غزة صفاء عاشورقال مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق إن التأخر في إزالة الركام يهدد لفقدان 30% من المنشآت المائية وتلوث الخزان الجوفي مشيراً إلى وجود ثلاثة برامج لتحلية المياه بغزة.
وأضاف لفلسطين أن القطاع المياه والصرف الصحي تكبد خسائر تقدر بـ34 مليون دولار ودماراً كبيراً في الآبار والخزانات ومحطات الصرف الصحي خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير. ولفت إلى أن مصلحة مياه بلديات الساحل بالتعاون مع سلطة المياه الفلسطينية عملت بكافة الإمكانيات المتاحة لتخفيف الأضرار ومنع الانهيار الكامل لمرافق المياه والصرف الصحي خلال فترة الحرب.
الحرب كبدت قطاع المياه والصرف الصحي خسائر قدرت ب 34 مليون دولار
وأشار إلى أن الطواقم الفنية العاملة في مختلف المحافظات عملت بالتنسيق مع الشركاء بالميدان وبعض المؤسسات المانحة على تنفيذ العديد من الأنشطة وصلت قيمتها الإجمالية حوالي مليون و 800 ألف دولار. ولفت شبلاق إلى أن قطاع المياه لم يكن وضعه جيداً قبل الحرب وأن تقرير للأمم المتحدة ذكر فيه أن قطاع المياه في عام 2016 سيصل لمرحلة كارثية وسيكون غير صالح للحياة إن لم يتم التدخل وإيجاد حلول لمشاكل المياه. وقال إن :" قطاع المياه أصيب بأضرار مباشرة وغير مباشرة، أما الأضرار المباشرة فقدرت ب 34 مليون دولار، أما الضرر غيرالمباشر فلا نستطيع تقييمه، حيث إن خطوط المياه التي استهدفت خلال الحرب بأسلحة سامة تسببت بتلوث بيئي للخزان الجوفي لا يمكن قياسه وأن الضرر البيئي خطير جداً ولا يمكن التكهن به".
وأضاف شبلاق:" عندما استهدف الاحتلال الإسرائيلي الشوارع والطرق والتربة بأسلحة وتأتي الأمطار الآن لتجرفها وتذهب للخزان الجوفي فهذا يحقق ضرراً لا يمكن قياسه أو معرفة ما سيترتب عليه خلال السنوات القادمة".
واستدرك:" الحرب زادت من معاناتنا بسبب التدمير المباشر لبعض مرافق المياه والصرف الصحي، حيث تم تدمير 11 خزان مياه، و 26 بئر مياه دمروا بشكل كامل أو جزئي ومحطة ضخ مركزية في غزةومحطات تحلية دمرت بشكل مباشر".
مشاريع مؤجلة
ونوه شبلاق إلى أن الحرب تسببت بتعطيل برامج لإيجاد وتنفيذ الحلول لمشاكل المياه في القطاع، خاصة أن المصلحة وضعت مشاريع لتحلية المياه قيد التنفيذ تصميماً وتنفيذاً وكان العمل جارياً في بعض المناطق على تصميم هذه المشاريع، إلا أن الحرب أجلت استكمال المشاريع ولم تعد أولوية مقابل إعادة إعمار ما تم تدميره. وبين شبلاق أن استهداف الآبار والخزانات شل مقدرة المصلحة _حتى فترة قريبة_ عن تقديم الخدمة للمواطنين بطريقة منتظمة، مما أدى إلى معاناة الناس بشدة بسبب تباعد فترة وصول المياه إلى بيوتهم. ولفت إلى أن المصلحة أصلحت الخطوط الناقلة والخزانات التي تم استهدافها في المناطق التي استطاعت الوصول إليها وعادت وتيرة وصول المياه للمنازل من يوم إلى ثلاثة أيام، إلا أن المشكلة بقيت في المناطق الشرقية حيث لا تزال مشكلة وصول المياه لكل المناطق صعبة. وأضاف:" تم إصلاح شبكات الصرف الصحي والآبار في هذه المناطق ولكن فيما يتعلق بالأضرار التي تحتاج لمواد إنشائية ومعدات فالتأخير في إصلاحها عائد إلى عدم وصول المواد الإنشائية وإلى أن معظم الأضرار خاصة الآبار تقع في أماكن لا يزال الردم موجوداً فيها". وشدد شبلاق على أن عدم إزالة الركام والردم والتأخر فيه يهدد بفقدان 30 % من المنشآت المائية، ويعد أحد أهم أسباب تلوث الخزان الجوفي، حيث إن الردم اسُتهدف بأسلحة سامة وجرفها بمياه الأمطار في حال حدوث فيضانات سيسبب أزمة يصعب السيطرة عليها. وأوضح أن مياه الأمطار المتوقع تساقطها بكثرة خلال فصل الشتاء حسب الأرصاد الجوية ستجرف الردم والمواد الإسمنتية مما سيتسبب في إغلاق مصارف الأمطار وسد شبكاتها بالردم.
خطة طوارئ
ومع قدوم فصل الشتاء، بين شبلاق أن المصلحة شكلت لجنة طوارئ تهدف إلى أن يمر موسم الشتاء بدون أي أضرار، حيث قامت اللجنة بإجراءات روتينية قبل موسم الأمطار بتنظيف مصارف الأمطار والصرف الصحي وصيانة وقائية لمحطات الصرف الصحي. وأردف:"كما شكلنا فرقاً أُعطيت المسئولية والإمكانيات المادية لحل أي مشكلة تواجهها، بالإضافة إلى تخزين كميات
معقولة من مادة السولار، وتعزيز إمكانيات المصلحة من مضخات الأمطار المتنقلة حيث قامت بشراء خمس مضخات إضافية ليصبح لديها 13 مضخة. وأكد شبلاق أن جاهزية المصلحة أفضل
من السابق وتعلمت من تجارب الأعوام الماضية، مشدداً على أن هذه الجاهزية لو لم يكن مر القطاع بحرب لأصبحت معقولة ولكن بوجود الركام والمنازل المدمرة سيشكل تحدياً كبيراً لها ولطواقم الدفاع المدني والبلديات.
تحلية المياه
وفيما يخص مشاريع تحلية المياه في القطاع، ذكر شبلاق أن التأخير في البدء ببرامج إنشاء محطات التحلية سببه فترة الحرب وفترة اللا توازن بعدها، مؤكداً أن المصلحة عادت لحالة التوازن وإلى سكة تنفيذ برامج التحلية. وبين وجود ثلاثة برامج لتحلية المياه، الأول: في مدينة غزة حيث تعمل المصلحة على تنفيذ محطة تحلية مياه البحر لمدينة غزة والتي تخدم ما يقارب من نصف سكان المدينة، وأن العمل جارٍ في هذا المشروع وبانتظار تخصيص الأرض التي سيقام عليها لاستكمال باقي متطلبات المشروع.
وتابع:" المشروع الثاني في منطقة الجنوب وجارٍ العمل فيه بالتعاون مع منظمة اليونسيف، وجارٍ العمل في هذه المشاريع بعد تأخير 3 شهور ونسابق الزمن ونأمل أن تنشأ هذه المحطات قبل عام 2015".
وأردف:" المحطة الثالثة تم الانتهاء منها وهي موجودة في المنطقة الوسطى وهي محطة تحلية دير البلح والزوايدة وتم الانتهاء من التوسعة الثانية ونحن بصدد العمل على تأمين احتياج الوصول للمرحلة الثالثة من التوسعة حتى تبدأ المحطة بإنتاج 5 آلاف لتر مكعب من المياه". ونوه شبلاق إلى أن محطة دير البلح والزوايدة لا تحتاج إلى المواد الإنشائية فهي منشأة مسبقاً لاستقبال 5 آلاف متر مكعب، وأن المطلوب شراء المعدات وتركيبها واستكمال التوسعة.
وأكد شبلاق على أن مشاريع التحلية هدفها تقديم مصدر بديل من مياه ذات جودة عالية للمواطن والتخفيف على الخزان الجوفي وإعادة تأهيله، حيث إنها تهدف للاعتماد على مصدر مائي من خارج الخزان الجوفي وإغلاق الآبار المالحة مما سيساعد الخزان الجوفي على أن يستعيد عافيته. وشدد على أن برنامج غزة لتحسين التزود بالمياه هو المحطة الأخيرة لإنقاذ قطاع المياه ويجب التمسك فيه والمساهمة بتنفيذه، لافتاً إلى أن تقارير الأمم المتحدة ومصلحة المياه تؤكد أنه بحلول 2016 إن لم يتم تعزيز البرنامج وتنفيذه فإن الخزان الجوفي سيصبح بحالة اللاعودة من الدمار.


