القدس المحتلة / سما / تُواصل الدوائر الرسميّة الإسرائيليّة ابتكار الأساليب والطرق لإبراز العنصريّة المُتفشيّة في الدوائر الرسميّة الحكوميّة، وفي هذا السياق، أظهرت المعطيات الرسميّة لدائرة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيليّة، التي تُنشر سنويًا عشية رأس السنة اليهوديّة، التي تُصادف يوم الخميس القادم، أظهرت أن عدد اليهود في إسرائيل بلغ أكثر من 6 مليون، فيما بلغ عدد السكان الكليّ حوالي 8.9 مليون، مع العلم أنّ هذا الرقم يشمل الفلسطينيين في القدس الشرقيّة والسوريين في الجولان العربيّ السوريّ المحتّل.
وبحسب المُعطيات الرسميّة فقد بلغ عدد المُستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربيّة المحتلّة نحو 600 ألف مستوطن. علاوة على ذلك، بينّت المعطيات، التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيليّة إنّ عدد المهاجرين إلى إسرائيل خلال السنة العبريّة المنتهية وصل إلى 24801. كما أكّدت على أنّ عدد المولودين الذكور بلغ 90646، والإناث 85584، أي 176230 مولودًا جديدًا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، تعقيبًا على هذه المُعطيات إنّه لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل، يعيش فيها أكثر من 6 مليون يهودي.
مشدّدًا على أنّ هذا العدد ينطوي على أهمية مضاعفة نظرًا لتاريخ الشعب اليهودي في القرن الأخير، على حدّ تعبيره.
وفي ما يتعلق بالأسماء الأكثر انتشارًا ورواجًا، قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّ البيان الرسمي، الذي أصدرته دائرة السكّان والهجرة، غيّب عن القائمة الأسماء العربيّة، دون الإشارة إلى ذلك. وأضافت أنّه من الفحص التي قامت بإجرائه، يتبين أنّه إذا تمّ الأخذ بالحسبان جميع سكّان إسرائيل من يهود وفلسطينيين، فإنّ الاسم الذي يتبوأ المكان الأوّل هو محمد، لافتةً إلى أنّ المًعطيات الرسميّة تتطرّق إلى المواليد العرب الجُدُد، ولكنّها بشكلٍ متعمدٍ قامت بتغييب اسم محمد وأحمد من القائمة، واكتفت بالاسمينْ يوسف وآدم.
وأشارت الصحيفة الإسرائيليّة إلى أنّ دائرة السكّان والهجرة التابعة للداخليّة الإسرائيليّة، قامت في السنة الماضية بإصدار المًعطيات، وتبينّ أيضًا أنّها قامت بتغييب اسم محمد من القائمة. وعقبّت الناطقة بلسان دائرة الهجرة والسكّان، سابين حداد، قالت إنّه خلافًا لما تدّعيه الصحيفة، لم تقُم الدائرة المذكورة بإخفاء الاسم محمد، وللتدليل على ذلك، عندما توجّه مُراسل الصحيفة إلى الناطقة عينها حصل على القائمة كلّها، على حدّ تعبيرها.
وقال أمون باري سولتسيانو، المدير المشترك لصندوق إبراهيم إنّ الحقيقة بأنّ أكثر الأسماء رواجًا في إسرائيل هو اسم عربيّ مسلم، تُسبب عدم الراحة لدائرة السكّان والهجرة في إسرائيل، إنّ هذه الدائرة تستصعب الاستيعاب بأنّه في إسرائيل يعيشون أبناء قوميّة أخرى، غير اليهود.
وتابع قائلاً إنّ تغييب الاسم العربيّ الإسلاميّ من قائمة الأسماء الرسميّة تُعتبر رسالة سلبيّة بالنسبة للعرب في إسرائيل، مفادها أنّ الدوائر الرسميّة في إسرائيل لا تعتبرهم ولا تحصيهم، ولا تعترهم من المواطنين الحقيقيين، على حدّ قوله.
من ناحيته قال رون غيرليتس، مدير مشترك في جمعية (سيكوي) ومعناها بالعربيّة إمكانيّة، إنّ هناك في اليمين المُتطرّف، الموجود أيضًا في الحكومة الإسرائيليّة، مَنْ يعمل على إقصاء العرب إلى خارج دائرة المواطنة، ولكن وظيفة دائرة الهجرة والسكّان عدم الانجرار وراء هذا التيار ألإقصائيّ بحقّ العرب، ويتحتّم عليها التعامل مع العرب في إسرائيل بصورةٍ مُتساويةٍ، على حدّ قوله.


