غزة / منال ياسين/سما
غزة.. تلك البقعة الصغيرة التي يحاصرها العدو الصهيوني، لازالت تشهدُ حرباً تلو الأخرى، تتتابع عليها الغارات الصهيونية في حرب جديدة أسماها العدو بحرب "الجرف الصامد" و "الصخرة الصلبة"، ومستشفيات غزة شاهداً على تلك الجرائم البشعة التي تنهال نكباتها على المدنيين من النساء والأطفال.
د. أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يؤكد أن المستشفيات تعمل بما لديها والمستلزمات الطبية لا تكاد تكفي ليومين قادمين، مشيراً إلى أن المستشفيات تعاني من نزف حقيقي بالأدوية والمستلزمات الطبية وصل إلى أكثر من 30% من الأدوية و55% من المستلزمات الطبية.
يقول القدرة:" إن حجم الإصابات الذي يرد إلى مستشفيات قطاع غزة يستنزف أضعاف مضاعفة من الأدوية والمستلزمات الطبية قد يتعذر فيها تقديم الخدمات الطبية في الأيام المقبلة، نحن نتحدث عن أدوية فقط خاصة للطوارئ والعمليات والعناية المكثفة وهذه هي الآن نافذة من مستشفيات وزارة الصحة، حتى خيوط العمليات الجراحية الآن أصبحت نافذة في بعض المستشفيات وشبه نافذة في مستشفيات أخرى".
وحول وضع المستشفيات الحدودية يوضح القدرة أنها تعاني نقصاً حاداً من الأدوية والمستلزمات الطبية :" نحن قمنا بإعلان حالة الطوارئ، وجمعنا ما لدينا من أدوية ومستلزمات طبية في المستشفيات الأكثر سخونة وتعرضاً للإصابات، ولكن حجم الاعتداءات الصهيونية تأكد أن كافة مستشفيات قطاع غزة تستقبل شهداء وجرحى وهذا ما استنزف ما تبقى لدينا من كميات".
وفيما يتعلق بماهية التواصل مع ذوي العلاقة بتزويد قطاع غزة بالأدوية والمستلزمات الطبية يؤكد القدرة أنه تم التواصل مع كافة الجهات المعنية.
ويقول :"نحن ننتظر أن يكون هناك موقفاً تاريخياً للجميع، فعلى الجميع أن يقدم ما لديه من استحقاقات والتزامات تجاه شعبنا الفلسطيني الأعزل".
أما فيما يتعلق بمعبر رفح يؤكد القدرة أنه وحتى هذه اللحظة لم يتم تبليغهم رسمياً من أي جهة كانت بفتح معبر رفح البري والذي يستوجب فتحه على مدار الساعة في كافة الظروف.
وحول طبيعة عمل الطواقم الطبية في هذه الأجواء يقول القدرة :"حتى اللحظة لازالت الطواقم الطبية تعمل وفق قدرتها الاستيعابية ضمن ما تمكن لديها من أدوية ومستلزمات طبية تقوم بتضميد الجرحى في قطاع غزة، ولازالت طواقم الاسعاف قادرة على التعامل مع أي استهداف في كافة مناطق القطاع".
ويوضح القدرة أن مستشفيات قطاع غزة وحتى هذه اللحظة قادرة على التعامل مع كافة التطورات ولكن في ظل الأزمة التي يعانيها القطاع الصحي كل شيء مرشح للزيادة وهذا ما يستنزف كافة الطاقات اللوجستية والدوائية للعلاج.
وفي كل حرب يتم استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وهذا ما أكده القدرة، حيث تم استهداف مستشفى غزة الأوروبي الذي تم على اثرها اصابة مسعف وممرض، كما وأن هناك تصدع في أبنية المستشفى، ونجم عن ذلك أيضاً إخلاء لقسم الأطفال في المستشفى، ونتج عن هذا الاستهداف هدم للسور الشرقي لمستشفى غزة الأوروبي وتهشيم للنوافذ هناك، ناهيك عن تصدع 15 منزلاً قريباً من المنطقة لجأ مواطنوها وهم مصابين إلى المستشفى للمأوى.


