سما /غزة / شاء القدر أن يُبصر الطّفل "كريم" الحياة في تاريخ ميلاد والده المعتقل في سجون الاحتلال منذ (15 عامًا) نبيل يوسف مسالمة من بلدة بيت عوّا جنوب غرب الخليل، وجرت عملية الإنجاب عبر نطفة تمكّن "نبيل" من تهريبها من سجنه داخل الأراضي المحتلة عام 48، لتصبح عائلة المسالمة مكونة من ثلاثة أفراد، اثنان رزق بهما قبل اعتقاله.
ويشتعل قلب زوجة الأسير المسالمة أملًا بانفراجة على زوجها المحكوم بالسّجن 23 عامًا، وهي تتكئ على سريرها بقسم الولادة في مستشفى الأهلي بالخليل، متناسية آلام المخاض والولادة، وهي لا تصدّق أنّ بين يديها طفلا تحصّلت عليه بدروب مستحيلة وبعد حيلولة الاعتقال دون اجتماعها مع زوجها.
تقول زوجة الأسير : "أنا عاجزة عن وصف فرحي بإنجاب طفلي بعد (15 عاما) من المعاناة والزيارات لزوجي في سجون الاحتلال، وأنا غير مصدّقة أنّ الله منّ علي بهذا الابن".
زوجة الأسير: سنبقى ننجب رغم أنف الاحتلال
وتتابع "أبرق لزوجي السّلام وأشكر الله على هذه النّعمة، وأهنئه بمولودنا، وأقول له كلّ عام وأنت بخير، لوضعي طفلي كريم في نفس تاريخ ميلادك"، واصفة الأمر بالبشرى التي تحمل بين ثناياها أملا ببشريات أخرى ترجو أن تتكلل بالإفراج عن زوجها قريبا من سجون الاحتلال.
وفيما يتعلق برسالتها للاحتلال تقول المسالمة "سنبقى ننجب رغم أنف الاحتلال وسنزرع النطف المهربة رغم محاولات الاحتلال وحربه لمنع تهريبها من داخل السجون.
"يوم مميز"
من جانبها، قالت بيروت ابنة الأسير المسالمة في حديثها إن فرحتها بهذا اليوم المميز فرحة لاتوصف، معتبرة أن العيد هذا العام سيكون مميزا عن الأعوام الخمسة عشر من اعتقال والدها.
أمّا والدة الأسير نبيل فتقول "انتظرنا سنوات الصّبر الطويلة وأثمرت أخيرا بأن منّ الله علينا بهذا الطفل، معبرة عن فرحتها ببعض الأهازيج الوطنية التقليدية التي تحمد فيها الله على نعمة المولود الجديد.
نجاحات تتواصل
من جانبه، يوضّح مدير وزارة الأسرى بالخليل إبراهيم نجاجرة في حديثه أنّ هذه الحالة الـ(15) التي ينجح الأسرى في سجون الاحتلال من الحصول على أبناء عبر تهريب نطف من سجون الاحتلال.
ويرى بأنّ هذا النّجاح دليل على أن الشعب الفلسطيني قادر على تحدّى الاحتلال وظروف السّجن والانتصار على كلّ الإجراءات، معتبرا هذا الأمر نوع من أنواع التعبير عن رفض الاحتلال، وقدرة على التواصل مع العالم الخارجي والتعبير عن جزء من مقاومة الاحتلال المفروضة على الشعب الفلسطيني.


