القدس المحتلة سماقال افي يختر رئيس الشاباك ووزير الامن الاسرائيلي سابقا انه يجب القضاء على حماس واوضح ان المعركة مع حماس ستستمر هذه المرة طويلا .
واضاف يختر في مقال له نشر اليوم في صحيفة اسرائيل اليوم العبرية ان الشهر الاخير اظهر جيدا ما هي استراتيجية منظمة حماس، فهي السيطرة على لب السلطة الفلسطينية في اجراء يشبه أن يكون ديمقراطيا بالدخول في حكومة وحدة مع محمود عباس والسيطرة بموازاة ذلك على قلوب الفلسطينيين التي تذوب سعادة حينما يسمعون بعملية قتل فيها مخربون من منظمتهم ثلاثة فتيان يهود.
المقال كما نشر في الصحيفة العبرية:-
اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل واغماض حماس عينها عن ذلك يصادقان على حقيقة أن غزة بالنسبة اليهم هي البلد الذي يستطيعون فيه أن يبينوا لاسرائيل وعباس أنهم يشبهون حزب الله. أما منطقة الضفة الغربية فهي بالنسبة اليهم ارض فرص قتل اليهود. فلا يختلفون بذلك عن سائر المنظمات الارهابية الفلسطينية بيد أنهم اكثر نجاعة.
إن محاولات الولايات المتحدة ودول غربية اخرى (ويؤسفني أن يوجد ذلك ايضا من اسرائيليين بل من منتخبي جمهور) أن يصفوا وضعا متخيلا يبين كأنما حماس السياسية مقطوعة عن حماس العسكرية، هي محاولات بين الساذجة والانفعالية. يجب على اسرائيل أن تضرب الحديد وهو ساخن – أعني نشطاء حماس في يهودا والسامرة – وأن تستعمل اعظم آلات ردعها فاعلية على الارهابيين، أعني الطرد.
قبل شهر حكمت محكمة في مصر بالاعدام على 683 نشيطا من منظمة الاخوان المسلمين، ويُعرف رجال حماس انفسهم رسميا بأنهم من الاخوان المسلمين. وليس في اسرائيل حكم بالاعدام وهذا أمر حسن. لكن طرد البنية التحتية الارهابية لحماس من يهودا والسامرة الى غزة عمل سيحدث ردعا كبيرا جدا.
وهذا النقل في داخل مناطق السلطة الفلسطينية قابل للتنفيذ من الجهة القانونية ايضا. وأقول باعتباري رأيت ذلك من قريب مدة عشرات السنين إنه سيكون لهذا العمل تأثير كبير جدا في المخربين والمخربين المحتملين، وهو عمل يجب على رئيس الوزراء ووزير الدفاع والمستشار القانوني للحكومة أن يحركوه بكامل قوتهم وسريعا. إن طردا كثيفا يشمل كبار قادة المنظمة ايضا ومنهم اعضاء في المجلس التشريعي وقادة في مستوى المناطق المختلفة في يهودا والسامرة (تحصل منطقة الخليل على الاولوية بسبب العملية)، يرسل رسالة واضحة الى حماس والى رئيس السلطة الفلسطينية تقول إننا لن نُمكن حكومة الوحدة من أن تكون مظلة حماية لكبار قادة حماس.
في مطلع 2006 حينما فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي، استقر رأي عباس على انشاء حكومة وحدة رأسها اسماعيل هنية. وقد كان يجب في ذلك الوقت على رئيس السلطة أن يشترط دخول حماس الى حكومة تحت رئاسته باعلان وقف الارهاب والتزامه. واشترطت الرباعية آنذاك ثلاثة شروط، وقف الارهاب مهما يكن واحد منها، ورفضت حماس شروط الرباعية واغمض عباس عينيه ودعا الله ان يصلح الامور. بيد أن حماس لم تستجب لدعائه، وبعد سنة نفذت حماس في غزة انقلابا عسكريا وطردت كل ناس السلطة من القطاع، ولم يزر عباس رئيس فلسطين القطاع منذ ذلك الحين الى اليوم.
في حزيران 2014 انشأ عباس مرة اخرى حكومة وحدة مع حماس، ولم يكد يمر اسبوعان حتى خطفت حماس وقتلت الفتية الثلاثة وبينت بذلك مرة اخرى لعباس أن المصالحة ترمي الى تقوية حماس.
ما الذي يخفيه؟
من المدهش أن نرى كيف يُصور محمود عباس على أنه لا صلة له بالعملية برغم أن منفذي العملية جزء اصيل من حماس التي صالحها وانشأ معها حكومة وحدة مع علمه بأن المنظمة لن تكف عن الارهاب. إن تنديد عباس بالاختطاف وبقتل الفتية ليس بديلا عن خطوات عملية في مقدمتها ابعاد رجال حماس عن حكومته.
ما بقي عباس رئيس السلطة المنتخب فانه ينبغي اجراء الحوار معه فقط في مستقبل الدولتين، لكن من المهم أن يأتي الى لقاءاته معنا ومع زعماء الدول الديمقراطية في العالم من غير القناع الذي يجب علينا على كل حال أن نمزقه عن وجهه.
ما الذي يرمي القناع الى اخفائه؟
ـ تخصص السلطة تحت إمرته 60 مليون دولار (1.5 بالمئة من ميزانيتها) لدفع أجور الى مخربين يقضون فترات عقابهم في السجون الاسرائيلية.
ـ في الذكرى السنوية لانشاء فتح فخم عباس شأن اسهام مخربين كبار كالشيخ احمد ياسين مؤسس حماس، وجورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية، وفتحي الشقاقي (الجهاد الاسلامي) وعز الدين القسام، في خدمة الشعب الفلسطيني.
ـ يعلم عباس أن حماس تقف من وراء خطف الفتية اليهود وقتلهم. وهو يعلم جيدا أن المصالحة مع المنظمة وانشاء حكومة الوحدة يرميان الى خدمة حماس في ازمتها الشديدة بسبب اغلاق الطرق من سيناء الى غزة، ومنع تهريب السلاح والامور الضرورية والاموال المخصصة لحماس وللمنظمات الارهابية الاخرى في القطاع.
ـ لا قدرة لحماس على دفع الرواتب الى رجالها في غزة، وعلى هذا فان حماس محتاجة الى عباس ليكون طريقا التفافيا لتحويل المال النقد اليها.
إن حكومة الوحدة التي انشأها عباس لها جيش بالفعل لكنه لا يطيع أمره. وتملك حماس عشرات آلاف القذائف الصاروخية ذات مدى اشكالي بالنسبة لاسرائيل وصواريخ مضادة للدبابات وللطائرات هذا الى جيش مخربين يبلغ عشرات آلاف الارهابيين وله بنية هرمية عسكرية. وتتم تهديدنا عشرات آلاف قطع السلاح والمواد المتفجرة والصناعة العسكرية الارهابية.
إن حكومة وحدة مكونة من منظمة ارهاب هي حكومة ارهاب. ولا يملي هذا الرأي فقط الحاجة الى القضاء على البنى الارهابية التحتية العسكرية في غزة بل يملي ايضا ايقاع الاستعدادات والجدول الزمني لتحقيق ذلك، والحديث كي لا نخطيء عن اجراء لن تكون مدته اسبوعا ولا شهرا بل هو اجراء تزيد مدته على سنة واكثر. ويجب أن يُدبر بحذر لمضاءلة مقدار المس بقواتنا ولجعل الجبهة الداخلية تستعد استعدادا صحيحا. لكن التخلي للسلطة في موضوع السلاح والقدرات العسكرية خلافا للاتفاقات معها سيجعل اسرائيل تواجه ضغوطا لاتمام مصالحات غير منطقية في المستقبل.
إن الدروسالمستخلصة من العجز الغربي والعربي عن التطورات الحادة التي كانت وما زالت في الشرق الاوسط، يجب أن تصوغ خطواتنا في مواجهة غزة والارهاب.
أغلق المصريون قطاع غزة لا للتسهيل على اسرائيل بل لمنع تسرب السلاح منها الى سيناء ومصر – الى الاخوان المسلمين. لذلك يجب اقتلاع هذا الدمل بعمل عبري.


