«بيعت كجارية فى سن الثامنة.. أجبرت على العمل 20 ساعة فى اليوم.. وتركت فى زنزانة لأربع سنوات»، بهذه الكلمات لخصت الفتاة المصرية الأصل الأمريكية الجنسية «شيماء هال» قصة طفولتها وتحولها من «خادمة» فى مصر إلى كاتبة أمريكية.
وفى كتابها المنشور حديثا تحت عنوان «الفتاة المختفية»، تسلط شيماء الضوء على سنوات عمرها المظلمة منذ أن باعها أبوها عامل البناء، إلى زوجين ثريين عملت لديهما كجارية وانتقلت معهما إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وفى إطار الاحتفالات المتواصلة بالكاتبة الجديدة تنظم «جامعة سان هيوستن» الأمريكية، ندوة تتحدث فيها شيماء فى 14 أكتوبر المقبل، ونشر موقع الجامعة تقريرا قال فيه إن الفتاة ذات الـ24 ربيعا، عاشت سنواتها الأولى برفقة 10 أشقاء فى أحد الأحياء الفقيرة جنوب الإسكندرية، إلا أن طفولتها انتهت سريعا عندما سرقت إحدى شقيقاتها شيئا من شقة مخدوميها، الذين طالبوا الأسرة بالفتاة الصغيرة كتعويض عن الممتلكات المسروقة.
وتضيف شيماء فى كتابها إنها ظلت تخدم العائلة المكونة من «عبد الناصر عيد يوسف إبراهيم» وزوجته «أمال أحمد عويس عبد المطلب» وثلاثة أبناء فى نفس سنها منذ عام 1998. وبحسب الكتاب فإن الأطفال كانوا يعرفون من هى «وظلوا يذكرونها بذلك دائما»، فى الوقت الذى كان يصفعها فيه الأب، وتنهرها الأم بوصفها «جارية غبية»، وبأنها يجب أن توفى «دين أختها». وبحسب الكتاب، فإن شيماء، الأم لطفلة الآن، انتقلت مع مخدوميها الى ولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد عامين، حيث ساءت حالتها بشكل أكبر إذ كان يتعين عليها أن تصحو فى الخامسة والنصف صباحا لترتيب ذهاب الأطفال إلى مدارسهم، ومنعت من الطعام إلا وجبة واحدة مما يتبقى من عشاء الأسرة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن الفتاة لم تحصل على حريتها سوى عام 2002 عندما أبلغ شخص غير معروف الشرطة عن حالتها، ليتم اقتحام المنزل وتحريرها. كما تم إلقاء القبض على الزوجين المصريين وحكم عليهما بالسجن لمدة 3 سنوات. وفيما بعد رفضت الفتاة عرضا من والدها فى مصر للعودة الى البلاد وققرت البقاء فى الولايات المتحدة التى حصلت على جنسيتها عام 2009. وأشارت «ديلى ميل» إلى أن شيماء تعمل حاليا، بجانب وظيفتها كمساعد مدير مخزن، على نشر التوعية بخطورة الإتجار فى البشر، وتأمل أن تلتقى أشقاءها فى مصر يوما ما.