خبر : القيادة الفلسطينية تدرس منذ الثلاثاء الانضمام لمؤسسات دولية رداً على اسرائيل

الخميس 03 يوليو 2014 12:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
القيادة الفلسطينية تدرس منذ الثلاثاء الانضمام لمؤسسات دولية رداً على اسرائيل



غزة - أشرف الهور -علمت «القدس العربي» من مصادر فلسطينية رفيعة أن القيادة الفلسطينية التي دخلت منذ مساء الثلاثاء الماضي في اجتماعات متواصلة، هددت باللجوء إلى الانضمام إلى المؤسسات الدولية، بما فيها «محكمة الجنايات الدولية» لمعاقبة إسرائيل، إذا ما استمرت في هجماتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، في ظل توتر الأوضاع بعد العثور على جثث المستوطنين الثلاثة.

وحسب المصادر فإن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، وعضوية أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقادة الفصائل، واللجنة المركزية لفتح، دخلت في اجتماعات ستتواصل حتى انتهاء الأوضاع القائمة حسب تصريحات الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، وناقشت القيادة في اجتماعها المفتوح، سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي، وكيفية الرد عليه.

وخلصت بعد سلسلة مداولات إلى أن أول طرق الرد ومواجهة الهجمات الإسرائيلية، والتهديد بشن عدوان على الفلسطينيين خاصة في غزة، هي بالتوجه لطلب الانضمام الى مزيد من الهيئات والمنظمات الدولية، دون أن تستبعد المصادر التي تحدثت لـ «القدس العربي» إمكانية التوجه لطلب عضوية «محكمة الجنايات الدولية».

وقال أحد من حضروا الاجتماع «كل الأبواب ستكون مفتوحة أمامنا للرد على أي عدوان»، مشيرا إلى امتلاك الفلسطينيين الكثير من «الأوراق السياسية» في مواجهة إسرائيل. وأوضح أنه تقرر أن تحيط السرية المداولات الفلسطينية، حفاظا على المصلحة العامة.

وسيكون بمقدور الفلسطينيين حال الانضمام لـ «محكمة الجنايات الدولية» محاكمة قادة إسرائيل على ارتكاب «جرائم حرب» والكثير من المخالفات التي تتعارض مع القوانين الدولية.

وفي السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ «القدس العربي» أن القيادة «ناقشت سبل التصدي للحرب الشاملة التي تشنها حكومة (بنيامين) نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني».

وأشار إلى أنه تم وضع الكثير من التوصيات، ومنها الذهاب لطلب اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، لوضع حد لممارسات الاحتلال، إضافة إلى البدء بحملة دولية لـ»تسليط الضوء على ما يحدث من اعتداءات ضد الفلسطينيين». وأكد أن الاجتماع أيضا ركز على دعم المصالحة الفلسطينية، من خلال متابعة آليات تنفيذها لـ «تصليب الجبهة الداخلية».

وعقب اجتماع القيادة الأول أصدر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة تصريحا صحافيا مقتضبا على غير العادة، حيث كانت التصريحات السابقة تتحدث باستفاضة عن الملفات والقرارات التي جرى مناقشتها واتخاذها في الاجتماعات. وقال أبو ردنية في تصريحه أن اجتماعات القيادة «ستستمر لمناقشة القضايا المطروحة»، لافتا الى أن القيادة ناقشت مساء امس الأول «استمرار الإجراءات الإسرائيلية التعسفية، من اغتيال واعتقال وهدم لمنازل المواطنين». وأشار إلى أن عدد الشهداء منذ تاريخ 12 حزيران/ يونيو الماضي، بلغ حتى اللحظة 14 مواطنا. واكد ابو ردينة أن القيادة الفلسطينية تواصل بحث استكمال التوجه للمنظمات الدولية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وعقدت اجتماعات القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس (ابو مازن). وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» فقد استعرض الرئيس عباس تطورات الأحداث التي تمر بها الأرض الفلسطينية، وتداعياتها على الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير واجتياحات. وقال أن الاجتماع مكرس لبحث الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية أبناء الشعب الفلسطيني، من العدوان المتصاعد، لافتا إلى أن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية «يجب أن تتوقف، بما في ذلك العملية العسكرية في الضفة الغربية، والغارات على قطاع غزة، وهدم البيوت وقتل الأبرياء بدم بارد».

وأشار إلى أن الموقف الفلسطيني الذي توافقت عليه كل الفصائل الفلسطينية في اتفاق القاهرة هو تبني «المقاومة الشعبية السلمية» لنيل حقوقنا المشروعة بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

وطالبت القيادة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بعدم استغلال الحادث الذي جرى من خلال الاستمرار بسياسة التصعيد والنشاطات الاستيطانية والإجراءات التعسفية في مدينة القدس المحتلة، التي تؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وعدم الاستقرار في المنطقة.

كما أكدت التزامها الكامل بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، بما في ذلك حقها في الانضمام إلى كافة المنظمات والمعاهدات الدولية وذلك لحماية حقوقنا الوطنية المشروعة، مطالبة المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية الراعي الرئيسي لعملية السلام، بالتدخل وتحمل مسؤولياتها من اجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.

وبحثت القيادة التقرير المقدم من اللجنة المكلفة بتفعيل انضمام دولة فلسطين للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتوصياتها الخاصة في البدء بتنفيذ التزامات دولة فلسطين المترتبة على ذلك من أجل السعي لنيل حقوقنا في هذه المعاهدات والمنظمات الدولية. يشار إلى أن الأوضاع الميدانية تفاقمت على الأرض منذ أن تمت عملية اختطاف ثلاثة مستوطنين في 12 حزيران/ يونيو الماضي، وزادت حدة الأوضاع من خلال الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد الكشف عن العثور على جثث المستوطنين.

ومنذ أمس الأول تنفذ جماعات يهودية متشددة من المستوطنين هجمات ضد الفلسطينيين في الضفة، أبشعها خطف طفل من مدينة القدس وقتله ثم حرق جثته، بالترافق مع غارات لجيش الاحتلال ضد قطاع غزة، والتهديد بشن عمليات عسكرية واسعة.. وكانت اللجنة المكلفة بتفعيل انضمام دولة فلسطين للاتفاقيات والمعاهدات الدولية قدمت قبل بدء اجتماعات القيادة، تقريرا إلى الرئيس عباس، عن نتائج الاجتماعات التي عقدتها، وتضمنت توصياتها البدء بتنفيذ التزامات دولة فلسطين المترتبة على انضمامها لعدد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

كما ناقشت اللجنة الحقوق التي تتوفر لدولة فلسطين من خلال انضمامها لهذه المعاهدات والمنظمات، وشملت أعمال اللجنة بحث الانضمام إلى معاهدات واتفاقيات أخرى سيتم رفعها مستقبلا إلى القيادة.