خبر : لنغير الاتجاه \ بقلم: شمعون شيفر \ يديعوت

الأحد 15 يونيو 2014 02:52 م / بتوقيت القدس +2GMT



          دون أي صلة بهذا الموقف السياسي أو غيره بالنسبة لمستقبل الاستيطان في المناطق، فان الاسرائيليين متحدون في هذه الساعات في قلقهم على مصير الشبان المفقودين الثلاثة – وكذا بالفهم بأن في هذه المنطقة النازفة التي نعيش فيها لا يمكننا أن نعتمد إلا على أنفسنا، ولا يهم في أي حدود سيكون هذا.

          لباب الخلاف، والانتقاد الشديد الموجه لنتنياهو، ينبع من قراراته تحرير الاف السجناء الفلسطينيين من السجن مقابل تحرير جنود مخطوفين واسرى. فمن حرر في حينه زعيم حماس الشيخ ياسين، وبعد ذلك تفاوض مع حماس وحرر أكثر من الف قاتل مقابل جلعاد شاليط، لا يمكنه ان ينفي أنه أعطى بكلتي يديه حقنة تشجيع جدية لمنظمات الارهاب لمحاولة اختطاف اسرائيليين آخرين، جنودا ومواطنين. فقد حدد لهم طريق النجاح.

          وجه نتنياهو اصبع اتهام لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وأعرب عن خيبة أمله من الرد الهزيل للاسرة الدولية في ضوء اختطاف الشبان الثلاثة. غير أنه في هذه الساعات ايضا مسموح لنا – بل ومن واجبنا – ان نطلب من رئيس الوزراء أن يأخذ المسؤولية الكاملة عن دوره في انهيار مفهوم الامن، الذي يقوده في السنوات الاخيرة. فتحرير السجناء بالجملة والمفاوضات غير المباشرة مع حماس، في ظل اضعاف السلطة الفلسطينية هي نتائج مباشرة لسياسته.

          كما أن النمط الثابت لرئيس الوزراء في القاء المسؤولية عن كل فشل (في موضوع جعل ايران دولة حافة نووية مثلا) على الاسرة الدولية أو طرح مطالب مختلفة في المحادثات مع الفلسطينيين وعندها اتهام ابو مازن، أدى الى أن يجعل كل الجيش في اليومين الاخيرين يطارد خلية ارهاب واحدة، ويعيش الكثير من الاسرائيليين في خوف من الاختطاف – بينما يفضل العالم مواصلة مشاهدة المونديال. اذا كنا نحن مسؤولين عن مصيرنا، مثلما قال أمس نتنياهو ويعلون، فما الذي يريدانه من ابو مازن ومن وزير الخارجية الامريكي؟

          لقد اجتمع المجلس الوزاري امس في جلسة استثنائية: لاول مرة منذ قيام الحكومة الحالية انضم الى المجلس الوزاري وزراء لم يطلعوا من قبل على المداولات ذات المعاني الاستراتيجية. ومع أن نتنياهو ويعلون يأتيان الى هذه المداولات بتجربة جمة وقدرة على التصرف بالحذر اللازم، ولكن من شبه المؤكد أن في الايام القريبة سيكون يئير لبيد ونفتالي بينيت مطالبان بان يطرحا رأيهما، وأن يرجحا الكفة في القرارات التي تنطوي على مصائر أرواح الناس.

          عندما ستنتهي الازمة، وليت المفقودون في نهايتها يعودون بسلام الى عائلاتهم، سنجد أنفسنا أمام الاعتبار الحقيقي: هل ستستخلص الاستنتاجات التاريخية التي تحدد الاتجاه لترسيم حدود اسرائيل والمعالجة العميقة والجذرية لجذور النزاع الذي يسمم العلاقات بيننا وبين جيراننا؟ هل سنفهم أخيرا بأن خلف الخلية الوحيدة هذه يقف ملايين الفلسطينيين الذين لن يتخلوا ابدا عن ارادتهم للعيش بحرية، بتحرر وبانفصال عنا؟