خبر : حماس تتعهد لمصر بمنع هروب عناصر القاعدة لغزة وتكثف اتصالات بالمخابرات المصرية

الأحد 26 أكتوبر 2014 03:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس تتعهد لمصر بمنع هروب عناصر القاعدة لغزة وتكثف اتصالات بالمخابرات المصرية



غزة / سما / في خطوة هدفها منع تفاقم الخلافات مجددا مع القاهرة ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ما شهدته مدينة العريش المصرية الجمعة الماضية من حادثة هجوم انتحاري أدت لمقتل 30 مجدنا مصريا، أجرت قيادات كبيرة في حركة حماس، أبرزهم الدكتور موسى أبو مرزوق اتصالات مع المشرفين على الملف الفلسطيني في إدارة المخابرات العامة المصرية، أكدت مجملها على عدم وجود أي علاقة أو تهاون من قبل حماس مع منفذي الهجوم.


الاتصالات هذه التي أكدتها مصادر وازنة في حركة حماس لـ”رأي اليوم” تمت مباشرة بعد حادثة قتل الجنود، وترافق معها نشر الحركة المزيد من تعزيزاتها العسكرية على طول الحدود، للتأكيد للجانب المصري على عدم رضا الحركة عما جرى، وعلى مواجهتها لأي متسلل للحدود، يمكن أن يفكر بالهرب من مصر إلى غزة، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية والجيش في سيناء وتحديدا في مناطق الحدود الفاصلة الممتدة لـ 12 كيلومترا.


لجنة الاتصال المكلفة من قبل حركة حماس بمصر، والتي بقيت محادثاتها وتنسيقها مع الجانب المصري (المخابرات العامة) قائمة حتى في ظل انقطاع الاتصالات الرسمية بالكامل في الفترة الماضية، أبلغت مصر أن نشر المزيد من القوات، يهدف للتصدي لأي محاولة تسلل من مصر إلى غزة، وليس العكس، على اعتبار أن حماس لم تسمح لأي شخص منذ فترة طويلة بدخول مصر بطريقة غير رسمية بعدما دمرت الأنفاق.


أيضا قيادات من الحركة أبرزهم موسى أبو مرزوق الذي وصل غزة الخميس الماضي، لإجراء مباحثات مع قادة حركته كإستباق لمباحثات التهدئة مع إسرائيل التي ألغيت جلستها القادمة المقررة غد الاثنين، أجرى من غزة اتصالات عدة مع المصريين، في خطوة تريد من خلالها الحركة تدخل الجهات الرسمية لوقف أي حملة إعلامية متوقعة ضد حماس وغزة في الفترة المقبلة.


حماس التي تسعى لإعادة العلاقة مع مصر ولو بـ “الحد الأدنى” لتنهي فترة القطيعة والخصام التي تلت خروج حليفها الإخوان المسلمين من المشهد السياسي، باعتبارهم الآن في مصر “تنظيم إرهابي”، ولا تريد أي خطوات قد تصعب الأمور أكثر.


في حماس أيضا من ينظر إلى التهديدات المصرية تجاه غزة بجدية كبيرة، رغم استبعادها في هذا التوقيت، خاصة بعدما ذكرت مصادر أمنية في مصر عن إمكانية توجيه الجيش ضربات لما أسمتها “بؤر الإرهاب” في غزة، قاصدة بذلك التنظيمات الدينية المتشددة، وليس حركة حماس، بعدما اتهمت جهات فلسطينية في غزة بتقديم دعت لوجستي لمنفذي الهجوم.


فتقارير مصرية ذكرت أن رسالة شديدة اللهجة أوصلتها مصر إلى حماس تحمل معنى محدد أن الجيش سيطال في إجراءاته مدبري ومنفذي الهجوم، وأن ذلك يتطلب اعتقال كل من له علاقة بالهجوم أينما كان، وهي رسالة لحماس تطلبها باعتقال متشددين في غزة.
ولا تريد حركة حماس أن يؤثر مسرح العمليات للجيش المصري وقوى الأمن في سيناء على وضع غزة، خاصة بإطالة إغلاق معبر رفح البري أمام سفر السكان، وقد أغلق هذا المعبر بعد وقوع الحادثة مباشرة.


ولا يعرف أحد في حماس كيف ستكون العلاقة مع مصر في الأيام المقبلة، لكن أحد قادة الحركة السياسيين عبر عن خشيته من أن تتخذ وسائل الإعلام المصرية التي اعتادت في مرات سابقة الهجوم على حماس، ضمن حملة الهجوم الكبرى على الإخوان المسلمين أن تلجأ مجددا إلى هذا الاسلوب.


القيادى في حماس حين تحدث لـ “رأي اليوم” مطالبا عدم ذكر اسمه، قال ان سلطات مصر الأمنية والعسكرية تعرف جيدا أنه لا علاقة لحماس بالهجوم، وأكد أن على مصر أن تقوم بدور كبير تجاه نجدة غزة في هذه الظروف بعد الحرب، كونها الدولة العربية الكبيرة التي استضافت مؤتمر الإعمار.