خبر : 4 دروس من الجرف الصامد ..موشيه ارنس

الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 10:15 ص / بتوقيت القدس +2GMT
4 دروس من الجرف الصامد ..موشيه ارنس




تحت هذا العنوان يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس"، انه آن الأوان لتحليل عملية "الجرف الصامد" (في غزة) واستخلاص العبر الملائمة، لأنه كما يبدو، تنتظرنا جولة أخرى خلف الزاوية، فحماس لم تهزم، ولا تنوي التخلي عن سلاحها. لا شك انها ستعيد ملء مستودعات الصواريخ، كي تطلقها في اللحظة المناسبة، وعلينا ألا ننسى ان هناك 100 الف صاروخ لدى تنظيم ارهابي اخر – حزب الله – موجهة الى إسرائيل. فما هي العبر التي يجب ان نستخلصها؟
أولا: انه لا يمكن ردع الارهابيين، لا الارهابي الوحيد ولا القاعدة وداعش وجبهة النصرة وحزب الله او حماس. ذلك ان أفق تخطيطهم يمتد الى مئات السنين، ومعتقداتهم غير قابلة للتغيير، وضربة واحدة لن تردعهم عن مواصلة العمل الارهابي، لأنهم متأكدون من الانتصار النهائي. كان يتحتم على إسرائيل ان تفهم بعد "الرصاص المصبوب" و"عامود السحاب" ان هذه العمليات لن تردع حماس عن استئناف اطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد عامين.
هناك من يريدون التصديق بأن الضربة القاسة التي تلقتها حزب الله في حرب لبنان الثانية تمنعها من استفزاز إسرائيل مرة اخرى. لكن عليهم الفهم، بأن حزب الله استغل الفترة الماضية لجمع اكثر من 100 الف صاروخ دقيقة وطويلة المدى، وانها مستعدة لمهاجمة إسرائيل عندما تقرر ذلك او تتلقى امرا من طهران.
العبرة الثانية ترتبط بسلاح الارهابيين. الانفاق التي حفرتها حماس تشكل خطرا على سكان البلدات المجاورة للقطاع، ولكن يجب ان نتذكر بأن الصواريخ الموجهة الى اهداف اسرائيلية تشكل خطرا اكبر. 

الانفاق تشكل خطرا محليا، بينما الهجمات الصاروخية المتواصلة يمكنها ان تشوش الحياة في الدولة، ولن تنجح حتى "القبة الحديدية" باعتراض غالبيتها، رغم التكاليف الباهظة. ولذلك، يجب ان تطرح في مقدمة اولويات كل عملية عسكرية، مهمة تدمير الصواريخ. فهذا اهم من كشف الانفاق، التي يمكن معالجتها من خلال طرق لا تحتم ارسال قوات برية. هذه الطرق كان يجب تطبيقها منذ زمن، ويجب تطبيقها الآن. ولكن الهدف الاول يجب ان يكون ازالة تهديد الصواريخ.


العبرة الثالثة تتعلق بجبهتي الارهاب: على اسرائيل التي تواجه تهديدات حماس في الجنوب، ومخاطر حزب الله في الشمال، الطموح الى منع وقوع حرب متزامنة على الجبهتين، ومعالجة كل تهديد على حدة.

 حزب الله منهمكة الآن في الحرب السورية، ولذلك من الواضح من هي الجهة التي يجب ضربها اولا. هناك امثلة كلاسيكية لادارة حرب على جبهتين، من خلال معالجة كل طرف على حدة، كالمعركة الشهيرة خلال الحرب العالمية الأولى، التي اضطرت المانيا خلالها الى مواجهة الروس في الشرق والفرنسيين والانجليز في الغرب. فقد الحق الجنرال فون هايندنبورغ الهزيمة اولا بالروس، وسمح بذلك لألمانيا بالتفرغ للجبهة الغربية. ومن نسي هذا الحدث يمكنه قراءة كتاب الكسندر سولجنيتسين "اب 1914".


العبرة الرابعة والأخيرة هي ان حروب اسرائيل يجب ان تكون قصيرة. نحن لسنا مبنيون للحروب الطويلة. وكلما طالت الحرب، كلما ارتفع عدد الضحايا في الجانبين، وهكذا يتزايد عدم صبر العالم امام حرب تبدو وكأنها لا تقود الى أي مكان. ولذلك يجب عمل ما يجب عمله عاجلا.

هارتس