غزة سماأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن دماء شهداء مجزرة الشجاعية، وجرائم حرب الإبادة المتواصلة براً وجواً وبحراً في كل شبرٍ من قطاع غزة ضد المدنيين الآمنين في بيوتهم من الأطفال والنساء والشيوخ لن تذهب هدراً، ولن تستطيع كسر شوكة وإرادة وصمود شعبنا ومقاومته الباسلة التي ستقاوم وستقاتل هذا العدو المجرم والجبان حتى الرمق الأخير.
وقالت الجبهة " يتوهم الاحتلال الصهيوني المجرم بزرعه مشاهد الموت والدمار والخراب في أحيائنا ومخيماتنا ومدننا بأنه سيفرض شروطه الخاصة ، أو سينجح في وقف ضربات المقاومة النوعية التي أنهكته واستنزفته وأصابت عبواتها وقذائفها وصواريخها جنود وضباط الاحتلال في مقتل، فقد أثبتت المقاومة أنها أكثر قوة وتصميم في مواجهة هذا العدوان الهمجي الجبان الذي يصب غضبه وعجزه باستهداف المدنيين الآمنين في بيوتهم".
وتوجهت الجبهة بالتحية إلى مقاومينا البواسل في كافة الأذرع العسكرية المتمترسون والثابتون على الثغور والمستعدين للتضحية في سبيل منع الاحتلال من التقدم، داعية إياهم إلى الصمود في مواجهة الآلة الحربية، وإلى استمرار ضرباتها الموجعة.
وحمّلت الجبهة المجتمع الدولي مسئولية الجرائم التي يتعرض لها أبناء شعبنا في القطاع، و في استمرار انحيازه الفاضح ودعمه للكيان بالسلاح، وبالغطاء السياسي لارتكاب جرائمه بحق شعبنا، مطالبة السلطة الفلسطينية بالتوجه فورا لمحكمة الجنايات لمحاكمة هذا العدو المجرم على المجازر التي ترتكب في القطاع.
ودعت الجبهة الأصوات المرتعشة والعاجزة في الساحة الفلسطينية إلى التوقف عن بث لغة الإحباط والتبرير والانهزامية، وإلى الاستجابة للمزاج الشعبي الفلسطيني الذي يهتف في سماء الوطن " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة". فالمقاومة شرعية وهي مثار فخر واعتزاز من أبناء شعبنا جميعاً، ونحن على قناعة راسخة بأننا سننتصر، وسنلملم جراحنا.. وسننهض من تحت ركام وأنقاض منازلنا لنبنيها مجدداً .
وتوجهت الجبهة بتحية الفخر والاعتزاز والكبرياء إلى أهلنا الصامدين الصابرين في قطاع غزة من رفح حتى بيت حانون الذين يجترحون الألم ويمشون على الجمر غير آبهين بتهديدات الاحتلال، مؤكدة أن شعب بهذا القدر من الصمود والتحدي حتماً سينتصر، ولن تستطيع الآلة الحربية هزيمته أو كي الوعي لديه بعدالة قضيته، وبالتخلي عن احتضانه للمقاومة، داعية أهالي القطاع جميعاً إلى تعزيز روح التكافل.
كما أشادت الجبهة بالتضحيات الرائعة التي جسّدتها الطواقم الطبية والإسعاف والدفاع المدني، الذين واجهوا الخطر الشديد ونيران القذائف في سبيل إخلاء الشهداء والجرحى، كما عبّرت عن وقوفها بجانب الصحافيين الذين فقدوا أرواحهم من أجل إيصال الصور المأساوية التي تشهدها شوارع القطاع إلى العالم أجمع.
كما توجهت الجبهة إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات ومناطق الـ48 ، وخاطبتهم قائلة " لكم الآن أن تفتخروا بمقاومتكم الباسلة في غزة، فهي صامدة وتشكل نداً حقيقياً للاحتلال، وتسطر ملحمة بطولية فماذا تنتظرون بعد هذه المجازر المستمرة والمروعة في الشجاعية ورفح وخان يونس وبيت حانون وغزة والبريج. يجب أن تشكّلوا له عامل إسناد ودعم... فلتنتفض الضفة تحت أقدام الغزاة، ولتوجه الأسلحة إلى مواقع ومغتصبات الاحتلال في كل مكان.. فقد آن الأوان أن تحّولوا الأرض إلى كتلة من اللهب تحت أقدام هذا العدو المجرم".
كما طالبت الجبهة الشعوب العربية وأحرار العالم إلى النزول للشوارع والميادين، ومحاصرة السفارات الصهيونية والأمريكية واقتحامها، رداً على الجرائم الصهيونية التي ترتكبها قوات الاحتلال، وتنديداً بالصمت الرسمي العربي والدولي، داعية إلى ضرورة الضغط من أجل فك الحصار المفروض على القطاع، وتسهيل دخول الطواقم الطبية والمساعدات.


