خبر : في فتح ايضا يفرحهم اضعاف حماس \ بقلم: يوآف ليمور \ اسرائيل اليوم

الثلاثاء 17 يونيو 2014 03:20 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          استمرت قضية خطف طلاب المعهد الديني الثلاثة، تجري أمس في محورين متوازيين عملياتي واستراتيجي.

 

          وينحصر المحور العملياتي في مطاردة خاطفي الفتيان بغرض الوصول الى المخطوفين انفسهم. وقد استمر "الشباك" والجيش الاسرائيلي أمس ايضا على اعتقال نشطاء حماس في منطقة الخليل، ممن يُشتبه فيهم أنهم كانوا اعضاءً في التنظيم أو عاونوا اعضاءه. وبرغم الضغط العام المفهوم لانهاء القضية سريعا، امتنعوا في جهاز الامن عن تحديد أجل لانهاء القضية وحسن أنهم فعلوا ذلك. فمن طبيعة هذه الاحداث والتحقيقات أن تستغرق زمنا، وقد نجح الارهابيون في الماضي في الاختباء في الضفة اياما (بل اشهرا وسنوات احيانا). ويصعب أن نفرض أن الامر سيكون كذلك هذه المرة بسبب القوة التي تستعملها اسرائيل: القوات الكبيرة وحشد الجهد الاستخباري والضغط الاقتصادي والسياسي في مقابل ذلك على السكان وعلى قيادة السلطة ليُضغط بهم على حماس وعلى الخاطفين لانهاء القضية سريعا.

 

          ويرمي المحور الموازي الاستراتيجي الى ضرب حماس مباشرة بصفتها تتحمل المسؤولية عن الاختطاف. وتستغل اسرائيل الحادثة لتضرب البنية التحتية العسكرية والسياسية والايديولوجية والاقتصادية للمنظمة في الضفة بصورة منهجية. وفي هذا الاطار اعتقل عشرات النشطاء ومنهم ناس معروفون، وبدأ اغلاق مؤسسات الدعوة التابعة للمنظمة بشبهة أن الاموال التي تجمع فيها لرفاه السكان ينفق منها في واقع الامر على الاعمال الارهابية.

 

          وفي متابعة لذلك سيبحث المجلس الوزاري المصغر اليوم اقتراحات لطرد نشطاء حماس من الضفة الى القطاع ومنهم عدد من القادة الكبار. ويفحص ايضا عن امكانية أن ينقل الى القطاع عدد من المعتقلين الاداريين المضربين عن الطعام وأن تزول عن اسرائيل بذلك الحاجة الى الاهتمام بمصيرهم.

 

          تمتنع اسرائيل في هذه المرحلة عن ضرب قيادة حماس العليا في غزة. وقد هوجمت أمس في الحقيقة أهداف ثلاثة للمنظمة (وهدفان للجهاد الاسلامي) ردا على اطلاق الصواريخ على عسقلان في مساء أول أمس. لكن كان الحديث عن هجمات تحذير: فهم في اسرائيل يعلمون أن نشطاء الجهاد هم الذين أطلقوا الصواريخ، ويعلمون اكثر من ذلك أن حماس نفسها عملت أمس عملا مكثفا لمنع اطلاق آخر خشية أن تنتهز اسرائيل الفرصة لتعمل في القطاع ردا على الاختطاف في الضفة.

 

          وتعمل اسرائيل في نفس الوقت الذي تعمل فيه على حماس على تقوية الصلة بجهات فتح في الضفة. وكانت المحادثة بين نتنياهو وعباس جزءا من ذلك، ويوجد في مقابل ذلك ايضا الاتصال الدائم الموجود طول الوقت لاشخاص امنيين ومدنيين بالسلطة الفلسطينية. ويصعب على من يتحدث الى كبار مسؤولي السلطة في اليوم الاخير ألا يسمع الغضب من الاختطاف والرضى في مقابل ذلك عن العمليات التي تقوم بها اسرائيل على حماس. وليس واضحا الى الآن هل يشير ذلك الى بدء نهاية حكومة الوحدة الفلسطينية لكن اسرائيل وفتح لهما مصلحة مشتركة وهي اضعاف البنية التحتية العملياتية والسياسية لحماس في الضفة.

 

          ونعود الى الميدان فنقول إنه برغم عدم اليقين الشديد المتعلق بمصير المخطوفين، ما زال "الشباك" والجيش الاسرائيلي يعملان عن فرض أنهم أحياء. ولهذا يتم كل اعتقال عن فروض ترى أنه قد يوجد الخاطفون أو المخطوفون في كل بيت أو كهف. ويستمر للسبب نفسه التنبه على الحدود المصرية والاردنية وحول المعابر الى القطاع للتحقق من أن المخطوفين لن يُخرجوا من المنطقة. وبرغم أن احتمال ذلك قليل، وعن خشية أن تخرج الامور عن السيطرة، تبقي اسرائيل طريق التفاوض من هيئة القيادة العامة "مستعدا" لحالة حدوث حوار مع الخاطفين. ولم يحدث ذلك الى الآن وكانت التقديرات أمس في اسرائيل أن الحصار سينتهي من طرف واحد الى اعتقالهم أو الى العثور على المخطوفين.