غزة - حذر الخبير في مجال المياه والبيئة رئيس مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين رياض جنينه من تفاقم الكارثة المائية في قطاع غزة وتداعياتها على الأوضاع الصحية والبيئية جراء استهداف الاحتلال للبنية التحتية المائية واستمرار انقطاع التيار الكهربائي في ظل بقاء عشرات الآلاف من المواطنين النازحين من منازلهم إلى مراكز الإيواء في المدن.
تدمر 29 بئر مياه
وقال جنينة لـ "الأيام": إن الاحتلال دمر خلال العدوان المتواصل منذ عدة أسابيع أكثر من 15 ألف متر طولي من خطوط نقل المياه الرئيسة، ودمر 29 بئراً للمياه، منها 11 بئراً بشكل كلي، و18 بئراً بشكل جزئي، بالإضافة إلى محطتي تحلية مياه، وأربع محطات معالجة مياه، وأربع محطات معالجة مياه صرف صحي، كذلك استهداف خزانات المياه الخاصة بالمواطنين.
نزوح 500 ألف مواطن
وأضاف: إن هناك عجزاً كبيراً في تلبية احتياجات المواطنين من المياه الخاصة بالاستخدام المنزلي في ظل ارتفاع الطلب عليها مع تزايد أعداد المواطنين الذين اضطروا إلى النزوح لمراكز الإيواء أو إلى أسر مضيفة في مراكز المدن والذين يفوق عددهم 500 ألف مواطن.
عجز تحلية المياه
وأشار جنينه إلى أن انقطاع التيار الكهربائي سبب عجزاً كبيراً وبخاصة في قدرة مضخات تحلية المياه لتلبية الاحتياجات الكبيرة لمياه الشرب ووجود بعض المحطات في مناطق غير آمنة، مؤكداً أنه كان هناك ضغط كبير على المنظمات العاملة في مجال الإغاثة والطوارئ لتزويد السكان، خاصة في مراكز الإيواء بمياه الشرب والاستخدام المنزلي.
وتابع، إن مجموعة الهيدرولوجيين ونتيجة لحجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية وخاصة آبار المياه والشبكات الناقلة وغيرها من السابق ذكرها، عملت على تحويل أموال ثلاثة مشاريع كانت قائمة قبل الحرب، وهي مشروع إعادة استخدام المياه المعالجة في بلدة بيت حانون شمال القطاع، ومشروع إقامة وحدات معالجة المياه المنزلية الرمادية في محافظة الوسطى، ومشروع الحصاد المائي، إنشاء برك بلاستيكية في محافظتي الوسطى والجنوب، إلى مشاريع طارئة خلال الحرب وهي توزيع خزانات مياه على منازل الإيواء وعددها 400 خزان، وأيضاً 170 خزان سعة كوب ونصف الكوب على مراكز الإيواء في المدارس.
وبيَّن جنينه أن هذا المشروع الذي يعتبر من مشاريع الطوارئ للتغلب على مشاكل السكان النازحين والمدمرة منازلهم وتوفير احتياجاتهم التي هي فوق كل الإمكانيات سيستمر حتى الأول من تشرين الأول المقبل، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتدمير ممنهج لمصادر المياه الرئيسية لإجبار المواطنين على النزوح وتفاقم المعاناة لسكان قطاع غزة.
وأضاف، إن ذلك جاء في وقت فيه أزمة مائية مستدامة وتراكمية منذ سنوات احتلال لقطاع غزة، بالإضافة إلى الاستنزاف الجائر للخزان الجوفي المائي والعجز الذي يُعاني منه الذي بلغ أكثر من 70 مليون متر مكعب.
وفي سياق متصل، أوضحت مصلحة مياه بلديات الساحل أنها عملت خلال العدوان على غزة على إصلاح الأضرار التي لحقت بالعديد من مرافق المياه والصرف الصحي التابعة لمصلحة مياه بلديات الساحل بفعل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث سجل تضرر 26 بئر مياه، و6 محطات تحلية، و75 كيلومتراً من الشبكات، و16 خزان مياه، بالإضافة إلى محطة صرف صحي والعديد من الآليات والمنشآت التابعة لمصلحة مياه بلديات الساحل والبلديات.
فرق طوارئ
وأضافت مصلحة مياه بلديات الساحل في تصريح صحافي تسلمت "الأيام" نسخة منه، إنها شكلت بالتعاون مع بلديات القطاع فرقاً للطوارئ من المهندسين والفنيين وعمال الصيانة في جميع المناطق في رفح وخان يونس والمنطقة الوسطى وغزة ومحافظة الشمال، مشيرة إلى أنها وفرت لهم كافة الإمكانيات المتاحة لديها وقطع الغيار المتوفرة في مخازن المصلحة للقيام بإصلاح ما يمكن إصلاحه من أضرار على وجه السرعة للاستمرار في وصول إمدادات المياه للمواطنين بالرغم من الظروف الخطيرة وبالغة الصعوبة والتي كانت تهدد حياة العاملين في الميدان.
إصلاحات طارئة
وقالت، "إنه في فترة العدوان على قطاع غزة تمكنت مصلحة المياه بتمويل من الصليب الأحمر من القيام بعمل العديد من الإصلاحات الطارئة حيث تمكنت طواقم المصلحة من إصلاح الأضرار في خط ناقل لمياه الصرف الصحي قطر 630 ملم بمدينة بيت لاهيا بتكلفة بلغت 12,550 دولار، حيث يقدر عدد المستفيدين من هذه الشبكة 150 ألف نسمة.
ولفتت مصلحة مياه بلديات الساحل إلى أنه في بلدة جباليا قامت بإصلاح الأضرار في عدة خطوط صرف صحي قطر 8" و10"، و800 ملم، و630 ملم بتكلفة بلغت 25,9 ألف دولار، موضحة أن عدد المستفيدين من هذه الشبكات يقدر بنحو 200 ألف نسمه، كما أنه في المنطقة الوسطى قامت بإصلاح الأضرار بخطوط مياه ناقلة بعدة أقطار "6 و10" بمخيم النصيرات بتكلفة بلغت 12 ألف دولار، حيث يُقدر عدد المستفيدين من هذه الشبكات 40 ألف نسمة، بجانب إصلاح الأضرار بخط صرف صحي قطر 18 بمخيم البريج بتكلفة بلغت 6350 دولار، حيث يقدر عدد المستفيدين من هذه الشبكة 30 ألف نسمة.
ولفتت إلى أنها قامت بتزويد البلديات بما يتوفر لديها من قطع غيار ومستلزمات صيانة لمساعدتها في إصلاح الأضرار التي لحقت بمرافق المياه والصرف الصحي التابعة لتلك البلديات، كما قامت بتزويد البلديات بكميات مختلفة من الوقود لتتمكن من التنقل وتشغيل مرافق المياه.


