خبر : السلطان: الاحتلال وإهمال حكومتي السلطة وحماس للشباب شكّل دافعاً للهجرة

الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 11:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
السلطان: الاحتلال وإهمال حكومتي السلطة وحماس للشباب شكّل دافعاً للهجرة



غزة سماشاركت الجبهة الشعبية أمس بورشة عمل تحت عنوان " تنامي ظاهر الهجرة " ، التي أعدها فريق النخبة للابداع الشبابي والتنمية .
وفي مداخلة له أكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية الرفيق أبو رامي السلطان إلى أن أولى الأسباب التي دفعت الشباب الفلسطيني للتفكير بالهجرة هو الشعور العام لديهم بأن قطاع غزة لم يعد مستقراً وصالحاً لمواصلة العيش ولشعورهم بأنهم محاصرون من قبل الاحتلال الإسرائيلي في أجسادهم وأفكارهم وكرامتهم .

وأشار إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات متواصلة جمد كل مشاريع التنمية و أدى لانتشار البطالة مما دفع الشباب للبحث عن دولة أخرى للعمل فيها.
وأوضح السلطان إلى أن العدوان الغاشم الهمجي الأخير على قطاع غزة كان دافعا لدى الشباب والعائلات الفلسطينية للهجرة غير الشرعية، وذلك لما أحدثه هذا العدوان من قتل وتخريب وتدمير للبنية التحتية والفوقية والحياتية لسكان القطاع.

وأكد بأن إهمال حكومة حركة حماس والسلطة الوطنية لشريحة كبيرة من جيل الشباب خلال سنوات الانقسام شكل دافعاً للهجرة ذاكراً أن الانقسام جعل الحياة تكاد تكون مستحيلة بالقطاع كما أنه تسبب في فقدان المصداقية والثقة بهذه القيادة وجعلهم يشعرون بحالة من الاغتراب داخل الوطن .
وحول آلية الهجرة أوضح السلطان أن كل التحريات أجمعت أنها تتم عبر وسيط ممن يملكون أنفاق على الحدود مع مصر حيث يتم تهريب المهاجر إلى رفح المصرية، و تختم الجوازات بأختام فلسطينية ومصرية مزورة، ومن ثم نقلهم إلى الأسكندرية ثم لحدود ليبيا لمدينة بني غازي، إلى طرابلس ثم ينقلون عبر البحر إلى سواحل إيطاليا، ومن ثم إلى معسكرات اللجوء للهجرة غير الشرعية لتسهيل مرورهم إلى دول أوروبا.

كما حذر السلطان من معاملة أوروبا للمهاجرين الفلسطينيين وعلق قائلاً "ما أن يصل المهاجرين الفلسطينيين إلى أوروبا يجمعهم حرس الشواطئ التابع لها ويتم السعي إلى منح كل فلسطيني مكانة لاجئ هذه ظاهرة خطيرة تحقق أهداف سياسة الاحتلال في إفراغ الأرض من أهلها، وتغليب الوجود اليهودي على ترابها"

وقال السلطان "إن مسئولية الهجرة تقع على عاتق كل الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والحكومات المتعاقبة حيث الإخفاق الملحوظ في إدارة الحكم والسلطة وعدم القدرة على توفير المتطلبات الأساسية لحياة كريمة لأبناء شعبنا، واستمرار الخلافات السياسية بالرغم من توقيع اتفاق المصالحة، وتشكيل حكومة التوافق لم ينتهِ هذا الانقسام البغيض وما خلفه من واقع مرير على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كذلك عدم شعور المواطن بالأمن والأمان على مستقبله، وعدم القدرة على توفير حياة كريمة للمواطن"
وأردف قائلاً" يجب على القيادة الفلسطينية والفصائل والحكومة أن يكون لها موقف واضح وصريح من كل الإخفافات التي حدثت وأن يعلنوا انتهاء زمن الخلافات والتجاذبات والمناكفات السياسية والشروع فوراً بتوفير البيئة المناسبة لهذا الشعب لاستمراريته في البقاء، وأن يكون هناك موقف واضح وصريح من قضية غرق السفينة وقضية الهجرة، وإلا سيكون الكل شريك بالجريمة".

كما حمّل السلطان الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة تجاه ما حدث وطالب بضرورة فتح تحقيق شامل لمساءلة ومحاسبة كل المتورطين في قضية تسهيل الهجرة غير الشرعية، معتبراً ذلك جريمة يجب ملاحقة مرتكبيها ومشجعيها بأي شكل من الأشكال.

ودعا الفصائل وقيادة السلطة الفلسطينية إلى تولي دورها المفترض لتحسين حياة الشباب الفلسطيني، وتوفير مقومات الحياة الكريمة وتوفير فرص العمل المناسبة، وإلى عقد ورشات عمل وندوات توعية للشباب تزيد من إدراكهم للمخاطر التي ستلحق بهم أولاً وبالمشروع الوطني الفلسطيني .

كما شدد السلطان على ضرورة طي ملف الانقسام للأبد، والعمل على تشكيل حكومة إنقاذ وطني تقوم بدورها تجاه كل القضايا، وعلى رأسها قضية توفير حياة كريمة للشباب ونشر الأمن، والعدالة الاجتماعية حتى يشعر هذا المواطن بالاطمئنان على مستقبله.

وحول أداء وآلية عمل الجامعات أشار السلطان إلى أنه على الجامعات أن تعيد النظر في طبيعة التخصصات التي تطرحها بما يتناسب مع حاجة سوق العمل.

وفي ختام كلمته أكد السلطان على حق الشباب الفلسطيني وشباب غزة بالحياة الكريمة المستقرة مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يبدأ بإنهاء الانقسام الأمر الذي سيكفل بدوره إنهاء الاحتلال وتحقيق حياة كريمة للكل الفلسطيني.

تجدر الإشارة إلى أن التكلفة المادية لهجرة الفرد تقدر ب5000$ ، وأن 91% من الشباب الفلسطيني ينظرون للهجرة بإيجابية، وأن فقط 23% من الشباب يفكرون بالهجرة للبحث عن فرص عمل في حين 29% يفكر بالهجرة بسبب الأوضاع الاجتماعية والحريات والامن، أما 22% يفكرون أو يرغبون بالهجرة لإكمال دراستهم.