القدس المحتلة / سما / قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، إنّه تحقق حتى الآن هدف الردع وينبغي عرض وقف إطلاق النار، فإذا رُفض تتحقق شرعية لمواصلة ضرب حماس، على حدّ تعبيره.
وزعم يدلين أنّ حماس فرضت مواجهة على إسرائيل خلافا لإرادتها، ولكن يحتمل أنْ تكون ندمت على ذلك منذ ألان، لافتًا إلى أنّه عندما انطلق الجيش الإسرائيليّ إلى حملة (الجرف الصامد) لم يُطلع قادة الدولة الجمهور على أهدافها.
وبرأيه فإنّ التعريف المحتمل لأهداف الحملة يمكن أن يكون على النحو التالي، من السهل إلى الثقيل: حماية سكان الدولة، خلق ردع، ضربة شديدة لقدرات حماس وانهيار حماس.
وتابع قائلاً إنّه إذا فرضنا أنّ الهدف الإستراتيجيّ لإسرائيل كان خلق الردع، يبدو أنه تحقق (بكلفة الحد الأدنى)، وفي الأيام القريبة القادمة سيكون من الصحيح وقف المعركة، على حدّ تعبيره. وزاد قائلاً إنّه إذا ما ردّت حماس بالإيجاب على عرض إسرائيليّ لوقف النار، بشروطنا، فهذا دليل على أنها ردعت بالفعل.
أمّا إذا كان الرد على العرض الإسرائيليّ سلبيًا، فإنّ الدولة العبريّة، زاد يدلين، ستملأ محزونات الشرعية بشكل يسمح لها بتوسيع مغزى أهداف الحملة ونطاقها، على حدّ قوله.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّه عندما فُرضت على الدولة العبريّة بشكلٍ مشابهٍ الحرب في العام 2006، أيْ العدوان على لبنان، قررت الحكومة ضرب حزب الله بشدّة، لخلق أثر ردعي طويل، زاعمًا أنّ هذا القرار أُسند بشرعيّة دوليّة واسعة تمتعت بها إسرائيل في الأسبوع الأوّل للقتال.
وفي نظرة إلى الوراء، أوضح يدلين، لو كانت إسرائيل أوقفت الجيش الاحتلال بعد الأسبوع الأّول، والذي دمرت فيه كما يُذكر الصواريخ بعيدة المدى ومعظم حي الضاحية في بيروت، لكانت الحرب اعتبرت، منذئذ، كنجاح كبير، على حدّ زعمه.
أمّا الوضع اليوم، أردف قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة السابق، حيّال حماس فهو مشابه، فبينما تتمتع إسرائيل بشرعية واسعة من الداخل ومن الخارج، ويدها هي العليا من الناحية العسكرية، تلقّت حماس ضربات شديدة منذ بداية جولة القتال وفشلت تقريبًا في كل خطوة نفذتها.
وزعم أنّ كل (مفاجأتها) حتى الآن أحبطت، وأنّ سلاح الجو يهاجم في غزة بقوة أكبر بألف ضعف من المادة المتفجرة التي تطلقها حماس إلى إسرائيل.
علاوة على ذلك، أوضح يدلين، إنّ نطاق الهجمات اكبر بكثير من الهجمات في (عمود السحاب)، عام 2012.
ومع ذلك، كلما طالت المعارك، تقع فيها أحداث قاسية وغير مرتقبة، ولهذا من الصحيح الاكتفاء بانجاز الردع، إذا كان هذا تحقق.
وأشار أيضًا إلى أنّه في الوضع الحالي يتخذ الجهد العسكري لحماس صورة انعدام الوسيلة حيال القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيليّ وبشكلٍ خاصٍ أمام النجاعة الدامغة لمنظومة القبة الحديدية، ومع ذلك تكفي إصابة واحدة لصاروخ بتجمع سكاني إسرائيليّ لتغيير الصورة تمامًا.
وأكدّ على أنّه إذا رفضت حماس وقف النار أوْ خرقته بعد وقت قصير، سيسهل الأمر على إسرائيل توسيع أهداف الحملة، تعميق الضربة لحماس واستخدام المفاجأة وغيرها من القدرات التي نقصت هذه المرة في سلة أدوات الجيش الإسرائيليّ.
وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّه منذ تغيير النظام في مصر وإسقاط الإخوان المسلمين من الحكم بقيت حماس دون دعم مصريّ ووجدت نفسها عدوًا للحكم في القاهرة الذي يرى فيها تهديدًا مركزيًا، كما أنّ معظم أنفاق التهريب على طول محور فيلادلفيا أغلقت، مما مسّ بشدة بقدرات التسليح والتمويل لحماس، ومنذ اليوم معظم الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل مصدرها يعود إلى إنتاج غزّي محليّ.
وعليه، إذا رفضت حماس وقف النار سيكون صحيحًا توجيه الجهد العسكري الإسرائيلي لإيجاد سبل إبداعية لضربة شديدة ومتواصلة بقدرات حماس، الحالية والمستقبلية (وليس فقط التأثير على نواياها). ومثل هذه الخطوة بالضرورة ستمدد فترة الهدوء المتوقعة بعد نهاية الحملة، على حدّ قوله.


