القاهرة سماكان الراحل عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، بمثابة الملهم، الذى استعان المتهمون ومعظم الشهود من القيادات العسكرية والشرطية بشهادته فى المحاكمة الأولى، لإثبات أن ما حدث بين 25 يناير و11 فبراير 2011 هى مجرد مؤامرة وليست ثورة شعبية.
لكن الفارق كان واضحا بين ما شهد به سليمان وما حاول المتهمون إثباته لهيئة المحكمة، فشهادة سليمان فى المحاكمة الأولى (التى أجريت فى عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة) تحدثت عن تسلل عناصر من حماس إلى مصر بالاتفاق مع بعض البدو، لكنها لم تشر من قريب أو بعيد فى أى واقعة إلى تورط جماعة الإخوان أو النشطاء السياسيين ـ الذين وصفهم المتهمون بأنهم عملاء للأمريكان، بحسب وصفهم.
لكن رحيل «سليمان» ثم شهادة بعض قيادات الشرطة والجيش بمثل ما شهد به مضافا إليه توريط الإخوان والنشطاء السياسيين، أثار تساؤلات لم تجد إجابة حول صلة الإخوان وبعض التيارات بوقائع الفوضى التى حدثت على هامش الثورة، وعما إذا كان الظرف السياسى الحساس فى عهد المجلس العسكرى قد اقتضى عدم توجيه اتهامات إليهم آنذاك.
قال «سليمان» للمحكمة: "جهاز المخابرات تابع يومى 26 و27 ولم تكن هناك أحداث جسيمة، ولكن فى متابعتنا للنشاط الفلسطينى وجدنا أن هناك بعض الاتصالات بين حركة حماس والبدو فى سيناء وخروج بعض المجموعات من خلال الأنفاق المتواجدة فيما بين غزة والحدود المصرية، وتم الاتصال بالبدو والاتفاق معهم على مدهم ببعض الأسلحة والذخائر فى مقابل معاونتهم بالمساعدة على إخراج عناصرهم من السجون المصرية".


