد المسيح ينشر رسالة السلام على هذه الكرة الأرضية جاء الطفل الفلسطيني ليهدي البشرية سلاحاً، هو الحجر، فكان حجرنا المقدس وطفلتنا وبناتنا وشيوخنا ووحدة شعبنا قد أسقطوا حاجز الخوف واحتلوا بجدارة مصطلح الانتفاضة في القاموس العصري، وبالتالي كان هناك بالفعل أسطورة في الشارع الفلسطيني ولكن كانت زعزعات وخيبات في القيادة الفلسطينية، فآثرت «الدستور» في ذلك الوقت دعوتنا لمعرفة سر الخلاف في القيادة إذا كان الشعب موحدا، وكنت في ذلك الوقت عضواً في اللجنة المركزية وأمين سر اللجنة العليا للانتفاضة، بعد المرحوم الراحل أبو جهاد، وكان الحوار والمناظرة تدوران بيني وبين الأخ المهندس إبراهيم غوشة أبو عمر الذي كان أحد أبرز قادة حماس والناطق الرسمي باسمها، وشهد الكبار على ما آل إليه الحوار، وكان حواراً مسؤولاً وجاداً، وطرحنا من الأسئلة ما أنقذ الموقف.

ولكن من المؤسف أن العودة إلى الشورى حالت دون استمرارنا لتنفيذ ما اتفقنا عليه، ولكن ذهبوا إلى تونس مرة أخرى ودخل مقاتلونا وليس أصحاب دعوة وكان لهم شرف تقديم الشهداء، وكنا في أيام المد وأيام قهر الأعداء في تنافسنا الشريف في أداء الواجب، إلى أن كانت الأردن ورأست وفدنا إلى مدريد وهذا كان يؤكد أننا في الضيق ليس لنا إلا الاردن، لأنه حينما هُزم العرب، والجيوش العربية في ثلاث دول، وسقطت الضفة والجولان وسيناء، كان شرف مزج الدم الأردني الفلسطيني في الكرامة أعاد الشرف والعزة إلى الجيوش العربية، وفرض على الرئيس عبدالناصر أن يقول «شكراً لكما أنتم الضوء الأخضر بعد أن انطفأت الأضواء العربية.. شكراً للأردن وشكراً لفلسطين وشكراً لإعادتكم شرف الجندية العربية، وأنت صدقت يا ياسر أن فتح التي كنت أنتقدها الآن أقول لك وجدت لتبقى».. فقال له أبو عمار «وجدت لتنتصر يا سيادة الرئيس».. فقال عبدالناصر «النصر ليس عندي.. أعبائي كثيرة، ولكن تفضل معي إلى موسكو».

في موسكو بدأت علاقاتنا مع المنظومة الاشتراكية بقناعة وبدأنا نقفز قفزات عالية وسريعة وصولاً إلى الجمعية العامة حينما كان ياسر عرفات -باعتزاز المناضل- يرفع البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى، ولم يقل جئتكم لمعالجة موضوع البندقية، قال «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، أما البندقية فحرام وخيانة اسقاطها ما دام هناك احتلال»..

الوصاية على الأماكن الدينية في القدس

تجربتنا شديدة الوضوح، وهذه المحطات يمكن أن تعطينا أملاً ورجاء أن العواصف عالية جداً ولكن نحن نهتز دون أن نقع، ونحن هنا، مع شكري أيضاً لأسرة «الدستور»، أريد أن أحيي وبمحبة الموقف الشجاع للفارس الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي قبِل بإعلان الوصاية على الأماكن الدينية في القدس، في وقت يدرك أنها في عين الخطر، وأنه يعرف تماماً ما يجري من تطرف وغلواء لأولئك الذين استبدلوا السياسة بأوغاد وشذاذ آفاق ليعيدونا إلى مرحلة اشتيرين، وارجون، وهاجانا، السيف أنزل من السماء كما تقول التوراة، الموت للعرب، لا قداسة لأحد سوى أرقى شعوب الأرض وهي اليهود، وهذا الأمر يعجبني أنا ولم يكن بالفعل هذا الفارس بمعزل عن حكومته الرشيدة ولا عن مجلس الأمة بشقيه ذوي القناعات والهامات العالية وأيضاً الشارع الأردني الذي ضحى أبناؤه وقاتلوا في القطمون وقاتلوا في كل مواقع النضال دفاعاً عن فلسطين التوأم، وبالتالي كما توحد الإسرائيليون على عدد من القضايا توحد الأردنيون بالمقابل وكأننا في أجواء الآن تقول «لا مكان للهزيمة.. لا يمكن أن نرفع الأيدي ونستسلم.. نحن أصحاب حق.. قضية عادلة.. شعب مظلوم.. إرادتنا عظيمة.. قاماتنا وهاماتنا تقول أجدادنا ما خاضوا معركة إلا وانتصروا فيها» وتحتاج إلى صياغات في المواقف الداخلية حتى نعود مرة أخرى نهتف ونقول: «بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان».

وأيضاً نحن كفلسطينيين نرى أننا وحدنا الآن نقول « بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة .. وأهلي وإنْ ضنوا علي كرام». ونقول لكم ونبشركم، إن هذه الأعمال الإسرائيلية في غاية الخروج عن الأخلاق والقيم والتقاليد لن تسقط إسرائيل وحدها، بل سيسقط كل عملاء أميركا الذين يقفون ويتفرجون على هذه اللعبة الدنيئة، لأن الاعتداء على القدس ليس اعتداء على أي بلد آخر، فالاعتداء على القدس هو اعتداء على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هذا الاعتداء على بوابة الأرض إلى السماء، وهذا الذي يقف متفرجاً وكأن القضية تعني الأردن وفلسطين فقط، لا يدري بأن وعد الرسول الكريم حينما قال « «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس» ، فأنا واثق مائة بالمائة بأن هذا العالم سيأتي ليعتذر، لأن هناك أمورا ممكنة، لكن هناك بعض الأمور تجاوز الخط الأحمر فيها لا يمكن، وبالتالي حينما يكون الأردن بإمكاناته البسيطة وظروفه القاسية والصعبة يقف ويسحب السفير، ويهدد بإلغاء الاتفاقيات الموقعة، فهذا نوع من الفروسية أيضاً، هذه ليست قضية يمكن أن يخسر فيها أحد، لأن الذي ينتصر لفلسطين هو المنتصر في هذه الأمة، والذي يدير ظهره لفلسطين سيأتي معتذراً، ونحن لا نحب الاعتذار كثيراً.

ثوابت اسرائيل

ولو تحدثنا عن ثوابت إسرائيل، فهي أجمعت على ثلاثة ثوابت هي القدس والاستيطان والسيادة.. تقول إسرائيل منذ بداية العمل السياسي :غزة ليبتلعها البحر، يريدون حماية أنفسهم منها بأي وسيلة، ولكن لنا في الضفة الغربية ثوابت ثلاثة: القدس عاصمة أبدية موحدة، المستوطنات الأمنية باقية، والسيادة لنا ويفرضها جيش الدفاع.. وبالتالي عملت منذ البداية، سواء في الحرب أو السلام، على شراء الوقت وتحقيق المزيد من نهب الأرض والتهويد وتدمير البيوت، ويكفي ما حدث لمحمد أبو خضير حيث أخذوه إلى دير ياسين، فهم يريدون أن يختبروا عقولنا، فدير ياسين مذبحة كبيرة، وتتجنب الناس أن تذكر هذه المذبحة لفظاعتها، لقد أخذوا هذا الشاب في رمضان وأشربوه البنزين وحرقوه حياً، فهذه أفقدت شبابنا صوابهم، وكل الشرفاء وكل من لديهم الحمية الوطنية اندفعوا دون أمر قيادي، وبالتالي فوجئ العدو أن القدس التي ضمنتها عاصمة أبدية موحدة وتم عمل كل أشكال التنكيل بشعبها وأقصت 120 ألفا من أهلها خلف الجدار ويعيش الإسرائيلي بدخل 30 ألف دولار والفلسطيني بـ1500 دولار، ويصمد هذا الصمود الأسطوري، فهذا شيء من الله عز وجل، بالتالي هذا الأمر أزعجهم وبدأت العمليات تتواصل، وأقول لكم، إنه لا يوجد أي فصيل فلسطيني بما فيها فتح له علاقة بما يجري في المواجهة أو العمليات التي وقعت.

عدد الأسرى من القدس تجاوز الآلاف، فهناك عملية تمشيط وعملية إرهاب وتضييق وخنق وكل أشكال الجرائم تجري الآن في القدس، ويكفي أنهم منعوا الصلاة في القدس، وحصلوا على التقسيم الزماني، والآن يسعون إلى التقسيم المكاني لاحتلال الجانب الجنوبي وصولاً إلى منبر صلاح الدين. وحينما يغلق الحرم في وجه الفلسطينيين من الثامنة صباحاً إلى الحادية عشرة من اجل السياحة اليهودية، ويفتحون الحرم على مزاجهم، ويأخذون هويات المصلين، ويتم ضرب المرابطات والمرابطين، فهذا نوع من الاستخفاف بالدين والعقيدة وهو أمر وصل بالحاخامات ان أدلوا بتصريحات، وهي موجودة لدي، تقول «أين يأخذنا هذا النتنياهو وحكومة التطرف.. انهم يقودوننا إلى الهاوية»، وحتى العدد الكبير من الوزراء الإسرائيليين الذين كانوا من أسباب الدفع إلى التطرف وإنكار الآخر، قالوا بأن طرح الدولة اليهودية أصبح خطرا على إسرائيل، وبدأوا، اضافة الى قادة الأمن السابقين، يخرجون بالمظاهرات كما حدث أمام بيت نتنياهو بالقدس، ينددون ويقولون «أنتم تقودوننا إلى نهايات مؤلمة».

يجب أن أذكركم بشيء، بعد احتلال القدس العام 1967 قالت غولدامائير :»ننتظر 10 ساعات لنرى النتيجة، إن كان هناك هبَّة نترك، وإن كان هناك سكتَة فنكمل، ونقيم جبل الهيكل»، فكانت الهبَّة رائعة فلم يكملوا..

بن غوريون كان يقول: «لا دولة لإسرائيل بدون القدس، ولا قدس بدون جبل الهيكل». إذن أهدافهم شديدة الوضوح ويعملون وفق استراتيجية، ومن المؤسف أن يصبح هناك استقطاب دولي يساعدهم على هذا الأمر، وهذا لم يؤثر علينا، بقي أداؤنا مستمرا رغم كل ما حدث، بقينا محتفظين بمواقعنا الدولية رغم أن أميركا حاولت أول مرة أن نستأنف المفاوضات، والأردن كانت الطرف المباشر بالمحادثات التقريبية، وخلصنا إلى الصفر، ثم جاء كيري ووعد أمام 18 وزيراً عربياً كانوا في عمان بأن يمهلوه فقط ستة أشهر، بعد ذلك أصبحت تسعة أشهر، واتفق أبو مازن والوفد المفاوض على أدق التفاصيل: الإنسحاب، وجلوس الأمريكي إلى طاولة المفاوضات، حتى أنهم قاموا بتعيين مارتن انديك اليهودي، واتفقنا على إطلاق سراح الأسرى القدامى المحكومين بالإعدام والمؤبدات ما قبل أوسلو، وكذلك المشاريع الاقتصادية، وتحديد الحدود، وقلنا، نحن نريد تحديد الحدود، لا نريد أن نطرح القدس ولا أي شيء آخر، لأن القدس قدسنا، فنريد حدود الـ67، واتفقنا على هذا. ومن المؤسف أنهم طردوا مارتن انديك وهو ممثل الدولة العظمى في اول اجتماع، ورفضوا قبول شاهد اسمه مارتن انديك على طاولة المحادثات أو راعية عملية السلام.وهنا نسال : ماذا لو رفضنا نحن ذلك ؟ ما الذي سيحصل لنا؟! فهذا الكيل بمكيالين وهذا الولاء والانقياد الأعمى من الإدارة الأمريكية وهذا الاستبداد برؤية الشرق الأوسط بالعيون الإسرائيلية أعطى جرعة من الثقة لإسرائيل أنها هي الباقية الوحيدة حتى لو حل الخراب والدمار في كل المنطقة العربية.

داعش

قالت هيلاري كلينتون المرشحة لزعامة الولايات المتحدة، وزيرة الخارجية السابقة، في مذكراتها أنهم قاموا بعمل داعش حتى يقسّموا العراق وسوريا ..الخ، واصطدموا بمصر، وفي 30 تشرين الأول حاولوا ضربها ولم يستطيعوا، فهم يريدون مصر ضعيفة ولا يسمحون لأي أحد أن يساعدها بعيداً عن أمرهم.

داعش هي ترسيم حدود جديدة، وعندما تصبح داعش قريبة في الأنبار ولا يريدون التسليح معنى ذلك بأن ينتبهوا للأردن، ومعنى ذلك أن الفوضى الخلاقة والتدمير المبدع سيحل في كل المنطقة، والأمريكي ثبت أنه لا صاحب له ولا مصالح له إلا بقاء إسرائيل من أجل الكرسي والتصويت، لأن العرب والمسلمين للأسف رغم كثرتهم ورغم فضائياتنا ورغم براعتنا في انتقاد بعضنا فلم يستطع أحد أن يؤثر في العقل الشعبي الأمريكي العظيم، لأن الشعب الأمريكي أثناء مجزرة غزة خرج مئات الآلاف في شيكاغو، و60 ألفا أمام البيت الأبيض، و7 آلاف أكاديمي كانوا هم عصب جامعة إسرائيل، قاطعوا الجامعات الإسرائيلية، وبدأ الكل يسأل ما الذي يجري، وتساءلوا هل عباس لن يقبل الخيانة عندما قال «أنا لن أخون»، حيث جنّ جنونهم وشكلوا الآن له لجنة للشيطنة، وهو بالعكس داعية سلام ويتبرأ من أي عمل عسكري، لكن هم لا يريدون ذلك، يريدون جر الجميع إلى مربع الفوضى من أجل إحداث ما يريدون، ولهم أيد وما يجري في المنطقة لا علاقة له لا بالبعد الاستراتيجي ولا بالعقل السياسي بل هو حملة أمنية لا تريد للمنطقة أي استقرار.

نحن في فلسطين الآن ، لدينا تحرك وتململ وتجاوز الروتين وتغيير المسارات وليس تغيير الأهداف، ولم يعد أحد من القيادة إن كانت مؤمنة بالسلام أن تقول لنا: لا...؛ لأنها وصلت إلى الباب المسدود، والمرتد يصبح أقوى من غير المرتد.

لقد قال كلينتون لياسر عرفات، بأن يأخذ ما يريد ويترك لهم 7%، وسأله ياسر عرفات عن مكان الـ7%، حيث قال أبو عمار «إذا كانت الـ7% هي القدس فسيعلقني شعبي على أسوار القدس»، فكان يريد معرفة مكان الـ7%، لكن لم يقدموا لنا شيئا واضحا في أي مسار سياسي، وكانوا يتهموننا بأننا لا نريد السلام.

في اعتقادي الميدان هو الذي يقرر، وكما يوصوننا الآن، فأي مسؤول نجلس معه في أوروبا وغيرها يقول لنا، بأنهم معنا، لكن يسألون إن كنا نضمن بأن لا يفعل اليهود شيئا، فهؤلاء وحوش؟!

يهودية الدولة

ان طرح الدولة اليهودية من أخطر ما يمكن، لان هذا معناه إقصاء مليون ونصف المليون فلسطيني من الداخل، اي من الـ48، وبدأوا الآن بإجراءات ومنها العقوبات الجماعية، ومن يخطئ تسحب هويته ويحرم من المواطنة ومن الضمان، وثانياً تشريع الـ(أبارتايد)، وثالثاً منع غير اليهودي من حق تقرير المصير، ورابعاً فتح باب الهجرة على أوسع نطاق للإسرائيليين مع النزوح للفلسطيني بخلق أمور لا يستطيع الإنسان تحملها.

غزة

وإزاء هذه الأوضاع، نحن في القيادة الفلسطينية، وخاصة بعد أن بلغ السيل الزبى بمذبحة غزة، فغزة لم تفعل شيئا، بدأوا في الضفة ليكملوا في غزة، ورغم أننا لم نكن نعرف جبروت وعظمة هؤلاء المقاتلين الفرسان في غزة والذين استمروا 51 يوماً دون أن ينقطعوا عن إطلاق الصواريخ،، إلا أننا أدركنا أنه إذا تركنا غزة هكذا دون معتصم فسنخسر غزة، وبالتالي اتفق أبو مازن ووجد حلاً في مصر التي تمثل الرئة والعمق والقدر لغزة أن تتبنى مبادرة. ونحن في القيادة الفلسطينية شعرنا من الإسرائيليين في دوائرهم ماذا يقولون: ائتلاف مع دول عربية لذبح غزة، وأثاروا قصة الأنفاق وأنها نوع من الإرهاب يجب أن ننتهي منها، وحماس جزء من الإخوان المسلمين، وبالتالي قلنا بأنه آن الأوان لكشف المستور، فانطلقنا بترتيب وتناغم نقول «كلنا مع غزة.. وهذا العدوان على الشعب الفلسطيني»، وكل من ساعدنا اتصلنا به وأخبرناه بأن هذا العدوان علينا جميعاً، فلا يمكن أن نسمح بأن نتفرج على إخواننا الذين يذبحون في غزة، فنحن نعتبر أية صراعات داخلية لا تحسم إلا بالحوار وبالابتعاد ما أمكن عن السلاح لأن هذا محرم وخاصة من له خصم كإسرائيل ، فهذا العدو لا يرحم أحدا منا، وبالتالي تجربتنا وتاريخنا جعلنا نعيد الأمور وجعلنا المجتمع الدولي ينظر ويأتي ليتبرع، فيجب ألا نتوانى عن إعمار غزة، لأن ظروف غزة غاية في الاستثنائية والصعوبة، وأقول لكل الإخوة: إن من له موقف من حماس أو من انتماء حماس فعليه أن يعرف أن حماس ليست عنوان غزة، فغزة فيها كل الأطياف الفلسطينية، وكل التلاوين الوطنية.. فيها ومنها القامات العالية التي كانت تقاتل وعلمتنا القتال مثل أبو عمار وأبو إياد وأبو جهاد وكمال العدوان وأبو يوسف النجار ..الخ، فهل يعقل أن نترك غزة تواجه مصيرها؟! وقد بذلنا جهداً لتصويب الوضع بين الإخوة في مصر والإخوة في حماس.

ذاهبون الى المنظمات الدولية

مشروعنا الآن دولي وداخلي، فدولياً ذاهبون بلا تردد الى مجلس الامن، رغم كل التهديدات والتنبيهات، حتى أن كيري قال، بأنه إذا ذهبنا فسنواجه عقوبات، لكننا سنذهب، الآن متوافر لدينا تسع دول، وليس بالأمر السهل بأن تقف السويد، هذا البلد الصغير، لتعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا ناجم عن أن هؤلاء استنفدوا فرص تحمل الجرائم التي مارستها إسرائيل في ظل الاصطفاف الدولي مع الولايات المتحدة.. وبالفعل نحن ذاهبون أولاً لنأتي ببيان من أجل القدس، وفي القدس لدينا ضمانات أمريكية بعدم المساس بأي تغيير فيها، والقدس بموجب حتى اتفاقية وادي عربه لا يجوز العبث بها.

لدينا مشروع لمجلس الأمن، شكّلت اللجنة برئاسة نبيل العربي، ومعه وزير خارجية الكويت، ووزير خارجية موريتانيا، أما الأردن الحبيب فكونه العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن فهو الذي سيتقدم بالمشروع. هذا المشروع سينص على إنهاء الاحتلال.

لدينا مبادرة فرنسية، واميركا غاضبة منها بسبب ذلك، ولدينا الآن جولة في كل أوروبا، وليس صحيحاً ما يقال بأنهم يقومون بالتأجيل، فبالبرلمانات في أوروبا لها قيمة، وبالتالي القرارات التي تصدر ليست للنظر بل للتطبيق.. غرفة المهندسين المعماريين، وهي أكبر غرفة في لندن، قاطعت كل المهندسين الإسرائيليين، وهناك 257 شخصية إسرائيلية ذات تاريخ إما كاتب أو أديب أو جنرال كتبوا مذكرة لكل البرلمانات الأوروبية طلبوا فيها بأن يصوتوا للدولة الفلسطينية.

ترتيب البيت الداخلي

إذن المواضيع التي تطرحها إسرائيل الآن ليس بمقدور أحد تحملها، ونحن الان على صعيد ترتيب البيت الداخلي.. المصالحة، وأنا ضد أن نقول مصالحة، لأن المصالحة تحدث بين أبناء العمومة وبين الإخوة العرب، لكن أقول عنها الوحدة ورص الصف وزج كل الطاقات والإمكانات في مواجهة هذا العدو، وبرأيي هذه كانت صعبة علينا، لأنه يبدو لي أن الجغرافيا تستبد، فالفصل بين الضفة والقطاع وهذا البواب الإسرائيلي القذر على أبواب فلسطين وظروفنا قد لا تمكننا من تحقيق الحلم بالطريقة التقليدية، فنحن الآن نقول من يبدع هو الذي يتقدم الصفوف، وإذا قمنا بعمل جيد فالجميع سيلتحق بنا، لأننا في حركة فتح شعارنا كان أقرب الطرق إلى فلسطين هو الكفاح المسلح، فسارت الناس وراءنا ولله الحمد صورتنا كانت جميلة بسبب المواجهة مع العدو، الآن نحن في بطن هذا الوحش، وبالتالي نحن واثقون في الـ48، مثلما كان لدينا ثورة في الخارج وانتقلت إلى يوم الأرض وكانت القامات ورؤساء البلديات يشكلون الحالة السياسية رغم كل الظروف الصعبة، بعد ذلك وصلنا في العام 1977 إلى يوم دولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بعد 30 سنة نتيجة النضالات، وبعد 37 سنة من إعلان التضامن أصبح ظاهرة صوتية، فما معنى أنك تتضامن معي وليس لديك موقف من إسرائيل؟!! وبالتالي طالبنا التضامن مع الشعب الفلسطيني بأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وأن يمارس ممارسة خلاقة في تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وأن يردع هذا العدو وخاصة ان مقتله اقتصادي وأمني، نزعزع أركانه، والأوروبيون عندما بدأوا بمقاطعة منتجات المستوطنات بدأت إسرائيل تصرخ.

وأيضاً أميركا ليست قدرنا، فنحن قمنا بإعطائها كل الفرص لكن أصبحت بطة عرجاء، وعندما عاد كيري ليقول بأن إسرائيل تتحمل مسؤولية فشل المفاوضات لأنها لم تطلق سراح الدفعة الأخيرة من المعتقلين، صوّت الكونغرس بأن يقيلوه، وعندما ذهب نتنياهو وقفوا له 29 مرة بالتصفيق على ترهات وخطاب تافه، وهذا يدلل على أننا فعلاً أخطأنا بحق تعبئتنا ورفع مستوى الوعي لدى الشعب الأميركي، وهنا أيضاً لا بد من إعادة النظر بخطة شديدة الوضوح عربية- دولية، خاصة أنه يتشكل الآن معسكر جديد في العالم، قوامه الصين، فأنا مسؤول العلاقات مع الصين، وأتحدى أي جهة الآن أن تكون منافسة للصين، لا في الاقتصاد ولا في التكنولوجيا، وأنها تستطيع أن توقف الطائرات جميعها التي في السماء، العالم لديه 7 تكنولوجيات، والصين تحتكر أربعا منها، وأيضاً كل سندات الائتمان لديها، والمديونية العالية لها، والعالم وراءها. الآن هناك طرح للمعسكر الجديد وهو روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، وما يحضن هذه الدول في قاراتها، وهؤلاء القادمون جمعوا 100 مليار سيكون هذا هو النقيض والبديل لصندوق النقد، فليس فقط إسرائيل وأميركا هما اللتان تخططان. آن الأوان لندرك من نحن وما هي قدراتنا وأن نتطلع دائماً بأننا نحن المعتدى علينا، طالما أننا المعتدى علينا، وأرض المحشر والمنشر، وبوابة الأرض إلى السماء، فلن نخاف، وأريد أن أشكركم مرة أخرى، وأشكر أجدادكم الذين قاتلوا، وأشكر هذا الشعب الأردني العظيم بكل أحزابه وقواه وبكل موظفيه وبكل العاملين ليل نهار على حماية هذا البلد لأن هذه مرحلة الصحوة، ويجب أن يكون هذا البيت آمنا لأنه ملاذ لكل المضطهدين في هذه المنطقة. وأي اهتزاز في الأردن ينعكس علينا، سلباً وبالتالي نسأل الله أن تبقى الأردن قلعة حصينة مستمرة رغم كل المؤامرات والتحديات، ومحمية لأنها تناضل من أجل القدس، التي لم يرد يوماً بأن المسجد هدم، ولم يرد يوماً بأننا رفعنا أيدينا واستسلمنا، وهذه مشاركة جربناها في معركة الكرامة، وجربناها في اللقاء الاستراتيجي مع جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، رغم ما حصل بيننا من مشاكل، وجربناها أيضاً مع جلالة الملك عبدالله الثاني الذي كان يتحدث في الولايات المتحدة وغيرها، ونسمع خطاباته، ولا نريد أن نبقى بالفعل غير ذاكرين إلا عظمة وقوة إسرائيل والولايات المتحدة، فبالعكس نحن الأقوى في المعادلة والحق سينتصر على القوة.