غزة سماأكد الخبير والباحث في شؤون الشرق الأوسط روح الله قاسميان أن الصراع المزعوم بين واشنطن وما يسمى تنظيم “داعش” الإرهابي، لعبة سياسية ومسرحية ساخرة بهدف التغطية على صلة الغرب بالإرهاب.
وقال قاسميان في مقال له:" ما يسمى بتنظيم “داعش” أبصر النور قبل نحو 3 سنوات في خضم الأحداث المدمرة التي شهدتها الساحة السورية، ومنذ تلك الآونة بدأ بالقتل والتدمير والسلب والنهب في سوريا والعراق ولبنان، لكن العالم لم يحرك ساكناً".
وأضاف:" وبفضل التقنية الحديثة شهد العالم بأسره كيف يذبح “داعش” الأطفال والنساء بأبشع الطرق، ويستخدم أعتى الوسائل لتقطيع أوصال من يقع بقبضة التنظيم، لكنهم عندما اقتربوا من مشارف أربيل، تجاوزوا الخط الأحمر الذي وضعه لهم داعموهم ولاسيما في البيت الأبيض، فانتفض الرئيس الأميركي باراك أوباما، ودعا للتصدي إلى هذه الحركة الإرهابية الخطيرة".
وجزم قاسميان أن هذا الموقف يعكس تناقضاً في السياسة الأميركية التي تنتهج نهجاً إمبريالياً تارةـ وإنسانياً تارة أخرى.
ونوه إلى أنه "عندما استهدف الدواعش مسلمو العراق وقتلوهم ودمروا ممتلكاتهم وشردوا أكثر من مليوني شخص، كان الموقف الأميركي بارداً للغاية والرئيس أوباما كرر مراراً أنه شأن داخلي ولا يعنينا، إلا أنهم عندما استهدفوا المسيحيين واتجهوا نحو كردستان العراق تغيرت القيم الأميركية وانقلبت البوصلة رأساً على عقب، ليتباكى الأميركيون على حقوق الانسان وبدؤوا بضربات جوية ومن ثم أنشأوا تحالفاً دولياً للتصدي للإرهاب – حسب زعمهم – بعد أن تجاهلوا صيحات الشعب والحكومة العراقية للخلاص من هذه الزمرة التكفيرية".
ولفت قاسميان إلى أن كل عاقل يستنتج من واقع الأحداث المريرة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط المتأزمة في جميع الأحوال التناقض الصريح في الموقف الأميركي، إذ أن البيت الأبيض الذي أنشا هذا التنظيم التكفيري بالتعاون مع حلفائه المعروفين، لذلك من حق كل إنسان حر أن يتساءل: هل الاميركيين أعداء للدواعش حقاً؟ أو أن الأمر على العكس من ذلك، وكل ما في الأمر هو ان إرهابيي “داعش” التكفيريين تجاوزوا الخطوط الحمراء التي عينها لهم أسيادهم في واشنطن و"تل ابيب"؟ او ان الامر أبعد من ذلك والأميركيون يريدون اقتحام العراق مرة أخرى بعدتهم وعددهم العسكري؟.
واستطرد هذا الباحث يقول:" لا ريب في أن “داعش” هي صنيعة أميركية بامتياز لأن ارهابييها التكفيريين قد تدربوا على أيادٍ اميركية، اذ ان الاميركيين جمعوا التكفيريين وشرذمة حزب البعث المقبور في العراق واعدوهم تسليحياً ومالياً وتولى اصدقاؤهم في المنطقة دعمهم تكفيرياً وإعلامياً وقبل ذلك فإن حركتهم قد تأسست بأيادي اميركية، لذلك فإن واشنطن كعادتها تتبع سياسة المكر والخداع وتحيك مخططات جديدة لزعزعة أمن المنطقة وتحقيق اهدافها اللا مشروعة ومضايقة ايران وسوريا بشتى السبل لا سيما بعد ان تعرض ارهابيو “داعش” لهزائم متولية من قبل الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي العراقية والجيش العراقي وأوشكت على الأفول".


