سما / وكالات / نصادف أحياناً بعض الأطفال الذين ينفرون من القبلات أو المداعبات أو الملاطفات، حتى لو جاءت من الأهل والأقارب. فهل هذه مشكلة أم لا؟
ثمة أطفال ينفرون من الملاطفات والقبلات، إما بسبب شخصيتهم الفريدة أو بسبب مرورهم بمرحلة نمو معينة. ويتوجب على الأهل احترام هذه الخصوصية عند الطفل.
فنفور الطفل من الاحتكاك الجسدي بالآخرين لا يعني أن هذا الطفل يفتقد الحنان أو العاطفة، بل على العكس يكون هذا الطفل حساساً جداً لدرجة أنه يعتبر الاحتكاك الجسدي بالآخرين بمثابة تصرف عدواني أو غريب عنه. لذا يشعر بأمور كثيرة تدفعه إلى حماية نفسه بشكل مضاعف.
طفلي يكره المداعبات
إنه أمر طبيعي عند الطفل الذي يجتاز مرحلة الخوف من المجهول، أي في عمر يقارب الثمانية أشهر، إذ لا يقبل إلا حضن أمه أو أبيه.
في عمر السنتين أو الثلاث سنوات، يترجم الطفل رفضه المداعبات على شكل ندبات خوف من ابتلاع الأهل له. هكذا، يعتبر الطفل الملاطفات الحنونة بمثابة اعتداء، لذا لا يحتمل أن يكون جسده تحت سيطرة شخص آخر.
في هذه الحالة، يمكن مساعدته عبر جعله يعتاد على وجوده شيئاً فشيئاً بين أشخاص آخرين غير أمه وأبيه.
بين عمر 5 و7 سنوات، تبرز عقدة أوديب عند الطفل ويعتقد أن الملاطفات ممنوعة. وقرابة عمر 8 سنوات وحتى سن البلوغ، قد يعتبر بعض الأولاد الاحتكاك الجسدي بمثابة دليل ضعف. فالحنان الظاهري يقتصر برأيهم على الأطفال الصغار، وهم لم يعودوا صغاراً.
في هذه الحالة، لا يمكن إجبار الطفل على أي شيء، بل يمكن التحدث معه بروية قبل الاحتكاك به وبالطبع احترام رأيه النهائي في الموضوع.
يخاف من الطبيب
ما إن يدرك الطفل أنه متوجه إلى عيادة طبيب الأطفال حتى يبدأ بالبكاء. وله كل الحق في ذلك.
فأمه تصطحبه إلى مكان غريب فيه شخص غريب يضعه شبه عار على سرير الفحص ويعطيه في النهاية حقنة مؤلمة. هكذا، يخاف الطفل من الحقنة ومن الألم الناجم عنها.
في هذه الحالة، لا بد من احترام عاطفته وعدم إنكار خوفه. لا تحاولي أبداً إقناعه بأن زيارة الطبيب ستكون خالية من الألم (لأن هذا غير صحيح)، وإنما عليك أن تشرحي له في الوقت نفسه أهمية زيارة الطبيب.
يريد الاستقلالية في الاستحمام
حين يكبر الطفل نوعاً ما، يرفض أن تساعده أمه في الاستحمام ويصرّ على أن يستحمّ وحده من دون أية مساعدة. في هذه الحالة، يعبّر الطفل عن رغبته في الاستقلالية، وهذا دليل جيد طبعاً.
ننصحك أيتها الأم بالبقاء إلى جانبه والتماشي مع إيقاعه. أتركيه يلعب قليلاً في الماء إذا أراد ذلك. وفي حال مشاركته اللعب، ساعديه شيئاً فشيئاً على تخطي خوفه من الاحتكاك الجسدي.