بعد سلسلة التصريحات غير المسؤولة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت سلسلة التفجيرات في غزة، وبعد إعلان "حماس"، بأنها غير قادرة على حماية المهرجان الشعبي في الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد - الرمز ياسر عرفات. وبعد خطاب سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في المقاطعة - رام الله، بعد كل ذلك، يغدو السؤال: هل وصلت جهود المصالحة إلى نقطة اللاعودة، مشروعاً؟!!
هناك من يقول بأنها قد وصلت، ويسرع في تحميل الطرف الآخر المسؤولية كاملة .. علماً بأنه سبق وأن قال بأن المصالحة مصلحة وطنية إستراتيجية، لا يمكن القفز عنها، وبأنها طريق إلزامي للوصول الى حق تقرير المصير، وغير ذلك كثير.
ما حدث هو شيء كبير وخطير في آن. ما حدث كان بمثابة محاولة نسف جهود المصالحة برمتها، وتعدى ذلك، إلى محاولة قلب المحبّة، وما صرحت به "حماس"، رسمياً بأنها غير قادرة على حماية المهرجان المركزي الشعبي في غزة، بالمناسبة العاشرة لاستشهاد القائد - الرمز ياسر عرفات كان له دلالاته الخطرة. ولكن مع ذلك، هل من الصحيح القول، بأن جهود المصالحة وصلت الى طريق مسدود؟!
لا المصلحة الوطنية، ولا سيرورة الأحداث، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الفلسطينية - الفلسطينية، وخاصة ما بين "حماس" و"فتح"، تشير الى ذلك، او تقتضيه!!
ما حدث عملياً، هو أن جهة ما من حركة حماس، ومن أجهزتها الأمنية والعسكرية، باتت ترى في المصالحة، والخطى التي قطعتها، بأن خطراً داهماً بات يهددها، ويهدد مصالحها ووجودها، ضمن حركة حماس أولاً وقبل أي شيء آخر. ما حدث كان يرمي الى نسف جهود المصالحة برمتها، حفاظاً على مصالح تلك الفئة، ولم يكن بقرار مركزي من حركة حماس، على أية حال.
هذه الجهة التي قامت بتلك التفجيرات، وأطلقت التهديدات ولو من وراء حجاب هي جهة قادرة ومتنفذة في حركة حماس، لدرجة لا تتمكن هذه الحركة، ولو أرادت، أن تقوم باجتثاثها، أو حتى مسها، وهذا ما تقوله "حماس" عملياً، عندما أعلنت بانها غير قادرة على حماية المهرجان المركزي - الشعبي في غزة.
من هذه الزاوية، واستناداً إليها، يمكننا القول، بأن جهود السلام لم تنته، وعلينا أن نبذل الجهود تلو الجهود للوصول الى هدف وطني عظيم، ذلك ان حق تقرير المصير والوصول اليه، لا يمكن ان ينجزه شعب منشق على ذاته، وجغرافيته موزعة ما بين أطراف متناقضة!!
جهود التحقيق والمعلومات المتوافرة، التي لا يمكن دحضها، من الممكن في حال توظيفها، توظيفاً صحيحاً أن تجعل من قيادة "حماس" غير قادرة على إغفال حقيقة واضحة ناصعة، وأن يتعاون الجميع، على محاصرة تلك الفئة الضالة - المجرمة، التي قامت بالتفجيرات، وفي ذلك مصلحة للجميع، في المقدم منهم، حركة حماس ذاتها!!
سميح شبيب


