خبر : الرئيس عباس فقد الثقة بالإدارة الأميركية ويصارع للحفاظ على مكانة القضية الفلسطينية

الجمعة 26 سبتمبر 2014 01:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس عباس فقد الثقة بالإدارة الأميركية ويصارع للحفاظ على مكانة القضية الفلسطينية



نيويورك محمد دراغمة احتلت القضية الفلسطينية على الدوام مكانة مهمة في الاجندة الدولية كما تظهر في مثل هذا الوقت من كل عام لدى بدء اجتماعات الدورة الجديدة للأمم المتحدة، لكن هذا العام لم يكن لها الكثير من البريق في هذه الأجندة التي طغت عليها ازمات كثيرة متفجرة من الحرب على "داعش" الى ازمة المناخ وفايروس "ايبولا"....
ويحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يفهم المعادلة الدولية جيدا الحفاظ على المكانة التقليدية للقضية الفلسطينية في الاجندة الدولية عبر اعادة طرح المطلب الفلسطيني القديم، وهو الاستقلال، في غلاف سياسي وقانوني جديد.
وقال عباس في محاضره له في كلية جامعية عريقة في نيويورك بانه سيطالب العالم في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة باصدار قرار ينص على انهاء الاحتلال عن دولة فلسطين، وتحديد سقف زمني لانسحاب قوات الاحتلال تتراوح بين عامين الى ثلاثة اعوام.
وحرص عباس على الحفاظ على علاقة ايجابية مع امريكا القوى الأكبر في العالم والممول الاكبر للسلطة الفلسطينية، لكنه لا يخفي احباطه الشديد من ضعف قدرة الادارات الامريكية المتعاقبة على التأثير على اسرائيل ما جعله يختار طريقا سياسيا يضعه في "تصادم ناعم" مع امريكا.
وعاش الرئيس الفلسطيني معظم حياته السياسية مؤمنا بخيار وحيد لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهو اللاعنف والمفاوضات، لكن بعد اكثر من 23 عاما على العملية السياسية التي بدأت برعاية امريكية في مؤتمر مدريد عام 91، أخذ يتجه الى انفصال تدريجي وحذر عن السياسة الامريكية التي تقوم على مواصلة التفاوض الى ما لا نهاية تجنبا لحدوث انفجار...
وقال عباس قلت للامريكيين اريد قرارا دوليا ينسجم مع موقفكم، فقط اعطوني ما تدعون اليه وهو الدولة المستقلة على حدود عام 67 وانهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، لا اريد منكم سوى موقفكم المعلن".
واجرى وزير الخارجية الامريكية جون كيري محاولة اخيرة لثني عباس عن قراره. وقال مقربون من الرئيس الفلسطيني ان كيري حاول اقناع عباس بتأجيل الخطوة، لكنه اخفق.
وقال مسؤول يرافق الرئيس عباس بانه رد على كيري بان هذا الطريق لم يؤدي الى انهاء الاحتلال وان اسرائيل استخدمته غطاء لمواصلة وتعزيز مشروعها الاستيطاني الرامي الى انهاء حل الدولتين.
وقال المسؤول بان الرئيس عباس فقد الثقة بقدرة الأدارة الامريكية على التأثير على اسرائيل لجهة وقف الاستيطان او القيام باية خطوة ايجابية نحو حل الدولتين، لكنه لا يتسطيع تبنى خيار سياسي آخر في منطقة متفجرة.
وقال احد المسؤولين في فريق الرئيس عباس: "الرئيس يقود المركب الفلسطيني بحذر شديد، يريد ان يبقيه عائما لا يغرق في منطقة تغرق بالدماء والحروب واللجوء وتشكل المجموعات الجهادية التي تضرب شعبها".
وامام تعثر الحل السياسي يتجه عباس الى خيار تدويل القضية الفلسطينية محاولا ايجاد آليات لتعزيز الموقف االفلسطيني وتجنيد المزيد من الضغوط الدولية على اسرائيل.
وسيتضمن ذلك الانضمام الى جميع المنظمات الدولية وتعزيز الضغوط الدولة على اسرائيل وتحويل احتلالها الى مشروع مكلف.
وقال مسؤولون ان عددا من الدول الاوروبية ابدت استعدادها الى الاعتراف بفلسطين دولة على حدود العام 67 العام المقبل. ومن هذه الدول فرنسا التي ترى ان الحرب على الارهاب في المنطقة تتطلب ايجاد حل للقضية الفلسطينية اولا. وقالت مصادر فرنسية لـ"الحياة" ان فرنسا ستعلن اعترافها بدولة فلسطين من جانب واحد وستحث دولا اوروبية عديدة على القيام بذلك.
وقالت المصادر ان فرنسا تعتزم طرح مبادرة سياسية مع مجموعة من الدول الاوروبية في الشهور القادمة وفي حال عدم تجاوب اسرائيل مع هذه المبادرة ستقدم فرنسا ومعها هذه الدول على الاعتراف بفلسطين دولة على حدود عام 67 وستتخذ مجموعة من الاجراءات العقابية ضد المستوطنات والمؤسسات الاسرائيلية المرتبطة بها.