«حبيب العادلي وحسن عبد الرحمن وعدلي فايد وإسماعيل الشاعر»، تقلدوا مناصب أمنية رفيعة وهامة في مصر قبل أحداث 25 يناير، وبعد الثورة تغيرت الأدوار وأصبحوا في قفص الاتهام، يدافعون عن أنفسهم في أكاديمية الشرطة أمام قضية هزت الرأي العام على مدار أكثر من ثلاث سنوات، وهي قتل المتظاهرين إبان الثورة.
القضية المعروفة إعلاميا بـ«محاكمة القرن» دخلت في منعطف خطير خلال الأسبوع الحالي، والذي شهد مرافعات فريد الديب محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكذلك وزير الداخلية ومساعده لقطاع الأمن العام، حيث خلقت تصريحاتهم حالة أزمة وجدلا بين إعلاميي مصر حول ما حدث يومي 25 و28 يناير، فضلا عن عودة السؤال المعتاد.. «هل ما حدث ثورة أم مؤامرة لزعزة استقرار مصر؟».
أحمد موسى: فايد قدم الدليل أن ما حدث في 25 يناير «كارثة»
في أسلوب جديد اتبعه الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي حيث» أثناء استعراضه لأجزاء من مرافعة اللواء عدلي فايد، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن العام، في «محاكمة القرن» أشار إلى أن "اللواء عدلي فايد قدم ملعومات سياسية وجنائية تثبت أن ما حدث في يناير «كارثة»".
وأضاف قائلا: «أي حد مش عاجبه كلام عبدالرحمن أو فايد يأتي بعكسه، ويثبت أن «البرادعي» مش عميل أمريكي، واللي حصل ما كانش مخطط، وإن وائل غنيم لم يكن عميل أمريكي، ولكن العالم والدنيا فهمت خلاص ما الذي جرى في مصر في 25 يناير من أسوان لإسكندرية، وهو ما لخصه رئيس قطاع الأمن العام الأسبق»، على حد قول «موسى».
وأوضح، أن «يوم 28 يناير حدث فيه مشاكل وحرائق كبيرة عندما كان الإعلام يلقي بالضوء على الأحداث الدموية في القاهرة وإسكندرية والسويس، وترك المتبقي من محافظات مصر، وهنا أطرح سؤال وجيه يؤكد منطقية حديث فايد.. إذا كانت الناس خرجت في مظاهرات في أسيوط والمنيا وكفر الشيخ، ليه الناس ما تقتلتش؟، وهل التعليمات كانت لناس وناس؟ وهل كان في مدير أمن لا يجرؤ تنفيذ التعليمات؟ أعتقد مستحيل لأن في حال عدم اتباع التعليمات فإن مدراء الأمن يكون مصيرهم السجن"، بحسب وصفه.
وفي لحظة غضب تجدست على وجه الإعلامي أحمد موسى، قال: «كل ده حصل في مصر في يوم واحد فقط من اقتحام الأقسام والسجون والحرائق، وأشير إلى أن حديث عدلي فايد أمام هيئة المحكمة منطقي لأن كل أقسام الشرطة كانت تحت رئاسته بحكم منصبه كمساعدا للأمن العام، مضيفا «يا نهار أسود كل ده حصل في مصر، وكل الناس «إياها» مطلق صراحها حتى وائل غنيم والبرادعي".
وأوضح قائلا: «كثيرون من أتباع جماعة الإخوان، وحركة 6 إبريل، سوف يتعدون عليّ بالسب والقذف، ولكن لا يهمني بعد أن كشف «فايد» الحقيقة والهدف من وراء 25 يناير، وهو تدمير الداخلية، وانتهاء صلاحيتها، فضلا عن حديثه بأنه جلس في منزله بعد الحكم ببراءته، لأنه كان يشعر بالخوف من غياب وعي المجتمع في تلك اللحظة، بسبب بعض الإعلاميين الذين تنوابوا الرقص على الكراسي الموسيقية، بعد أن كانوا مقربين من تلك القيادات الأمنية»، على حد قوله.
محمود سعد: أُذكر فايد بأن «يناير» ثورة عظيمة تصدت لتجريف مصر..
على الجانب الآخر، اتبع الإعلامي محمود سعد، مقدم برنامج آخر النهار، نهج الدفاع عن ثورة «25 يناير» والقائمون عليها من الشباب قائلا: «أنا بفكركم بحاجة.. الشباب العظيم كان قرر أن يكون يوم الثورة هو يوم 25 يناير بمناسبة عيد الشرطة، لأنهم كانوا متضايقين من مواقف الداخلية، فضلا عن قطاع أمن الدولة الذي كان متوغلا في الدولة، وله أخطاء بلا حصر وبلا عدد»، على حد قوله.
وأضاف «سعد»: «البلد كانت في أزمة عنيفة، والولاد خرجوا في ثورة عظيمة عشان تواجه الحكومة ورؤساء الأجهزة الأمنية بما فعلوه من تضييق على الحريات وتجريف لموارد مصر».
وأكمل: «افتكروا يوم 28 إيه اللي حصل، وإيه شكل الزحف اللي خرج، واللي ملى كوبري قصر النيل والتحرير ووقفوا في صلاة العصر في ظل تدافع مياه الداخلية عليهم، وكذلك الخرطوش والرصاص الحي».
وأوضح قائلا: «مش ده الشباب المصري العظيم الذي يتعرض للسب والشتائم اليوم، ومنهم من دخل السجون، ويقال عنهم إنهم يعملون جواسيس لأمريكا وألمانيا وفرنسا، وفي نهاية المطاف يقدمون للمحاكمة وفقا لقانون التظاهر الذي دعمه الإعلام المنقلب على ثورة 25 يناير»، بحسب وصفه.


