برلين / سما / احتدّت بعض الصحف الألمانية على زيارة رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" إلى مدينة "كولونيا" لإلقاء خطاب أمام مئات الآلاف من الأتراك بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس اتحاد الديمقراطيين الأتراك والألمان.
فقد نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية عنوانًا في الصفحة الأولى باللغتين التركية والألمانية ووجهته لرئيس الوزراء أردوغان قائلة له "لا أهلاً ولا سهلاً بك، فأنت شخص غير مرحب بك هنا"، على حد قولها.
وأبدت الصحيفة انزعاجها من توجيهات أردوغان في زيارته السابقة للمواطنين الأتراك المقمين في ألمانيا، عندما نصحهم بالقول "حافظوا على لغتكم وصونوا علَمكم وافتخروا بثقافتكم، لأن الاندماج جريمة إنسانية".
وبعثت الصحيفة من خلال الخبر المذكور عدة رسائل إلى أردوغان مفادها "إن ألمانيا دولة حرة، وإن جميع من فيها يعبر عن رأيه بكل أريحيّة، لذا فإننا لن نمنع كلامك، ولن نسعى إلى منعه أصلا، لكن يجب عليك أن تدرك جيدًا أنك شخص غير مرحب بك فلا أهلا ولا سهلاً بقدومك إلى ألمانيا"، وفقاً لقولها.
وخاطبت الصحيفة في رسالتها أردوغان قائلة "إن عينيك لم تذرف الدموع على الضحايا الـ301 الذين لقوا مصرعهم في فاجعة منجم سوما، وغدوت تقول بأن هذا الشيء أمر اعتيادي، وأغلقت المنتديات على الإنترنت وحجبت موقع تويتر ويوتيوب، لأنك لا تريد للشعب أن يعبر عن آرائه بحرية، كما رددت على الادّعاءات الواردة بحقك وحق البعض من أفراد عائلتك فيما يتعلق بقضايا الفساد بتصفية وعزل المئات من أفراد الشرطة والأمن والقضاة".
وأردفت الصحيفة أن أردوغان لم يطق الانتقادات الموجهة إليه من قبل الصحفيين، فرماهم بالسجن متذرعًا ببعض الحجج والبراهين، حتى وصل به الأمر إلى أن يوصي النساء بعدد الأطفال اللذين سينجبْنهم، ويسعى جاهدًا لمنع الذكور والإناث من الإقامة سوية في السكن الطلابي في بعض الجامعات، بحسب تعبيرها.
واحتدت الصحيفة المذكورة على وصف أردوغان للمتظاهرين في ساحة تقسيم العام الماضي باللصوص، كما عبرت عن استيائها الشديد من الكلمات التي وجهها للرئيس الألماني "يواخيم غاوك" خلال زيارته إلى تركيا قبل نحو شهرين، موضحة أن الألمان لا يريدون سياسيين على شاكلة أردوغان في بلادهم، لأن ألمانيا بلد يحب الديمقراطية والحرية والتعايش المشترك، لذا فإن أردوغان غير مرحب به في هذه البلاد، وفقاً لما وردت في الصحيفة.


