القدس المحتلة / سما / شارك الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، اليوم السبت، في مراسم إحياء ذكرى ضحايا مجزرة كفر قاسم الواقعة داخل الخط الأخضر.
وكانت قوات حرس الحدود الإسرائيلية قتلت 48 عربيا (من عرب 48) بينهم نساء وأطفال في هذه القرية بدعوى عدم التزامهم بتعليمات حظر التجول في القرية في التاسع والعشرين من تشرين أول (أكتوبر) من عام 1956، وذلك في بداية الحرب بين إسرائيل وفرنسا وبريطانيا من جهة ومصر من جهة أخرى.
ويعد ريفلين أول رئيس إسرائيلي يشارك في مراسم إحياء ذكرى ضحايا هذه المجزرة ، حيث وصف ريفلين ما حدث "بالجريمة النكراء" التي يجب إصلاح تداعياتها، إلا أنه لم يعتذر عنها.
وكان الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريس اعتذر عن هذه المذبحة في عام 2007 خلال زيارته للقرية، إلا أن ريفلين قال إن مثل هذا الاعتذار اليوم ليس ضروريا، معتبرا أن اعتذار بيريز يكفي.
ووصفت القناة الثانية الإسرائيلية هذه المذبحة بأنها أسوأ "جرح مفتوح" في تاريخ العلاقات اليهودية-العربية في هذا البلد الذي يمثل فيه العرب أقلية بنسبة 20 بالمئة من إجمالي السكان.
وقال ريفلين "جئت هنا اليوم كأحد أبناء الشعب اليهودي وكرئيس لدولة إسرائيل للوقوف أمام عائلات الضحايا والمصابين للشعور بألم الذكرى معكم".
وتابع "إن القتل الخسيس في قريتكم كفر قاسم يعد فصلا استثنائيا وأسود في تاريخ العلاقات بيننا، العرب واليهود الذين يعيشون هنا".
وأضاف أن "إسرائيل اعترفت بالجريمة التي ارتكبت هنا عن حق وعدل، واعتذرت عنها".
وقال "أنا أيضا أكرر ذلك هنا اليوم وأقول : لقد ارتكبت هنا جريمة قاسية"، مضيفا " تم هنا اصدار أمر غير قانوني، و علم أسود يرفرف فوقه، وعواقبه تتطلب بحثا عن الذات".
واستطرد "واجبنا لتعليم الأجيال القادمة هذا الفصل الصعب".
ومع ذلك، طالب ريفلين أيضا بأن يتكلم الزعماء السياسيين والروحيين في القرى العربية في إسرائيل صراحة ضد الاحتجاجات العنيفة مثل إلقاء الحجارة والتخريب الذي يستهدف السلطات الإسرائيلية. كما أعرب عن رفضه لهجمات مثل الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي الذي يقال إن فلسطينيا تعمد فيه دهس عدد من الأشخاص بسيارته أثناء انتظارهم في محطة للسكك الحديدة بالقدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر.
وقال ريفلين "نحن مستعدون للعيش سويا، وإلا فسنصارع بعضنا البعض للأبد".
وناشد مختار البلدة عادل بدير، خلال افتتاحه مراسم إحياء ذكرى المذبحة، ريفلين بالاعتراف بالمذبحة وصناعة التاريخ.


