غزة / سما / عادت عجلة الحياة لتدور في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الذي أدى لاستشهاد آلاف المواطنين وقصف المنازل، لكنها توقفت عند مائدة إفطار عائلة إبراهيم غنيم المكونة من 6 أفراد، التي لم تكتمل جراء القصف العشوائي الذي أصاب منزلهم، فاستشهد اثنين منهم، وبقيت المائدة حتى اللحظة بجميع محتوياتها مختلطة بدمائهم.
"لم نكن نعلم أي شيء خارج نطاق المنزل سوى الهدنة المرتقبة صباح يوم الجمعة في الأول من آب/أغسطس، لعدم وجود أي مصدر للأخبار جراء انقطاع الكهرباء وانعدام الإتصالات من كثرة القصف المجاور لنا"، بهذه الكلمات بدأت المواطنة أم رامي غنيم حديثها مضفيفة "شعور بالقلق انتابني جراء اشتداد القصف، فجمعت أبنائي في غرفة زوجي، لاعتقادي أنها الآمنة في المنزل".
وتابعت "عندما اجتمعنا في الغرفة، طلب مني زوجي إعداد الفلافل للإفطار، وبعد تجهيز المائدة، اجتمعنا حولها، وفوجئنا بتوالي القذائف على الغرفة مع أول لقمة".
وقالت أم رامي، أصابتنا غيبوبة لم ندري ما حل بنا من شدة السواد، وعندما استعدت وعيّ من جديد قمت بالسؤال عن زوجي وأبنائي، مكررة "إيش الدعوة كلكو متوا حدا يرد علي". مضيفة "إلى أن سمعني ابني إسماعيل الذي أصيب بعدة شظايا في ظهره، فقام بكسر باب الغرفة، لدخول الضوء، متناسيًا ما أصابه".
وأوضحت "رأينا المنظر الأبشع على الإطلاق، فزوجي كان ملقى على سريره وهو ينزف من أعلى كتفه وقدميه، وحاولنا إسعافه لكن النزيف كان يتزايد مع كل ثانية بشكل أكبر حتى فارق الحياة".
وأضافت "وجدت ابنتي شريفة وزوجة ابني نهى فوق بعضهم جثثًا هامدة، وعلى بعد أمتار وجدت ابني خضر مغمًا عليه ومصابًا بعدة شظايا، وبجانبه ابنه موسى البالغ من العمر الشهرين وكانت إصابته طفيفة".
وأردفت أم رامي قائلة "خرجت للبحث عن إسعاف لكن لا مجيب، سوى الطلقات النارية من كل صوب، والجميع في حالة هروب جماعي من وحشية القصف المتسارع".
وتابعت "عندما عدت إلى المنزل وجدت ابنتي الصغيرة بكامل عافيتها، وسلمنا أمرنا لله".
ومن جهته الابن الأكبر إسماعيل قال "استطعنا تأمين سيارة إسعاف واحدة بعد عدة محاولات فاشلة جراء القصف العنيف لينقل أختي وزوجة أخي وابن أخي، وبعد مرور 3 ساعات استطعنا إخراج والدي ومن تبقى في المنزل بسيارة إسعاف أخرى".
وأشار إلى أن المستشفى أكدت استشهاد والده إبراهيم غنيم (62 عامًا) وزوجة أخيه نهى (19عامًا)، فيما نُقل أخيه خضر وأخته شريفة التي تبين أنها على قيد الحياة إلى مصر لتلقي العلاج، فيما عاد ابن أخيه معهم إلى المنزل لأن إصابته كانت طفيفة.
وأوضح "نعيش حاليا في نفس البيت على آثار الجريمة النكراء التي ارتكبت بحقنا بجانب ذات الغرفة التي ستبقى شاهدة على مر الزمان".
تلفزيون"وطن"


