رام الله / غزة / سما / احدثت حادثة مقتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير على يد مستوطنين إسرائيليين متطرفين فجر اليوم الأربعاء، بعد تعذيبه وحرقه والتنكيل بجثته، ردات فعال غاضبة وإدانات واستنكارات حكومية ورسمية وشعبية وفصائلية واسعة.
أدانت الرئاسة الفلسطينية قتل مستوطنين لفتى من قرية شعفاط شمال القدس المحتلة فجر الأربعاء بعد خطفه وحرقه.
وحمل الناطق باسم الرئاسة "إسرائيل" كامل المسؤولية عن قتل الفتى وطالبها بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم.
من جهةٍ أخرى، أعلن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن اجتماعات القيادة سوف تستمر لمناقشة القضايا المطروحة وأضاف ان القيادة تبحث استكمال التوجه للمنظمات الدولية ، وناقشت القيادة استمرار الإجراءات الإسرائيلية التعسفية من اغتيال واعتقال وهدم لمنازل المواطنين، حيث بلغ عدد الشهداء منذ منتصف الشهر الماضي 14 مواطنًا.
كما أدانت الحكومة بشدة قيام مستوطنين باختطاف الطفل أبو خضير وحرقه والتمثيل بجثته، محملة الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن الحادثة واعتداءات المستوطنين التي طالت عدداً من المواقع في الأرض الفلسطينية، ومعتبرة أن هذه الجرائم تأتي تطبيقاً للتحريض المتفاقم تجاه الفلسطينيين قولاً وفعلاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزرائها.
وطالب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ومدير مركز الإعلام الحكومي د.إيهاب بسيسو، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري من خلال المؤسسات القانونية والإنسانية، من أجل حماية أبناء شعبنا من التصعيد العسكري الإسرائيلي، ووقف انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين، وحماية أطفالنا من خطر الخطف والقتل من قبل المستوطنين، لا سيما بعد جريمة قتل الطفل "أبو خضير"، وبعد قيام المستوطنين أيضاً بمحاولة اختطاف الطفل موسى زلوم (8سنوات) من بلدة بيت حنينا.
وجدد بسيسو مطالبة الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي من خلال مؤسساته القانونية والإنسانية بتشكيل لجان تحقيق دولية للنظر في قضايا استهداف الأطفال والمدنيين الفلسطينيين. مؤكداً أن الاستيطان والمستوطنين هم السبب الرئيسي في عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها.
الى ذلك دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تشكيل لجان الحماية الشعبية في القرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقدس للدفاع الذاتي والتصدي لإرهاب المستوطنين الذي تصاعدت وتيرته في الأيام الأخيرة.
وأكدت الجبهة بأن الجرائم الأخيرة للمستوطنين والتي كان آخرها جريمة اختطاف الطفل محمد أبو خضير من شعفاط وقتله بدم بارد، وقبلها دهس الطفلة سنابل الطوس في بيت لحم، والشاب نوح ادريس في الخليل، فضلاً عن اتباع سياسة الانتقام الجماعي ضد أبناء شعبنا خصوصاً في الخليل من خلال الاعتقالات الممنهجة وهدم البيوت.. كل هذه الجرائم تستدعي توحد الجميع في مواجهتها، وتوجيه رسائل للاحتلال بأن جرائمه هذه لن تمر بدون عقاب.
وطالبت الجبهة السلطة وأجهزتها الأمنية إلى التوقف عن لعب دور المحايد والمتفرج، والى المشاركة جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا في التصدي لعنف وإرهاب المستوطنين، فالدور الأساسي المطلوب من هذه الأجهزة هو حماية أبناء شعبها الفلسطيني من بطش الاحتلال والمستوطنين، وليس تصدير سياسة العجز والتشبث بالتنسيق الأمني .
من جانبها اكدت حركة الجهاد الاسلامي في بيان لهاان المستوطنين هدف مشروع للشعب الفلسطيني ومقاومته، محملة حكومة الاحتلال وجيشها مسؤولية العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
واستنكرت الحركة جريمة خطف وحرق الطفل محمد ابو خضير، معتبرة اياها استمرارا لمسلسل الجرائم التي يرتكبها الجيش والمستوطنين والتي راح ضحيتها يوم أمس الشهيد يوسف أبو زاغة من مخيم جنين الذي قتلته قوات الاحتلال.
كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جريمة خطف وقتل المستوطنين للفتى أبو خضير في بلدة شعفاط بالقدس.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في تصريح صحفي الأربعاء، "إن جريمة قتل الفتى خضير وحرقه، واستمرار هجمات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين ومصالحهم هو تصعيد خطير يتحمل الاحتلال المسؤولية عنه".
وطالب أبو زهري المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه هذه الجرائم، قائلاً: "لا يعقل أن يتحرك المجتمع الدولي من أجل ثلاثة مستوطنين لا زالت قصتهم غامضة، بينما يصمت على تفاخر المستوطنين باختطاف وقتل الفلسطينيين".
وأكد الناطق باسم حماس أن استمرار صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم يوفر غطاء للمستوطنين لممارسة أعمال القتل والإرهاب، مؤكداً على أنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا مواجهة هؤلاء القتلة والدفاع عن نفسه.
وطالب أبو زهري السلطة الفلسطينية في رام الله، بوقف التنسيق الأمني الذي يوفر الحماية لهؤلاء المستوطنين حتى تتمكن المقاومة من القيام بدورها في الدفاع عن أبناء شعبها.
من ناحيتها، حملت حركة "فتح" الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إعدام المستوطنين أبو خضير بدم بارد .
واعتبرت "فتح" هذه الحادثة "جريمة حرب وإرهاب منظم"، ونتيجة مباشرة للتحريض المتواصل من قبل حكومة الاحتلال اليمينية، ودعمها المطلق لإرهاب المستوطنين.
وطالب المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف الإرهاب المنظم، والجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني.
وحذر المتحدث باسم الحركة من مغبة إرهاب المستوطنين وجرائم حكومة الاحتلال، وعدوانها المتواصل على المنازل الفلسطينية، واستمرار الاعتقالات اليومية، مستنكراً رعاية حكومة الاحتلال الكامل ودعمها لإرهاب المستوطنين.
من جانبها، حمّلت جبهة النضال الشعبي حكومة نتنياهو المتطرفة المسؤولية الكاملة عن الإرهاب اليهودي المنظم الذي يتم بغطاء كامل من شرطة وقوات الاحتلال بحماية المستوطنين المتطرفين، وكان آخرها عملية الاختطاف والقتل بدم بارد للفتى المقدسي محمد حسين أبو خضير، في منطقة شعفاط في القدس المحتلة.
وقالت : إنّ "الإرهاب اليهودي المتمثل بمزيد من الاعتداءات على ممتلكات المواطنين والتمادي بخطف وقتل الأطفال هي جريمة تضاف لسجل جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا، والتي تأتي بقرار سياسي لتنفيذ مخطط متطرف تعد له حكومة نتنياهو".
وحذرت الجبهة من تفجر الأوضاع في المنطقة بسبب التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا في كافة محافظات الضفة الغربية، وارتكاب قطعان مستوطنيه المزيد من جرائم القتل والخطف ضد أطفالنا.
من ناحيته، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد إلى إحالة قضية أبو خضير إلى مجلس الأمن الدولي، بعد اختطافه وقتله وحرق جثته من قبل مستوطنين.
وأضاف "مجلس الأمن الدولي الذي استنفرته حكومة بنيامين نتنياهو بعد مقتل المستوطنين الثلاثة يقف أمام امتحان أخلاقي في الحكم على سياسية هذه الحكومة، التي تذرعت باختطاف وقتل هؤلاء المستوطنين لإطلاق عدوان واسع، وعمليات انتقام جماعي ضد الشعب الفلسطيني".
وطالبت المجتمع الدولي بالوقوف في وجهه حكومة الاحتلال ووضع حد لانتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان وضربها عرض الحائط لكافة القوانين والأعراف الدولية ، ومواصلة استهتارها بما يصدر عن المجتمع الدولي من قوانين. انتهى


