خبر : أزواج يهربون من زوجاتهم في الأماكن العامة والأسواق

الإثنين 17 نوفمبر 2014 12:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
أزواج يهربون من زوجاتهم في الأماكن العامة والأسواق



سما / وكالات / ثمة أزواج وزوجات لا يحبون مرافقة بعضهم بعضاً في الأسواق والأماكن العامة أو حتى الظهور معاً في المناسبات العائلية والعامة وغيرها، بل يفضلون الخروج مع الأصدقاء أو زملاء العمل غير محذوف كبدائل عن تلك «الرحلة العائلية المملّة»...

فهل الظهور مع الزوج أو الزوجة يسبب خجلا لكليهما؟ أم أن الزوج يخشى على زوجته من عيون الناس كما يتحجج بعضهم؟ وهل تخاف المرأة من زوجها في تلك الأماكن وخاصة في الأسواق من النساء الأخريات ومن فقدانه لأعصابه أحياناً وانتهاء جولة التسوق بخلاف عميق وجرح غائر؟ وخلال التسوق، هل يربك الرجل العملية الشرائية ويوتر الأجواء متعمداً إفساد تلك العمليّة؟ وهل تفضل الزوجة الخروج بدون الزوج لتتنفس الصعداء وتنال قسطا من الحرية التي لا تجدها بوجوده؟ كلها أسئلة طرحناها على مجموعة من النساء والرجال من عينات مختلفة وكانت الإجابات غريبة وعجيبة.

الآراء متعددة ولكن...

لا تحبذ فاطمة محمد عبيد (ربة بيت) مرافقة زوجها في الأماكن العامة وخاصة في الحدائق وتقول: «أحب الذهاب برفقة أهلي وصديقاتي، وكذلك الحال في الأسواق، لأنه وبصراحة يكون زوجي دمه ثقيلاً ومشيه ثقيلاً وحتى جيبه ومحفظته في التعامل معهما يكونان ثقيلين! فلماذا أتعب حالي؟ والمصيبة الكبرى عندما ينظر إلى أخريات، وأنا بطبعي شريرة وقد تحصل مشكلة كبرى إذا فعل ذلك»...

وتشير فاتن الشهابى إلى أن «معظم الرجال باتوا يرافقون زوجاتهم إلى الأسواق، على عكس ما كان يحدث في الماضي... لكن الرجل بطبعه غير صبور، لا يقتنع برغبة المرأة المستمرة في التغيير. كما أن الرجل لا يحب مرافقة زوجته لأنه يخاف أن يراها أحد من زملاء العمل».

وأكدت شيخة راشد علي التي تعمل في أحد مراكز التنمية أن الرجل «غالباً ما يعود من عمله متعباً للغاية، ولا يرغب في المشي لساعات طويلة في الأسواق، فهو في يوم إجازته يفضل الاستلقاء أو النوم أو مشاهدة التلفزيون، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم رغبته في مرافقة زوجته. أما بالنسبة إلى نظرات الرجل إلى النساء في الأسواق وهو برفقة زوجته، فهذا الأمر ليس أسلوباً لكل الأزواج بعض النساء اعتدن ذلك، وبعضهن يزعجه الأمر جداً. وكذلك لا يحب الرجل مرافقة زوجته في معظم الأماكن منعاً للإحراج من المعارف خلال تلك الجولات».

فليبقَ الرجل بعيداً

وأشارت نهال سلطان التي تعمل في شؤون المرأة إلى أنّ الرجل بطبعه يتعمد التعليق على أي شيء تحاول المرأة شراءه، مما يسبب لها التوتر أثناء وجودهما معاً، ناهيك بما قد تسمعه من تعليقاته أو تعليق من يجاورهما، فالأفضل بقاء الرجل بعيداً عن تجمعات النساء مع توخي الحذر في ذلك. «وقد حدث لي موقف أحرجني جداً، عندما كنتُ في أحد المحال أنتقي بعض الملابس، فبينما كنت منهمكة في البحث عن قطعة، فوجئت برجل يناولني قطعة أخرى ويقول: خذي هذي القطعة فهي متناسقة مع الأخريات». ووقتها «صدمت من الموقف الذي حدث لي وخرجت من المحل دون أن اشتري اي شيء، رغم إعجابي بما وجدته، وأدركت بأنه كان متابعاً لتحركاتي».

وتفضل غادة الرويني ( مصمصة أزياء) وجود الرجل معها في كل الأماكن «فقد تعودنا على ذلك منذ كنا نعيش في أميركا». وتعتقد غادة أن الرجل يستطيع أن يتحدث مع البائع أفضل من النساء. وعن عدم رغبة بعض الرجال مرافقة زوجاتهم في الأماكن العامة، «فذلك يعود إلى نفسية الرجل نفسه، فهو يعتقد أن كل الناس ينظرون إلى زوجته، مما يسبب له إحراجاً، ولكن التعميم لا يصلح هنا لأن ليس كل الرجال كذلك».

الهروب من الواقع

وتقول عائشة حارب (موظفة) أن هناك من الأزواج «من يهمل زوجته متعمداً، بل ويحاول البعض الآخر التخلص منها وعدم الخروج معها إلى السوق أو الأماكن العامة أو يتركها في منزل أهلها. وتارة أخرى يقول ان عنده عمل ضروري ليتفادى الخروج معها. وفي اعتقادي أن الكثير من الأزواج إذا سألتهم عن ابسط الأمور الزوجية فلن يستطيعوا الإجابة، رغم أنني على ثقة بأن هناك وسائل عديدة يمكن من خلالها الحصول على أي معلومة، ولكن للأسف يكرس الرجل وقته وجهده في البحث عن المعلومات السطحية في الحياة الزوجية، ويحاول تطبيقها في واقعه الذي يختاره والتعبير عنه بأساليب لا تتماشى مع العادات والتقاليد المجتمعية، وفي نظره أن ما يقوم به هو الصحيح والمتماشي مع حاضره. ويحاول الزوج دائماً الهروب من الواقع الذي يعيشه ويبدأ التخبط في قراراته التي تعبر في نهاية المطاف عن فشله الذريع في الحياة الزوجية».

بينما ترفض أمل عبد الصمد التي تعمل سكرتيرة، هذا النوع من الرجال وتصفه بالأسلوب الرجعي، وتقول إن الرجل يفكر في نفسه ويخاف أن يرى زملاؤه في العمل أو الأصدقاء زوجته، ويعتبر ذلك نوعاً من العيب، ولكني أصر في كثير من الأحيان على مرافقته، رغم رفض زوجي للفكرة من أساسها، وبعد مشادات وفي النهاية يقبل على مضض، ورغم ذلك يتكرر الأمر في كثير من المرات فهو مازال رافضاً مرافقتي للمناسبات العامة والتسوق وغيره، وتلك مشكلة اعتبرها بلا حل».

وتقول نادية الأمير التي تعمل في إحدى المؤسسات النسوية: «ربما الأزواج تزعجهم الأماكن المزدحمة، بينما المرأة بطبعها تحب أن تأخذ راحتها في تلك الأماكن. أما الرجل فمن الصعب أن يتحمل المرأة خارج حدود المنزل ويظل خجولاً، وهذه ناحية نفسية عند معظم الرجال الذين يفضلون عدم مرافقة زوجاتهم الى الأماكن العامة كي لا تراها زميلة له في العمل أو غير ذلك من الأمور، وخاصة عندما يتصور البعض أن زوجته أفضل من الكلام الذي يقوله عنها»...

طبيعي ومتوقع

على الجانب الآخر، يري خالد الشعيبي (أبو ظبي) أن المرأة لا ترفض مرافقة زوجها إلى السوق والأماكن العامة، «والحقيقة أننا نفتخر عندما نرى شخصاً وعائلته في قمة الخلق في الأماكن العامة وغيرها، ونعرف أن الزوج أو الأخ أو الأب يمشي مع النسوة لسترهن وحمايتهن، ولكن لا يمشي لغرض معين. ومتطلبات الحياة في الأماكن العامة وغيرها تجعلنا نساير محارمنا وليس هناك ما يعيب، إنما نأسف لمن تجرؤ على الخطأ أمام أعين الناس وزوجها معها».

ويقول فيصل القاسم (تلفزيون دبي): «خجل الزوج من مرافقة زوجته أمر طبيعي ومتوقع، لأنه يجهل معنى الحياة الزوجية وماذا تعني المسؤولية. فهو يشعر بأنه حين يرافق زوجته في الأماكن العامة انه يرافق شخصية غريبة، وهذا يؤكد لنا أن هذا الشخص لديه شعور بالنقص لعدم وجود الثقة بالنفس. وأعتقد كذلك انه موروث قديم بدأ مع تقدم الحياة بكل تفاصيلها».

ويقول عبد الهادي أحمد: «هناك المئات من المواطنين يرفضون الذهاب مع زوجاتهم إلى الأسواق لأن لديهم مشاغل أخرى، وسوق الخضار مثلا خط أحمر لا أستطيع مرافقة زوجتي إليه بسبب اختلاف هذا السوق عن الأسواق الأخرى بسبب الزحمة المعتادة و لكثرة الرجال، بينما مرافقة الزوجة إلى الأسواق أصبحت ثقافة. وهناك بعض الرجال لا يحبّذون ذلك خوفاً على زوجاتهم من عيون أصدقائهم. والزوجات يفضلن الذهاب إلى الأماكن العامة وخاصة للأسواق بعيدا عن عيني الزوج لمزيد من الراحة. وأكرر أن سوق الخضار يسبب لي حساسية لا أستطيع التغلب عليها».

ثقافة شعوب

يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور احمد عبد العليم إن مرافقة الأزواج في الأماكن العامة والأسواق «هي ثقافة، والثقافات تختلف من بلد إلى آخر، ففي الإمارات مثلاً أصبح الجيل الحالي منفتحاً ولديه الرغبة في مرافقة زوجته إلى الأسواق والأماكن العامة حتى يشعر بسعادة الزواج، ولكن الجيل القديم لا يحب ذلك بسبب التفكير في الحفاظ على شكل المرأة التي يرى أنه لا يجوز أن يراها أحد غيره أو بجانبه. والكثير من الرجال لا يحبون مثلا مرافقة الزوجة إذا كانت اقل سناً من الرجل بسنوات، وهي تفضل عدم مرافقة الرجل الكبير في السن خوفاً من أن يراها أحد معارفها. فالناحية النفسية والاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في هذه القضية التي لا تزال ظاهرة اجتماعية تختلف من بلد إلى آخر.، ولكن الحقيقة التي يجب التأكيد عليها أنه على الرجال المحافظة على زوجاتهم ومرافقتهن في كل الأماكن للحفاظ عليهن وليكونوا دائما مصدراً للأمن والأمان».