غزة - ما زالت نتائج مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في مصر مؤخرا، تستحوذ على اهتمام معظم المواطنين في قطاع غزة، لاسيما أصحاب المنازل المهدمة أو غير الصالحة للسكن.
فرغم الارتياح الذي خلفته تلك النتائج، خاصة أن المؤتمر نجح في جمع أموال تفي بإعادة إعمار القطاع، وإنشاء مساكن بديلة لكافة المهجرين، إلا أن العديد من المواطنين أبدوا مخاوف، خشية أن تبادر إسرائيل كعادتها بوضع عراقيل، تحول دون إتمام عملية الإعمار، بينما عبر مواطنون آخرون، عن خشيتهم من عدم إيفاء الدول المانحة بتعهداتها المالية، ما قد يخلق مشكلة إضافية.
انتظار وترقب
المواطن حسام مصطفى، هدم منزله بصورة كلية خلال العدوان الأخير، أكد أن دخول فصل الشتاء وما يرافقه من تساقط للأمطار، وبرودة في الأجواء، يجب أن يشكل دافع من أجل الإسراع في البدء بإعادة الإعمار، موضحاً أنه وغيره من المهجرين لن يثقوا بالمؤتمر أو مفرزاته، حتى يروا ذلك واقعاً ملموساً على الأرض.
وبين مصطفى أن الاشتراطات الإسرائيلية والآلية التي اعتمدت لإدخال مواد البناء، ستعيق إعادة الإعمار، وتجعل الأمر يستغرق وقتا طويلا، وهذا سيزيد من معاناة المهجرين.
أما المواطن أكرم جراد، فأكد أن المؤتمر جيد ومبشر لكن الأهم ترجمة ما قيل على الأرض، وهذا لا يبدو يسيراً في ظل مراوغة إسرائيل الواضحة، واعتمادها آلية معقدة لإدخال مواد البناء، وعدم تسلم حكومة الوفاق المعابر حتى الآن، وغيرها من الأمور.
وأعرب جراد عن خشيته من أن تتكرر مأساة عدوان 2008-2009، حين ظلت وعود الإعمار حبراً على ورق لسنوات، جراء رفض الاحتلال إدخال مواد البناء، مبينا أن كل المؤشرات تشير إلى نية إسرائيل المماطلة، وتأخير الإعمار.
وشدد على أن الأمر بحاجة إلى عمل دؤوب، وحراك فلسطيني رسمي وشعبي وعلى صعيد مؤسسات حقوق الإنسان في كل الاتجاهات، من أجل إجبار إسرائيل على تغيير الآليات المتعبة حاليا، وتبني آليات جديدة تسرع إعادة الإعمار.
احتجاجات
وكان العشرات من سكان بلدة خزاعة الحدودية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بدؤوا حراكاً شعبياً للمطالبة بتسريع إعادة إعمار البلدة، بعد تدمير أكثر من 85% من منازلها في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وتعهد محتجون بتنفيذ سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية، للمطالبة بالإسراع في إعادة إعمار البلدة، وإنقاذ سكانها المشردين.
وسيتضمن حراك سكان بلدة خزاعة الشعبي، سلسلة فعاليات جرى تنظيم باكورتها على مدخل البلدة بمشاركة المنكوبين من العدوان أول من أمس، وسط مطالبات لكافة الجهات بالعمل من اجل إعادة بناء خزاعة كما كانت قبل العدوان.
وعقد ممثلون عن الأهالي المتضررين من العدوان، مؤتمراً صحافياً على مدخل البلدة أول من أمس، طالبوا من خلاله مؤسسة الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني، بالعمل وبشكل جاد وسريع من أجل ترجمة نتائج مؤتمر الإعمار إلى واقع، والبدء الفوري بإعادة إعمار وبناء البلدة المدمرة.
كما اشتكى المحتجون من تردي الخدمات الأساسية المقدمة للبلدة، وفي مقدمتها خدمة الكهرباء، فالإضافة إلى انقطاعها معظم أوقات النهار، فإن الجهد الكهربائي "فولت" يصل ضعيف، لا يقوى على تشغيل معظم الأجهزة، كما أن مرافق البنية التحتية خاصة الطرقات مدمرة، وهذا يزيد معاناة السكان خلال فصل الشتاء، خاصة المقيمين في بيوت معدنية أو أكشاك.


