لم يلتفت غالبية المصريين إلى أبراج الضغط العالي أو المحولات الكهربية، ولم يشغلوا أنفسهم بالحديث عنها، حتى ضربتهم موجة الظلام الحالية، والتى باتت حديث كل بيت لتدخل مصطلحات «برج ــ محطة ــ محول ــ كشك كهرباء» فى حوارات المصريين، إما لاستهدافها بعمليات إرهابية أو احتراقها لعدم قدرتها على تلبية الأحمال الكهربية العالية.
ذكر مصدر فى شركة كهرباء دمياط ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ أنه "حتى الآن سقط 32 برجا على مستوى الجمهورية، تم تفجيرها أو تعطيلها عن العمل بوسائل مختلفة، بواسطة جماعة الإخوان، ووصلت خسائر هذه الأعمال الإرهابية بعد صيانة الأبراج وتشغيلها إلى 340 مليون جنيه، والهدف من ذلك إثارة الجمهور، مستغلين نقص إنتاج الكهرباء وتخفيف الأحمال"، على حد قوله.
مشيرا إلى أن "هناك اتجاها لدى وزارة الكهرباء للاستعانة بالبدو فى المناطق الصحراوية لحراسة الأبراج".
وأوضح المصدر، أن "محولات الكهرباء يتراوح أسعارها حسب قدرتها، كذلك أعمدة الكهرباء، وهذه الأعمال الإرهابية، تلاشت فى دمياط بعض الشىء، بعد القبض على عدد من أعضاء الجماعة كانوا يقومون بإلقاء أسلاك فرامل الدراجات البخارية بعد تعريتها على خطوط الضغط العالى، مما يضر بمحطة توليد الكهرباء".
وفى أسوان قال المهندس ياسين شحاتة وكيل وزارة الكهرباء، أمس لـ«الشروق» إن "أبراج الكهرباء التى تسقط تحتاج إلى ملايين الجنيهات، ووقت طويل لإعادة زراعها"، موضحا أن "وزارة الكهرباء وضعت خططا لتوفير البدائل فى حالة وقوع أى كارثة، والتأثير الحقيقى فى الكهرباء يكون فى حالة ضرب برجين متوازيين".
وكشف مصدر بمديرية الكهرباء بالمنوفية، أن "خسائر البرج الكهربائى الذى تم تفجيره صباح الخميس الماضى، بقرية كفر العشرى بلغت نحو مليون و400 ألف جنيه، وذلك لتحطيم البرج بالكامل وسقوطه على اﻷرض، وإتلاف نحو 700 متر أسلاك"، مشيرا أنه تم نقل برج جديد من خط «أشمون ــ أبوغالب»، وتوفير أحد اﻷوناش، والبدء فى أعمال حفر القواعد وعمل القواعد الخرسانية التى سيثبت عليها البرج".
وقال المصدر ــ الذى رفض ذكر اسمه ــ إن "عملية زرع البرج الجديد ستتم بعد ثلاثة أيام، يتم بعدها توصيل اﻷسلاك والكابلات الكهربية بواسطة فرقة الخطوط الخاصة بمنطقة إسكندرية وغرب الدلتا، بالتنسيق مع إحدى الشركات المسئولة عن تنفيذ الخطوط وإنشائها"، مضيفا أن "سقوط البرج أثر بشكل كبير فى انقطاع التيار الكهربى بقرى مركز منوف، نظرا ﻷنه كان يربط شبكة منوف الكهربية بمحطة توليد النوبارية".
من جانبه، أكد اللواء ممتاز فهمى، مدير أمن المنوفية، أنه "تم وضع خطة فعالة لتأمين جميع محطات الكهرباء واﻷكشاك والمحولات المختلفة بقرى ومدن المحافظة، بالتتسيق مع شرطة الكهرباء، شملت تكثيف الحراسة على محطات الكهرباء، وتسيير دوريات للمتابعة".
وأضاف، "تقرر استخدام المساجد ودور العبادة فى التنبيه على المواطنين بالقرى وخاصة المزارعين الذين يمر بأراضيهم أبراج ضغط عالى، للإبلاغ الفورى عن أية عناصر مشتبه فيها تتردد حول المكان، وسيتم تكثيف المرور الليلى بالقرى بواسطة فرق أمنية لضبط أية عناصر تخريبية أو خارجين عن القانون، وتشكيل غرفة عمليات رئيسية بمقر المديرية متصلة بغرف عمليات بأقسام ومراكز الشرطة لتلقى البلاغات من المواطنين حول وجود عناصر مشتبه فيها بالقرب من أبراج الكهرباء".
واتهم أهالى القرية عناصر من جماعة الإخوان بتفجير البرج المار من وسط الحقول الزراعية بالقرية مستخدمين 4 قنابل ناسفة قاموا بزرعها أسفل البرج مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربى عن القرية والقرى المجاورة".
وقال المهندس محمد السيد، رئيس شركة توزيع كهرباء القناة:، إن "الإسماعيلية شهدت محاولات لاستهداف المحولات الكهربائية خلال الفترة الماضية بلغت خسائرها نحو مليون و200 ألف جنيه، إلا أن الإجراءات الأمنية سيطرت على الأوضاع ومنعت أى محاولات أخرى للسرقة أو الاستهداف".
وفى محافظة الغربية، لم يكن حريق محول قرية فيشا سليم التابعة لمركز طنطا، صباح الخميس الماضى أيضا هو الحادث الوحيد الذى شهدته المحافظة، حيث شهدت العديد من حوادث حرق محولات الكهرباء التى تفاوتت أهميتها وسعتها وقدرتها، بداية بمحول الكهرباء العملاق فى مدينة بسيون والذى يربط بين 3 محافظات ويستغرق إصلاحه أكثر من شهرين.
وكان مجهولون ملثمون أضرموا النار فى محولات كهربائية بالمنطقة الصناعية بمدينة المحلة الكبرى، باستخدام زجاجات المولوتوف، مما أدى إلى انفجارها وتعطل عدد من مصانع الغزل والنسيج عن الإنتاج.
وحظيت المحافظة بالعديد من الحوادث المتعاقبة ومنها انفجار محول كهربائى فى منطقة السبع بنات فى مدينة المحلة الكبرى، وحرق آخر بعد أقل من 24 ساعة بمنطقة الشعبية بدائرة قسم ثان، وإشعال مجهولين النار فى محول كهرباء قرية الراهبين، التابعة لمركز سمنود، علاوة على حريق هائل بأحد أكشاك الكهرباء بمنطقة التيسير بمدينة المحلة الكبرى، وانفجار أحد أبراج الضغط بقرية شبرا النملة التابعة لدائرة مركز طنطا.


