القاهرة وكالات روت منى مكرم عبيد، عضو مجلس الشعب الأسبق، عضو المجلس القومى للمرأة شهادتها لـ«الشروق» حول كواليس اجتماع الساعة التاسعة صبيحة يوم 30 يونيو، الذى أسفر عن صدور بيان طالب الموقعون عليه بتأسيس مجلس رئاسى مؤقت وحكومة كفاءات تقودها شخصية وطنية وإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة للرئاسة والبرلمان والمحليات.
وتقول عبيد فى شهادتها: «فى تمام الساعة التاسعة صباح يوم 30 يونيو اتصل بى المهندس حسب الله الكفرواى وزير الإسكان الاسبق ليدعونى إلى اجتماع طارئ فى منزله، فشعرت بالقلق واتصلت بالكاتب الراحل سعد هجرس وأخبرنى أنه مدعو إلى نفس الاجتماع دون معرفة أى تفاصيل.
بدأ الاجتماع برئاسة المهندس حسب الله الكفراوى واللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق و12 شخصية عامة، وقال لنا الكفراوى إنه على تواصل مع الجيش والفريق السيسى وزير الدفاع وقتها والبابا تواضروس وأحمد الطيب شيخ الازهر وأنهم طلبوا منه أن نشارك فى بيان ندعو الجيش للتدخل ومنع الدم والحرب الأهلية وتنفيذ ما وعد به فى بيان الجيش ومهلة الـ7 أيام.
وتضيف عبيد، المشاركون فى الاجتماع اتفقوا على صياغة البيان المؤيد لتدخل الجيش، ومنع إراقة المزيد من الدماء، وتم الاتفاق على تكليف الكاتب الراحل سعد هجرس بصياغة البيان ، وطلب منا المهندس حسب الله الكفراوى التواصل مع شخصيات عامة وحزبية وإقناعهم بالتوقيع على البيان، وبالفعل اتصلت بالسفيرة ميرفت التلاوى رئيسة المجلس القومى للمرأة اتصل الكفراوى بجابر نصار وغيره وخرج البيان.
وأوضحت: لم يكن الاجتماع سريا وتم الإعلان عنه يوم 1 يوليو، ولكن الإخوان شوهوا الاجتماع واعتبروه دليلا على أن 30 يونيو انقلاب، ولا أخفى أن الاجتماع كان مخاطرة كبيرة، لأنه عقد صباح يوم 30 يونيو قبل أن تنزل الملايين فى الشوارع والميادين لمطالبة برحيل الإخوان، وبعد شهور سافرت إلى أمريكا بتكليف من وزارة الخارجية لتوضيح الموقف المصرى وثورة 30 يونيو.
وفى أمريكا قلت لهم إن 30 يونيو عزل شعبى مثلما فعلتم مع الرئيس الأسبق نيكسون عندما عزله الكونجرس، ورويت للحضور تفاصيل اجتماع القوى السياسية صباح 30 يونيو.
ولكن الإخوان استغلوا الحدث بشكل سيئ، وبعض الحضور فى الاجتماع أنكروا مثل جابر نصار بالرغم من موافقته وتوقيعه على البيان الذى أرسلناه إلى السيسى وكان نصه كما يلى:
«فى هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التى ينتفض فيها ملايين المصريين خوفا على الأمن القومى، وإذ استشعر الموقعون المخاطر الجاسمة المحدقة بالوطن والأمة، وإذ يستلهمون نبض الجماهير الغفيرة التى اصطفت لتوقيع استمارات تمرد الداعية لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسى، ونزلوهم وتدفقهم فى ميادين مصر فى هذا اليوم المجيد 30 يونيو.
ويوجه الموقعون التحية إلى القوات المسلحة، ويعربون عن تقديرهم للتصريحات الوطنية التى أدلى بها الفريق السيسى وزير الدفاع وتعهد فيها بحماية المواطنين الذين يطالبون الجيش المصرى بترجمة هذه التصريحات إلى واقع عملى خاصة بعد انتهاء مهلة الـ7 أيام التى حددها وزير الدفاع اليوم وحماية الموجة الثانية من الثورة المصرية ورعاية الفترة الانتقالية التى يتم خلالها نقل سلمى للسلطة إلى مجلس رئاسى مؤقت يدير شئون البلاد وفق وثيقة دستورية مؤقتة.
ويطالب الموقعون بحكومة كفاءات تقودها شخصية وطنية تحظى بالتوافق الوطنى وتقوم بتنفيذ برنامج إنقاذ عاجل للاقتصاد، واستعادة الأمن بأقصى سرعة، وإعداد البلاد لكتابة دستور ديمقراطى جديد، وإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة للرئاسة والبرلمان والمحليات، وإعادة الاعتبار للدولة الوطنية المصرية ومؤسستها التى ضحى أبناؤنا وأجدادنا لبنائها على مدى قرنين، وجاء الإخوان وحلفاؤهم ليهدموا هذه الدولة ويغيروا الهوية المصرية.
لقد آن الأوان لوقف هذا العبث الذى يهدد مصر وشعبها وأمنها القومى، ودقت ساعة العمل لمواصلة التراث المصرى الذى لم يتوقف لبناء دولة مدنية ديمقراطية على ضفاف النيل بوحدة الشعب والجيش على قاعدة الحق ومبدأ المواطنة الكامل».


