القاهرة وكالاتدخل المتهمون قفص الاتهام باستثناء مبارك الذى تغيب عن الحضور للجلسة الثانية على التوالى، لتردى حالته الصحية التى تتطلب ملازمته الفراش، وبدأت جلسة، أمس، بصعود هيئة المحكمة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشدى، وعضوية المستشارين إسماعيل عوض ووجدى عبدالمنعم، وأمانة سر محمد السنوسى وصبحى عبدالحميد، وبحضور المستشار محمد إبراهيم، ممثل النيابة العامة.
مَثل فايد أمام منصة المحكمة بعد أن سمحت له بالخروج من قفص الاتهام، وبدأ مرافعته عن نفسه قائلا: «عملت فى الأمن الجنائى لـ40 عاما، وأديت واجبى قدر استطاعتى بما يرضى الله حبا لبلدى ولأبناء وطنى وحفاظا على أرواحهم وليس لقتلهم، لقد وقفت كثيرا فى محراب العدالة وساحة العدل شاهدا فى كثير من القضايا، أما اليوم فأنا اقف متهما بقتل بنى وطنى هكذا قالت النيابة عنا».
وأقسم فايد قائلا: «والله ما كنا قتلة ولا مرتكبى جرائم ولكننا حماة أمن»، مشيرا إلى أن القاتل بدأ مهمته فى يناير وموقعة الجمل ومحمد محمود ومذبحة بورسعيد، ومازال يقتل ويصنع المتفجرات ويهاجم المعسكرات ويقتل الأبرياء حتى الآن».
وتابع: «قضينا على المخدرات نهائيا فى 2010، وحاربنا الإرهاب الذى انتشر فى التسعينيات بكل حزم، وكان ذلك بتكاتف رجال الشرطة وبتوجيه حازم من الوزير حبيب العادلى»، متسائلا: «هل عندما كنا نفعل ذلك كان من أجل النظام أم من أجل البلد؟».
وعن القضاء على المخدرات أوضح أن العادلى اتصل به ذات مرة وكان يحدثه مستاء من انتشار المخدرات وطلب منه أن يقضى عليها نهائيا، مشيرا إلى أنه بالفعل قضى عليها وأصبح ذلك مسار حديث الإعلام، مستشهدا بعمرو أديب عندما قال: «المخدرات خلصت من مصر ومفيش قرش حشيش واحد».
واضاف المتهم: «عندما دخلت نيابة أمن الدولة أنا والمساعدين للتحقيق معنا، قال لنا أحد الموجودين إن حبيب العادلى قال عليكم إنكم من قتلتم المتظاهرين، فنظرنا إلى بعضنا وقلت أنا هقول الحقيقة حتى لو حبيب العادلى ظلمنا»، واستطرد: «عبيط أنا عشان العادلى يقولى إقتل فأقتل عادى، الاتفاق بيننا على القتل ده كلام محصلش أصلا».
وتحدث فايد عن 28 يناير بالتحديد قائلا: «المظاهرات اندلعت فى محافظات مصر كلها، ومنذ الساعة الثانية ظهرا تحول الأمر من مظاهرات سلمية إلى استفزاز لقوات الشرطة بشكل منظم فى كثير من أماكن الجمهورية، وتم حرق 4 آلاف سيارة شرطة ومدرعة، ثم بدأ التعدى على أقسام الشرطة وبأعداد كبيرة من المتظاهرين ومنهم من يحمل الأسلحة الآلية والخرطوش، ثم الهجوم على مبنى وزارة الداخلية من جميع الشوارع المحيطة بها فى محاولة لاقتحامها على مدار 3 أيام، والهجوم على مجلسى الشعب والشورى والمتحف المصرى ومقار الحزب الوطنى والبنوك والمحال فى محافظات مصر كلها، إلى غير ذلك من أعمال التخريب».
وتابع فايد: «الشرطة اُكتسحت وانفرط عقدها ودُمرت»، وأختلف مع ما ذكره حبيب العادلى عندما قال إن الشرطة لم تمت، وأيد ما ذكره اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية الأسبق، فى قوله إن قوات الشرطة أعلن وفاتها فى عصر 28 يناير، مضيفا: «رجال الشرطة هربوا مصداقا لقوله يوم يفر المرء من أبيه».
وأضاف: «مساء 28 يناير بدأت الفضائيات تتلقى بلاغات وهمية بحدوث تعد على المنازل والمنشآت والأرواح لإشاعة الفوضى بين المتظاهرين»، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة كانت مهندس خطة إشاعة الفوضى، عندما كانت الأمور تهدأ تنشر خبرا كاذبا مثل أن الشرطة هى من قتلت اللوء محمد البطران، مأمور سجن الفيوم، وأن الشرطة فتحت السجون، ثم نشرت كذبا ما قالت عنه خطة وزارة الداخلية لمواجهة المتظاهرين، وتحدثت عن الثروة المزعومة للرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وقال للمحكمة: «اتهمونى بأننى مهندس فتح السجون ولو ثبت لكم أننا فتحنا السجون، لا تحاكمنى وأرسلنى لمستشفى الأمراض العقلية»، مشيرا إلى أن الحق ظهر على أيدى محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية التى حققت فى عملية فتح السجون وطلبت محاكمة مرتكب هذا الفعل، وأكد: «لو كنت أريد إحداث الفوضى لفتحت سجن الاستئناف القريب من ميدان التحرير، وليس سجونا فى قلب الصحراء، كان فى هذا السجن الذى ظل مغلقا عتاة الإجرام وأكثر من 40 محكوما عليهم بالإعدام».
وأضاف: «النيابة أمرت بحبسنا وتركت مديرى الأمن فى المحافظات على الرغم أن الاتهامات واحدة، لأننا نحن المطلوبين نتحبس سواء أمرنا أم لم نأمر، قتلنا أم لم نقتل، كل ذلك من أجل أن تهدأ مصر»، مشيرا إلى أن مديرى الأمن لم يقدموا كمتهمين ولا حتى استدعتهم النيابة للشهادة، لافتا إلى أنه لم يتحدث عن ذلك فى المحاكمة الأولى حتى لا يتقول المتقولون بأنه يوشى بزملائه.
وأشار فايد إلى أنه لو كان هناك أوامر بالقتل لمات الآلاف، ولوقعت أحداث القتل فى كل أماكن العاصمة والمحافظات وهو ما لم يحدث، فالقتل وقع فى أماكن بعينها، موضحا أن عدد الساعات منذ 25 حتى 31 يناير 2011 بلغ 186 ساعة، متسائلا: «هل يعقل أنه لو كان هناك أمر بالقتل أن يكون عدد القتلى 16 شخصا فقط فى ظل وجود 4 آلاف جندى وضابط يؤمنون ميدان التحرير، إضافه إلى أمن المنشآت، كما أن السويس التى كان يؤمنها عدة تشكيلات من قوات الشرطة وقع فيها 6 قتلى فقط».
وقارن بين ما حدث فى التحرير والسويس، وما حدث فى مذبحة بورسعيد التى مات فيها العشرات فى دقائق معدودة، مشيرا إلى أنه لو كان هناك أوامر بالقتل، كان المئات سيموتون أثناء هروبهم من جحيم الشرطة التى تقتل، وأشار فايد إلى أن الشرطة لو استعانت بـ350 ألف بلطجى كما ادعى محمد البلتاجى القيادى الإخوانى لما فعلوا مع المتظاهرين شيئا.
وأكد فايد أن الشرطة لو أرادت القتل ولو كنا نملك قناصة لقتلنا وقنصنا محمد البلتاجى القيادى الإخوانى وإبراهيم عيسى الكاتب الصحفى على سبيل المثال، مشيرا إلى أنه على الرغم من وقوع العديد من القتلى والمصابين فى ميادين مصر لم يصب أو يقتل ناشط سياسى واحد من المعروفين أو اى من قيادات الإخوان المسلمين الذين نزلوا إلى الميادين.
وقال فايد إن ذلك يجعلنا نتساءل من الذى قتل ومن الذى حرق 4 آلاف سيارة شرطة بالميادين ومن الذى سرق سيارات السفارة الأمريكية المؤمنة تأمينا كاملا وغير ذلك من الأماكن التى تمت سرقتها وحرقها، متهما قيادات الإخوان والتنظيم الدولى بفعل ذلك مسشهدا بما جاء فى أمر إحالتهم فى قضيتى اقتحام السجون والتخابر والذى ذكر أن المتهمين كانوا يريدون إسقاط الدولة.
وأكد فايد أن بعض الضباط تم تجريدهم من ملابسهم وعثر عليهم بعد ذلك كما ولدتهم أمهاتهم بعد أن تعرضوا إلى التعذيب على أيدى المتظاهرين.


