خبر : باحثة امريكية :لا مستقبل ولا أمل في غزة بعد الحرب وجراحها لن تندمل ابدا

السبت 27 سبتمبر 2014 06:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
باحثة امريكية :لا مستقبل ولا أمل في غزة بعد الحرب وجراحها لن تندمل ابدا



برلين وكالات ما هو مستقبل غزة وكيف ستسير الأمور؟ في حوارها معDW تشك الباحثة الأمريكية ساره روي في إمكانية نهوض قطاع غزة وأي أمل ومستقبل لسكان القطاع بعد الهجمات الإسرائيلية والحرب الأخيرة التي خلفت دمارا هائلا.

"هذه المرة كل شيء مختلف" تقول ساره روي، فهذه المرة لا يمكن إعادة بناء قطاع غزة كما أن الجراح التي خلفتها الحرب لن تندمل أبدا. وبعد العمليات العسكرية والهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ليس هناك أي أمل لدى سكان القطاع، البالغ عددهم 1.8 مليون، في إعادة البناء وتحسين وضعهم.

 "فالناس يهربون من الأوضاع التي لا تحتمل"، إذ يسارعون لمغادرة القطاع سرا وتهريبا عبر الأنفاق إلى مصر ومن هناك يستقلون قوارب للوصول إلى أوروبا، التي يغرق بعضها مع ركابها. ففي الآونة الأخيرة غرق مركب قرب سواحل مالطا وعلى متنه 500 راكب بينهم الكثير من أهالي غزة، و"هذا ما لم يحدث من قبل" تقول ساره روي، وتضيف "حتى في أسوأ الظروف لم يفكر الناس بمغادرة قطاع غزة"، لكن الآن يغادر الناس من مختلف الفئات الاجتماعية والاتجاهات السياسية القطاع، فحتى أعضاء حماس وحركة الجهاد يدفعون أبناءهم للسفر إلى الخارج لتأمين مستقبلهم.

تدمير الطبقة الوسطى

الباحثة الأمريكية الخبيرة في شؤون قطاع غزة، في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفرد

ساره روي، الباحثة في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفرد، ربما تكون من خيرة العارفين الأجانب بشؤون قطاع غزة، فهي تهتم بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للقطاع منذ 30 عاما، وقد نشرت عددا لا يحصى من المقالات وعدة كتب عن القطاع من بينها كتاب عن اقتصاد قطاع غزة وآخر عن حركة حماس. 

وقد جاءت إلى العاصمة الألمانية بدعوة من مؤسسة هاينريش بول، للمشاركة في ندوة حوارية عن الأوضاع في قطاع غزة، مع عصام يونس من مركز الميزان لحقوق الانسان والمدونة أسماء الغول اللذين لم يستطيعا تلبية الدعوة والقدوم إلى برلين، حيث لم يقدرا على مغادرة القطاع غزة بسبب إغلاق الحدود.

روي كانت في القطاع في شهر مايو/ أيار الماضي اي قبل اسابيع قليلة من الحرب، وتقول في حوارها مع DW، آنذاك كان اليأس واضحا على وجوه الناس، فبعد نحو ثماني سنوات من الحصار انهار اقتصاد القطاع ووصلت نسبة البطالة فيه إلى 40 بالمائة وبين الشباب إلى 60 بالمائة، وجاءت الحرب لتزيد من انهيار الوضع، حيث تم تدمير ما لا يقل عن 175 ورشة ومعمل، بينها شركة إنتاج الإسفلت ومطحنة الحبوب الوحيدة في القطاع ومعمل لإنتاج البسكويت.

وأدى تدمير تلك المعامل والورشات إلى فقدان آلاف فرص العمل وضاع معها مورد رزق ومعيشة عشرات الآلاف من سكان القطاع الذين أصبحوا في فقر مدقع ويعتمدون على المساعدات الإنسانية لتأمين قوت يومهم، وتقول روي إن ذلك أدى إلى "فناء الطبقة الوسطى" وقصم ظهر اقتصاد قطاع غزة، ولم يبق في القطاع سوى القليل من الميسورين. والشبكة الاجتماعية الفريدة التي كانت تساند السكان اقتصاديا واجتماعيا، قد تمزقت وانهارت.