القاهرة وكالات(علم أسود.. جواز سفر إسلامي.. دول بلا حدود.. نساء تتحول إلى جوارٍ.. شباب من الشرق والغرب).. ببساطة ستجد بين الكلمات السابقة ملخص أشهر لحياة ما يعرف بدولة الخلافة الإسلامية (تنظيم داعش)، رايته التوحيد ولا يعترف بالحدود العراقية السورية، وسط أحاديث عن جواز سفر داعشي بموافقة الخليفة أبو بكر البغدادي، أمير التنظيم.
خلال الأيام الماضية، كثف عدد من المهتمين بالشؤون الإسلامية والخبراء العسكريين تحليلاتهم عن (داعش)، بداية من التمويل والتدريب ورصدته (بوابة الشروق) من خلال أحاديثهم عبر الفضائيات.
علم داعش.. صناعة مصرية
نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق، قال: إن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أنفق 30 مليون دولار في شهر واحد على طعام وشراب وذخيرة التنظيم، وكذلك سيارات الدفع الرباعي المستخدمة في إطلاق القذائف، فضلا عن بناء مقرات التنظيم بالعراق.
(نعيم) أشار إلى أن تلك الأموال الطائلة حصل عليها التنظيم من قطر بعد أن ساومهم على الإفراج عن العشرات من قوات حفظ السلام الفلبينية الذين اتخذوهم كرهينة بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، بالإضافة إلى دخل حقول النفط التي سيطروا عليها بعد دخول الموصل.
وأضاف مؤسس تنظيم الجهاد السابق، في حواره عبر فضائية (صدى البلد) أن مجلس التعاون الخليجي طلب من قطر قطع علاقتها بداعش، ولكنها رفضت، لافتًا إلى أن معسكرات التدريب القتالي التي يحصل عليها أفراد التنظيم متمركزة في تركيا تحت إشراف قوات المارينز الأمريكية وبعلم من المخابرات البريطانية التي سمحت للآلاف الشباب البريطاني المتشدد بالتوجه إلى تركيا لنشر الإرهاب والعنف بسوريا والعراق.
وأوضح القيادي السابق في تنظيم الجهاد أن العلم لم يكن لداعش وإنما لتنظيم القاعدة وهو صناعة مصرية وشعار الدولة العباسية ومن قام بتصميمه هو سيد إمام، القيادي في مخيمات الجهاديين بأفغانستان، وفي حضور أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، عندما كان متواجدًا معه في السكن بمصر.
وذكر نبيل نعيم أن هناك معلومات تفيد بانضمام 650 فردًا من حركة حازمون و800 من الإخوان إلى 6 معسكرات خاصة بهذا التنظيم وموجودة على الأراضي التركية، ومنها إلى سوريا والعراق تحت إشراف المارينز بهدف إسقاط النظام السوري.
تمويل عربي
أما سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، فأكد أن داعش هو الأكثر دموية في تاريخ المنظمات الإرهابية وله علاقة وطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مخطط تقسيم العراق لثلاث دويلات طائفية منها ولاية شيعية وسنية وكردية.
وأوضح أن التنظيم نفذ عمليات تطهير عرقي في ظل صمت تام من أمريكا وكانت النقطة الفاصلة عندما ارتكبت داعش خطأ فادحًا وتقدمت خارج الحدود المرسومة لها وحاولت اقتحام المناطق الكردية ما يمثل بدوره تهديدًا للمصالح الأمريكية.
وأشار غطاس إلى أن الشيء الخطير هو البيان الصادر عن أنصار بيت المقدس لقبائل السواركة وغيرها وتهديدات بقطع الرقاب وبالفعل تم قطعل رءوس 9 عناصر من سيناء بحجة تعاونهم مع الموساد الإسرائيلي وبالتالي بدأت ثقافة قطع الرءوس التي ابتدعها داعش في العراق تنتقل إلى مصر.
وذهب إلى أن هناك أدلة ومستندات على حصول التنظيم على أموال ضخمة من أمراء عرب ما شجع على امتلاك التنظيم ما لا يقل عن 1500 منتسب من جنسيات أوروبية وهكذا أصبح تنظيم داعش أداة للتقسيم في المنطقة.
السوق السوداء وتجارة الأسلحة
بدوره أكد اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، أن داعش له قدرة كبيرة في استقطاب الشباب الأوروبي والعربي وإقناعهم بالفكر التكفيري والجهادي من خلال مواقع الإنترنت وكانت النتيجة الزيادة العددية في التنظيم من أربعة آلاف إلى 17 ألفًا.
وأضاف أن الفضل يعود في ذلك إلى الأموال الضخمة التي جمعوها من بيع براميل النفط في السوق السوداء وكذلك تجارتهم في الأسلحة الأمريكية المتطورة التي تقدر بـ280 مليون دولار.


