واشنطن - نشرت صحيفة "نيويوركر" الأمريكية، تقريراً حول سياسات الرئيس الإسرائيلي الجديد، رؤوفين ريفلين، ورأيه حول قيام دولة فلسطينية مستقلة، أو ما يعرف بـ"حل الدولتين".
فالرجل كان حتى وقت قريب، يعارض قيام هذه الدولة، كما عرف بتأييده لإسرائيل الكبرى، أي دولة يهودية تمتد حدودها من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، وجاهر باستغرابه من احتجاج البعض على بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية، قائلاً: "لا يمكن أن تكون تلك أراضي محتلة، إن كانت هي أراضيك".
أشبه بممثل كوميدي
وترى "نيويوركر" أن ريفلين (75 عاماً) يفتقر لسمات السياسي المحنك، بل يبدو أشبه ما يكون بممثل كوميدي ممن يعرف عدداً من النكات السمجة، وهو مستعد لذكرها في جلسة واحدة.
وكان والده مدرساً للأدب العربي، ترجم القرآن الكريم وحكايات ألف ليلة وليلة إلى العبرية.
تحول كبير
لكن منذ انتخب ريفلين رئيساً في يونيو( حزيران)، غدا من أشد العقلاء في إسرائيل، وريفلين ليس كاتباً يسارياً في تل أبيب، ولا قاض مثالياً في المحكمة العليا، بل ظهر كأكبر منتقد للخطاب العنصري والعنف الطائفي وأكبر مناصر بين اليهود الإسرائيليين، للحقوق المدنية للفلسطينيين في كل من إسرائيل والآراضي المحتلة.
وفي الشهر الماضي، قال في مؤتمر أكاديمي في إسرائيل: "حان الوقت لأن نعترف بصدق بأن إسرائيل مريضة، وأنه من واجبنا معالجة هذا المرض".
بحلول السنة اليهودية الجديدة (روش هاشاناه)، صور ريفلين شريط فيديو ظهر من خلاله جالساً بالقرب من صبي فلسطيني إسرائيلي من يافا، تعرض لضرب شديد، ورفع الاثنان بطاقات تدعو للتعاطف والانسجام والأخلاق، وكتب على بطاقة، حملاها معاً "نحن متساويان تماماً".
وقبل أسبوعين، زار ريفلين مدينة كفر قاسم العربية للاعتذار عن مجزرة وقعت عام 1956، قتل فيها 48 عاملاً وطفلاً فلسطينياً بسلاح حراس حدود إسرائيليين.
وقال ريفلين: "لم تتم الاستجابة للدعوات الفلسطينية المتكررة بوجوب تحمل إسرائيل مسؤولية المعاناة والآلام التي سببتها لهم تلك المجذرة، وأنا أقسم من موقعي هذا، باسمي وباسم جميع أبنائنا وأحفادنا، أننا لن نخرق بعد اليوم الحقوق المتساوية، ولن نسعى قط لطرد أحد من أرضنا".
فحوى الرسالة
وبحسب "نيويوركر" فإن كل فلسطيني وإسرائيلي يفهمون مضمون تلك الرسالة، إذ وصلت المضايقات والإساءات التي تعرض لها الفلسطينيون في الداخل الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، إلى مستويات مؤلمة، ويفضل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، والذي يعمل للحفاظ على تحالفه الهش، على استثمار ذلك المزاج السوداوي لمصلحته السياسية، عوضاً عن التخفيف من أثره.
وقبل أيام خاطب ريفلين الكنيسيت الإسرائيلي بقوله "أطلق علي النقاد وصف يهودي صغير كاذب، كما بعثوا لي برسالة، كتبوا فيها عليك اللعنة أيها العميل العربي الخائن، اذهب وكن رئيساً لغزة أو قائداً لحزب الله، وتلك هي نبذة قصيرة من الشتائم التي وجهت لي في أعقاب المناسبات التي حضرتها، والكلمات التي ألقيتها ولا بد من القول أن صدمة كبيرة أصابتني جراء الانحطاط الذي وصل إليه الحوار الوطني".


